نظّمت جبهة الخلاص الوطني في تونس، اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة في العاصمة تونس تنديدًا بانقلاب قيس سعيّد وممارساته القمعية التي تستهدف الحقوق والحريات مع استمرار موجة من الاعتقالات السياسية الواسعة التي تستهدف تصفية المعارضة. 

جرى تنظيم التظاهرة بالرغم من رفض والي العاصمة التونسية منحها الترخيص، وتأتي مظاهرة اليوم عقب مظاهرة نظّمها يوم أمس السبت الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك رفضًا لـ"المساس بالحق النقابي" من قبل السلطة في تونس وتنديدًا بالممارسات القمعية وضرب الحريات العامة"

وجرى تنظيم التظاهرة بالرغم من رفض والي العاصمة التونسية منحها الترخيص، وتأتي مظاهرة اليوم عقب مظاهرة نظّمها يوم أمس السبت الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك رفضًا لـ"المساس بالحق النقابي" من قبل السلطة في تونس وتنديدًا بالممارسات القمعية وضرب الحريات العامة"، كما تأتي أيضا بعد إعلان التنسيقية الديمقراطية التي تضم أحزابًا من اليسار عن توجهها لتكوين جبهة للتصدي لقمع الحقوق والحريات في وقت تواصل فيه سلطات قيس سعيد حملتها ضدّ المعارضة، من خلال اعتقالات جديدة.

وفي التفاصيل، انطلقت صباح اليوم الأحد المسيرة الاحتجاجية التي دعت لها جبهة الخلاص الوطني المكونة من ائتلاف حزبي وشخصيات معارضة للانقلاب من وسط العاصمة تونس، وذلك على الرغم من رفض والي تونس تمكينها من ترخيص للتظاهر، وأحاطت قوات أمنية بالمتظاهرين للحد من حركتهم ومنعهم من مواصلة احتجاجهم بذريعة أن المسيرة غير مرخصة.

getty

ونجح المتظاهرون في تجاوز الحاجز الأمني وانطلقوا في مسيرة انطلقت من "ساحة الباساج" واتجهت إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة رافعين شعارات متعددة من بينها "يسقط يسقط الانقلاب، لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب، حريات حريات دولة البوليس وفات، شادين شادين في سراح الموقوفين، بالروح بالدم نفديك يا حرية، أوفياء لدماء الشهداء، لا تهتم لا تهتم الحرية تفدى بالدم"..

وكانت جبهة الخلاص الوطني قد دعت ل"مسيرة وطنية تنديدًا بالاعتقالات السياسية والانتهاكات الجسيمة للحريات العامة والفردية"، يوم الأحد 5 آذار/مارس الجاري بداية من الساعة 10 صباحًا انطلاقًا من ساحة الباساج في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة وعبر شارع باريس.

وحضرت المسيرة الاحتجاجية عديد القيادات من جبهة الخلاص الوطني من بينها رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي الذي ألقى كلمة من أمام المسرح البلدي، أعلن من خلالها انضمام عدة وجوه جديدة للجبهة منها الناشط السياسي والحقوقي البارز عز الدين الحزقي والذي كانت له كلمة في ذات التجمع الاحتجاجي.

وأكد رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين قبالة المسرح البلدي بالعاصمة تونس، على هامش المسيرة، أن الإيقافات في تونس والتي طاولت سياسيين ونشطاء وإعلاميين ورجال  أعمال، تقوم على "سياسة عشوائية" من الرئيس التونسي قيس سعيّد.

وطالب الشابي خلال ذات الكلمة، بـ"حرية المعتقلين وكل التونسيين من القبضة الاستبدادية"، وفق تعبيره، معلنًا عزم جبهة الخلاص تنفيذ وقفات احتجاجية تضامنًا مع الموقوفين كل يوم أربعاء.

وتابع "المعتقلون من وراء القضبان يؤكدون تمسكهم بالحرية واستعادة الديمقراطية في تونس وهم معارضون سلميون ولم يتآمروا على أمن الدولة".

getty

وأشار الشابي في كلمته إلى حملة التحريض التي تستهدف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس، والتي انطلقت بعد تصريحات سعيّد، قائلًا: "استهداف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بخطاب عنصري أساء لسمعة تونس في العالم".

وكانت جبهة الخلاص الوطني أكّدت في وقت سابق أن "قرار المنع من التظاهر صادر عن سلطة غير مختصة ومستند إلى أسباب لا تمت للقانون بصلة وأن ما ذهب إليه والي تونس من مبررات "كتعلق شبهة جريمة التآمر على أمن الدولة ببعض قياديي الجبهة" يضرب بعرض الحائط قرينة البراءة وشخصية العقاب واختصاص القضاء دون سواه بإصدار أحكام تكميلية تحرم من الحقوق السياسية بعد ثبوت الإدانة وفي حالات خصها القانون بنص خاص".

وشددت الجبهة على رفضها "هذا الإجراء الباطل وتمسكها بحقها في التظاهر"، معتبرة أن "قرار المنع يستهدف واحدًا من أهم مكاسب الثورة ألا وهو حق التظاهر السلمي والتعبير الحر عن الرأي والذي عبدت طريقه نضالات أجيال من الشباب على مد العقود وسقته دماء شهداء الثورة"، وفق ما ورد في ذات البيان.

يُذكر أن السلطات في تونس بدأت منذ شهر في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد.

أشار الشابي في كلمته إلى حملة التحريض التي تستهدف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس، والتي انطلقت بعد تصريحات سعيّد، قائلًا: "استهداف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بخطاب عنصري أساء لسمعة تونس في العالم"

ومن بين المعتقلين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، ويتهمهم الرئيس التونسي بـ"التآمر ضد أمن الدولة والوقوف وراء ارتفاع الأسعار واحتكار السلع"، وفقه، فيما لم تتضح بالنسبة لإيقافات أخرى أي تفاصيل عن الأسباب. وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تلك تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا.