01-أكتوبر-2023
خالد خليفة (1964 - 2023)

خالد خليفة (1964 - 2023)

رحل عن عالمنا، أمس السبت، الروائي والسيناريست السوري خالد خليفة (1964 - 2023) إثر أزمة قلبية مفاجئة، مثيرًا بهذا الرحيل ردود فعل إنسانية واسعة، حيث امتلأت الصفحات الإلكترونية بكلمات الحزن والنعي والاستذكارات الشخصية، في مشهد قلّ نظيره.

ولد خليفة في حلب، وتخرج في كلية الحقوق عام 1988، وكان عضوًا في المنتدى الأدبي بالجامعة الذي نشط فيها بعض من أبرز الكتّاب السوريين. كما برز الراحل في كتابة الدراما التلفزيونية وسيناريوهات بعض الأفلام الوثائقية والروائية.

كذلك عُرف خليفة بموقفه المعارض للنظام السوري، ومناصرة الثورة السورية، وأصدر ست روايات هي: "حارس الخديعة" و"دفاتر القرباط" و"مديح الكراهية" و"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" و"الموت عمل شاق" و"لم يصل عليهم أحد".

وصلت روايتا "مديح الكراهية" و"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة. وحازت رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" جائزة نجيب محفوظ عام 2013.

عندما يرحل عنا كاتب وإنسان متقد كخالد خليفة، تشعر فجأة بأن مساحة ملونة كبيرة كانت تغطي خلفية اللوحة التي شكلت حياتنا العامة قد انمحت وتركت اللوحة بعدها أشد كآبة وأكثر قتامة

تُرجمت أعماله إلى الكثير من اللغات كالتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والنروجية والتشيكية والجورجية.. وغيرها.

لخليفة أيضًا عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها "سيرة آل الجلالي"، و"هدوء نسبي".

ونعى فنانون ومثقفون وصحافيون سوريون وعرب، خليفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب ناشطين سياسيين داخل وخارج سوريا، فكتب المفكر عزمي بشارة على منصة إكس (تويتر سابقًا): "وفاة خالد خليفة. مغادرة مبكرة لروائي سوري عربي إنسان مبدع. خسارة فعلًا"، وكتب الممثل مكسيم خليل: "انظر من هناك.. لك الكثير على هذه الأرض"، بينما كتب الروائي خليل صويلح: "يا لفجيعتنا، سنتحمل موته الشاق وحدنا". ونعاه الروائي الكويتي طالب الرفاعي: "كأن الموت ينتقي أحبابه، خبر صادم يا صديقي الغالي خالد خليفة، لا عزاء لساحة الرواية العربية. لروحك الطاهرة واسع المغفرة والرحمة الواسعة"، فيما كتب الفنان والكاتب غطفان غنوم: "عندما يرحل عنا كاتب وإنسان متقد كخالد خليفة، تشعر فجأة بأن مساحة ملونة كبيرة كانت تغطي خلفية اللوحة التي شكلت حياتنا العامة، قد انمحت وتركت اللوحة بعدها أشد كآبة وأكثر قتامة، عندها فقط ستدرك بأن وجوده لم يكن مجرد مسلمة يمكنك أن تمر عليها في حياتك مرور الكرام، ولا بديهية من البديهيات. هؤلاء من يصنعون الفرق، لأنهم يمتلكون القدرة على التحول لأم للجميع، والأم فقط من يفجع بها الإنسان عندما تغادره فجأة، لأنها كما الهواء النقي، حالة موجودة وقبلية حتى قبل أن نخرج للحياة ونتنفس هواءها".

ومن المقرّر أن يُدفن خلفية اليوم الأحد في دمشق، كما سيقام له عزاء في قاعة صالة المحامين.