19-سبتمبر-2023
الفنان الراحل حسين منذر (الترا صوت)

الفنان الراحل حسين منذر (الترا صوت)

توفي قبل يوم أمس الأحد، السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، الفنان اللبناني حسين منذر بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركًا خلفه أكثر من 300 أغنية وطنية سعى عبرها إلى نقل صوت الشعب الفلسطيني، والتعبير عن واقعه ونضاله ضد الاحتلال. 

تعود أصول منذر المعروف بـ"أبو علي" إلى القرى السبع اللبنانية - الفلسطينية التي مُنح لاجئيها الجنسية اللبنانية خلال القرن المنصرم، وعاش حياته في مدينة دمشق، وتحديدًا في مخيم اليرموك الذي ستترك طبيعة الحياة فيه وخصوصيته في ذاكرة العمل الوطني الفلسطيني، ومسيرة المقاومة الفلسطينية، أثرًا كبيرًا على وعيه ومسيرته الفنية لاحقًا. 

نَذرَ الراحل صوته للقضية الفلسطينية وكفاح شعبها الذي جسّده في عشرات الأغاني الحاضرة في ذاكرة ووجدان الفلسطينيين والعرب

بدأ الراحل مسيرته في سبعينيات القرن المنصرم، وهو العقد الذي شهد الكثير من الأحداث المفصلية الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية ومسيرة الكفاح الوطني المسلح. ومنذ بداياته، نذر "أبو علي" صوته لهذه القضية وكفاح شعبها، فساهم في عام 1978 بتأسيس فرقة "العاشقين" إلى جانب عدد من الفنانين والموسيقيين الفلسطينيين، أبرزهم الفنان والموسيقار حسين نازك (1942 - 2023). 

أبصرت الفرقة النور في مخيم اليرموك، وتولى منذر قيادتها منذ تأسيسها وحتى توقفها عن العمل مطلع التسعينيات. وقد ساهم الراحل بصوته القوي وحضوره الطاغي وحماسته الدائمة وشغفه بالغناء عن فلسطين ولأجلها، في جعلها الفرقة الغنائية الأشهر في التاريخ الفلسطيني، لا سيّما أنها لعبت دورًا كبيرًا ومؤثرًا في جمع العرب حول القضية الفلسطينية وشد علاقتهم بها. 

اقترن اسم حسين منذر بفرقة "العاشقين" التي قدّم من خلالها عددًا هائلًا من الأغاني الوطنية التي جعلت من كفاح الفلسطينيين وثورتهم في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت مشهدًا حيًا ومتداولًا على نحو واسع، فكان لكل حدث أغنية، ولكل أغنية خصوصيتها وفرادتها المرتبطة بصوت وفرادة أداء الفنان الراحل الذي جعلها دائمة الحضور في ذاكرة ووجدان الفلسطينيين والعرب. 

أما أشهر ما غنّى الراحل، فكانت "من سجن عكا" التي تُعد أيقونة في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، والتي تحكي قصة محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في 17 حزيران/ يونيو 1930 بعد اتهامهم بقتل يهود خلال ثورة البراق.

يقول الراحل في مطلع الأغنية: "كانوا ثلاثة رجال/ جال يتسابقوا عالموت/ أقدامهم عليت/ فوق رقبة الجلاد/ وصاروا مثل يا خال/ طول وعرض البلاد/ وصاروا مثل يا خال/ طول وعرض لبلاد". 

ناهيك عن: "يا طالع ع جبل النار"، و"هبت النار"، و"اشهد يا عالم علينا وع بيروت"، التي كتب كلماتها أحمد دحبور، وتناول فيها حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت عام 1982، وتصدي المقاومة الفلسطينية، واللبنانية، للاجتياح والحصار.