ودّع الأسطورة البرازيلية بيليه عالمنا عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد معاناة مع المرض، بذلك تفقد كرة القدم أبرز أساطيرها، الوحيد الذي رفع كأس العالم ثلاث مرّات.
لم يكن بيليه مجرّد نجم كروي سطّر الأمجاد في تاريخ اللعبة، بل صنع تاريخ أمّة هي البرازيل، وكوّن إرثًا كرويًا للعالم أجمع، لقد كان إنسانًا نادرًا فعل المستحيل، واستحقّ لقب الجوهرة السوداء.
حينما كان بيليه يبلغ من العمر 10 أعوام، كانت البرازيل تتعرّض لأصعب نكسة كروية في تاريخها، حينما خسرت نهائي كأس العالم أمام الأوروغواي بملعب الماراكانا، في حادثة شهيرة لقّبت بكارثة الماراكانا أو "ماراكانازو".
عندها عاد بيليه من الشارع وهو يلهو مع أصدقائه إلى المنزل، ووجد والده يبكي بالقرب من المذياع، فسأله: لماذا تبكي يا والدي؟، فأجاب الأب: خسرنا كأس العالم، أجابه الطفل الصغير: عندما أكبر سأحرز كأس العالم من أجلك، كانت هذه الكلمات البسيطة من الطفل الصغير بيليه مفتاحًا لكنز أمجاد البرازيل، لقد أحرز بيليه كأس العالم 3 مرات بعد تلك الكلمات.
شارك بيليه في كأس العالم 1958 مع البرازيل بالسويد، وكان أصغر مشارك في تاريخ كأس العالم، مع مضي الوقت في هذه النسخة أصبح بيليه أصغر مسجّل في تاريخ كأس العالم، كذلك بات أصغر لاعب يسجّل في نهائي كأس العالم.
أمجاد البرازيل في كأس العالم تدين لبيليه، ليس لأنّه ساهم برفع الكأس الذهبيّة في ثلاث مناسبات فقط، بل أعاد للشعب البرازيلي ثقته بنفسه، فبإمكان كلّ برازيلي أن يصبح بيليه، وكلّما سطع بريق نجم شاب يقال إنه بيليه الصغير أو مشروع بيليه، اسم بيليه صار مقياسًا لتثمين جوهرة ما، وصار مثالًا لتسجيل الأرقام القياسية التي يصعب تحطيمها.
لم ينجح أحد في كسر رقم بيليه في الظفر بكأس العالم ثلاث مرّات، ويصعب على أي لاعب وربّما يستحيل أن يسجّل 1280 هدفًا، هي حصيلة أهداف بيليه في مسيرته الكروية، منها 77 هدفًا دوليًا، هو أسطورة رياضيّة أدركت البرازيل أهمّيتها، فاعتبرت بيليه كنزًا وطنيًا ما منع احترافه في أوروبا، بيليه رحل اليوم، والبرازيل فقدت كنزها الوطني إلى الأبد.
