10-أغسطس-2016

طنجة أين قضى الملك سلمان إجازته الصيف الماضي(فاضل سنا/أ.ف.ب)

تستمر أسعار النّفط بالانخفاض بشكلٍ حاد، مسبّبة عجزًا في الموازين الاقتصادية للعديد من الدّول الخليجية، أبرزها السّعودية، التي يُتوقّع أن تخسر 117 مليار دولارٍ أمريكي، أي أن الدّولة منطقيًا دخلت في مرحلة شحٍّ يستدعي الاقتصاد بالمصروف والمصاريف، إلّا عندما يتعلّق الأمر برحلات الملك التّرفيهية!

بينما يخوض الجيش السعودي حربًا طاحنةً في اليمن منذ أكثر من 500 يوم، يغيب الملك منذ منتصف تموز/يوليو إلى نهاية آب/أغسطس، في سياحة إلى طنجة المغربية

وبينما يخوض الجيش السّعودي حربًا طاحنةً في اليمن منذ أكثر من 500 يوم، يغيب الملك منذ منتصف تموز/يوليو إلى نهاية آب/أغسطس، في زيارة سياحية إلى طنجة المغربية. تزامنًا مع الزّيارة، أعلنت الولايات المتحدة عن ثالث صفقة أسلحة بينها وبين السّعودية منذ بداية حرب اليمن، وتشمل الصّفقة أسلحة ومعدات بقيمة 1.15 مليار دولار، تتضمن 130 دبابة "ابرامز" ومعدات أخرى للحرب البرية بحسب البنتاغون، بينما الصّفقة السّابقة كانت بتكلفة 1.29 مليار دولار، والأولى بقيمة نصف مليار دولار، ليبلغ إجمالي المبلغ 2.94 مليار دولار أمريكي، دون أي تقدّم ملموس في حرب اليمن، وفي انتظار لحل سياسي.

اقرأ/ي أيضًا: آل سعود.. فروض الحرب على إيران من "تيران"

العجز في الميزان الاقتصادي السّعودي أجبر الدّولة على فرض رسوم وضرائب جديدة على المواطنين، واعتماد حالة تقشّفٍ ملموسة، لكن التّقشف استثنيت منه العائلة المالكة. بعد كثرة الأخبار المتناقلة عن البذخ الملكي في المغرب، غرّد "مجتهد"، الحساب المعارض المعروف على تويتر، عن الزّيارة متحدّثًا عن تكاليفها، فبحسب الأخير، "اصطحب الملك سلمان ونجله محمّد معهم إلى طنجة 4 آلاف مرافق، وتتحمّل الخزينة السّعودية تكاليفهم".

من حساب مجتهد على تويتر

 

وحسب نفس الحساب المعارض "المعروف" على تويتر، قُسّم الوفد إلى ثلاثة مستويات تتفاوت بحسب العلاقة مع الملك ونجله، فالمستوى الأول هو الدائرة اللصيقة المكوّنة من العائلة والمقربين جدًا، يقيمون مع الملك وابنه محمد في ثلاثة قصور فخمة في طنجة، كل قصر يكاد يكون قرية كاملة بخدماتها.

المستوى الثّاني هم أصدقاء ابن سلمان المقربون، وألوية الجيش والحرس الملكي، حيث يشغل هؤلاء مئات "الفلل" السياحية في منطقة الرميلات وطريق إشقار، أما المستوى الثّالث، فهم "الأخوياء" وكبار موظفي الديوان الملكي، وشخصيات هامة لكنهم أقل حظوة من السابقين وهؤلاء يشغلون فللًا فندقية تابعة لفندق "فرح طنجة".

من المثير للجدل وجود ألوية في الجيش والحرس ضمن وفد الملك، بينما تتواصل الحرب فمن يديرها والألوية والجنرالات في رحلةٍ سياحية؟

المستوى الرّابع هم بقية الوفد من موظفين عاديين وأصدقاء الأصدقاء ومن التحق بالرحلة بـ"الواسطة"، ويشغلون أكثر من ثمانية فنادق حجزت معظم غرفها، من هذه الفنادق فندق فرح طنجة و"كنزي سولازور" و"موفنبيك" و"رويال توليب" وهيلتون طنجة وهيلتون غادرن وحوالي نصف فندق المزة. في حين أن محمّد بن سلمان شرع في بناء قصره الخاص، بتكلفةٍ ستصل لمليار ريال سعودي، أي 266700 مليون دولار أمريكي.

اقرأ/ي أيضًا: الجسر بين مصر والسعودية.. يبدأ بجزيرتين

التّكلفة امتدت لتشمل مئات السّيارات مع سائقيها الذين يعملون بنوبات عملٍ طوال النّهار. وزّعت السّيارات أيضًا بحسب المستويات، فالمستوى الأول استلم سيارات رولزرويس وبنتلي، والثاني مرسيدس ومايباخ و600، أمّا المستوى الثالث فاستلم بيجو وأمثالها من الأقل فخامة، والمستوى الأخير باصات مرسيدس للنقل الجماعي.

حجزت هذه السّيارات لمدّة 75 يومًا، أي لشهرين ونصف، تصل كلفتها اليومية لـ 50 مليون ريال على أقلّ تقدير، والكلفة الإجمالية لـ75 يومًا 5 مليارات ريال، أي مليار وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مليون وخمسمائة ألف دولار أمريكي، أي ما يوازي بحسب "مجتهد"، رواتب 40 ألف جندي سعودي لمدّة سنةٍ كاملة، علمًا بأن الجيش السّعودي يخوض حربًا ضروسًا في اليمن. والمثير للجدل، إضافةً إلى التّكلفة العالية في زمن التّقشف، هو وجود ألوية في الجيش والحرس ضمن الوفد، بينما تشتعل الحرب وتتواصل، فمن يدير الحرب والألوية والجنرالات في رحلةٍ سياحية؟

من حساب مجتهد على تويتر

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تدخل العلاقات السعودية الإسرائيلية عهدا جديدا؟

سلمان في القاهرة.. السعودية تحاول ضرب إيران من مصر