02-نوفمبر-2017

دينيس بانكس في سنوات شبابه (AIM)

مطلع الأسبوع الجاري، فارق الحياة أحد أبرز وجوه الحركة النضالية للسكان الأمريكيين الأصليين، إنه دينيس بانكس، الذي ترك وراءه إرثًا يمتد لعقود من الكفاح والنضال من أجل حقوقه وحقوق أبناء شعبه. وعرض موقع "ذا ديلي فريمان" سيرةً موجزة لدينيس بانكس، نقدمها لكم في السطور التالية مترجمةً بتصرف.


ليلة الأحد الماضي توفي دينيس بانكس عن عمر يناهز الثمانين عامًا، وهو الذي كان قد ساهم في تأسيسي الحركة الهندية الأمريكية (The American Indian Movement)، واشترك في الانتفاضاتِ والمُظاهرات التي اتسمت بالعُنف في بعض الأحيان ضد الحكومة الأمريكية، بما في ذلك السيطرة المُسلحة على بلدة "Wounded Knee" الواقعة بولاية داكوتا الجنوبية بالولايات المُتحدة الأمريكية، وذلك عام 1973.

توفي قبل أيام أحد أبرز وجوه الحركة الهندية الأمريكية المطالبة بحقوق الأمريكيين الأصليين، وهو دينيس بانكس

وكان دينيس بانكس أو "نواكومينغ" كما كان يُعرف أيضًا، أحد أبرز النشطاء الذين أسسوا الحركة الهندية الأمريكية في مينيابوليس في عام 1968، وكان قائد المجموعة التي استولت على بلدة "Wounded Knee" الواقعة على محمية باين ريدچ الهندية في جنوب داكوتا عام 1973، وذلك خلال الاحتجاجات ضد كُلٍ من الولايات المُتحدة الأمريكية والحكومات القبلية. واستطاع المحتجون احتجاز عملاء الشرطة الفيدرالية في الخليج لمدة 71 يومًا، تُوفِي خلالها اثنان من الأمريكيين الأصليين وأُصيِب العديد من عناصر الشُرطة الفيدرالية وسط إطلاق النار المُتكرِّر.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثة أسباب تثبت أن استقلال أمريكا كان غلطة فادحة

وجدير بالذكر أن نفس هذه البلدة، سبق لها أن عرفت مجزرة بشعة (مجزرة وُوندد ني) بحق الأمريكيين الأصليين، نفذتها قوات الولايات المتحدة، قُتل فيها ما لا يقل عن 300 شخص، وذلك في عام 1890.

أنطونيو تريور، وهو أستاذ جامعي في لغة أوجيبوي (إحدى اللغات المحلية) في جامعة بيميدجي الحكومية؛ وصف دينيس بانكس بأنه "كان له تأثير لا يُمحى في التاريخ، ليس فقط لمجتمعنا الأصلي من الهنود، ولكن كذلك لجميع أنحاء العالم".،مُشيرًا إلى أنه أجبر الحكومة الأمريكية  الاهتمام بالسكان الأصليين وأخذ مخاوفهم في الاعتبار، مُضيفًا: "كان دينيس بانكس بالتأكيد شخصًا محبوبًا ومكروهًا في نفس الوقت، اعتمادًا على أي الدوائر التي تنظر من خلالها".

وواجه دينيس بانكس وزميله في قيادة الحركة الهندية الأميركية، راسل ميينز، الاتهامات بشأن السيطرة على بلدة "Wounded Knee"، ولكن القاضي أسقط عنهما الاتهامات في تلك القضية. ومع ذلك، قضى دينيس بانكس 18 شهرًا في السجن خلال ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن أُديِن بـ"الشغب والاعتداء في الاحتجاجات" التي شهدتها كيستر، بجنوب داكوتا، في وقتٍ سابق من عام 1973. وكان قد تجنب الملاحقة القضائية على هذه الاتهامات لعدة سنوات بعد أن رفض تسليمه حاكم ولاية كاليفورنيا، چيري براون، ووفر له شعب الأونونداغا في نيويورك ملاذًا آمنًا.

كان بانكس يمتلك تاريخًا حافلًا من الحراك الاحتجاجي (trofire)
كان دينيس بانكس يمتلك تاريخًا حافلًا من الحراك الاحتجاجي (trofire)

وساعد دينيس بانكس أيضًا في الاستيلاء على مكتب الشؤون الهندية في العاصمة  واشنطن في عام 1972 كجُزء من احتجاج أُطلق عليه اسم "درب المعاهدات المنكوسة - The Trail of Broken Treaties". وكان ضمن مجموعات الأمريكيين الأصليين التي سيطرت على جزيرة ألكتراز، موقع السجن السابق في خليج سان فرانسيسكو، في الفترة بين 1969 إلى 1971.

أكاديمي من الأمريكيين الأصليين: "كان لدينيس بانكس تأثير لا يمحى في التاريخ، ليس لمجتمعاتنا فقط وإنما لجميع أنحاء العالم"

وعاش دينيس بانكس بالقرب من مدينة فيدرال دام على بحيرة لييتش، المحمية الهندية في ولاية مينيسوتا الشمالية، وكان عُضوًا في فرقة بحيرة لييتش الأوجيبوية، وهي واحدة من العديد من الفرق الأوجيبوية، المعروفة أيضًا باسم تشيبيوا أو أنيشيناب، وهي إحدى القبائل الهندية الكبيرة التي كانت تعيش في أمريكا الشمالية.

اقرأ/ي أيضًا: في اليوم العالمي للسكان الأصليين: تقاليد وطقوس زاهية تخفي الجوع والفقر

وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي، أسّس بانكس شركة كانت تبيع الأرز البري وشراب القيقب، وتداولت أعمالها مُستغِلةً اسمه الشهير.

كما أنّه كان جُزءًا من مجموعة من مُؤيّدي الحركة الهندية الأميركية، الذين عادوا إلى مدينة "Wounded Knee" في عام 2003 للاحتفال بالذكرى الثلاثين للمواجهة. وخلال هذا الحفل ابّن دينيس بانكس الموتى، ولقبلهم بـ"المحاربين".

وفي عام 2010، انضم دينيس بانكس إلى العديد من فرق الأوجيبوي الأُخرى مثل "ليتش ليك" و"White Earth" الذين اختبروا حقوقهم بموجب مُعاهدة 1855 عن طريق وضع الشباك بشكل غير قانوني على بحيرة بيميدجي قبل يوم واحد من افتتاح موسم الصيد بولاية مينيسوتا، وذهب أيضًا إلى محميات ستاندينج روك في داكوتا الشمالية للانضمام إلى احتجاجات العام الماضي على توصيل خط أنابيب النفط في داكوتا.

خّلف بانكس وراءه سجلًا حافلًا بالنضال من أجل الحقوق الطبيعية، والذي مزج فيه بين السلم والعنف أحيانًا

وقال تريور أن دينيس بانكس يذكره جميع الأمريكيين الأصليين، ليس فقط لعمله في بناء ونجاح الحركة الهندية الأميركية، ولكن أيضًا لجهودهِ على المستوى المحلي، مثل تركيز الاهتمام على التفاوتات العنصرية في نظام العدالة، والإسكان للأمريكيين الأصليين، وحقوق المعاهدات وتعليم الطرق التقليدية للشباب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دماء "الهنود الحمر" من أجل غسل ذنوب إسرائيل

هديل الرملي.. أنا هندية حمراء