ذكرت معلومات صحفية، من بينها تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أن عشرات الأشخاص بصدد رفع دعوى جماعية ضد شركة رينغ "Ring" المختصة بتصنيع كاميرات المراقبة، والمملوكة لشركة أمازون العملاقة، على خلفية تعرّضهم لتهديدات بالقتل، الابتزاز، والافتراءات العنصرية، إثر نجاح بعض المتسللين باختراق هذه الكاميرات، والحصول على صور ومعلومات من داخل المنازل. الأمر الذي وضع أصحاب هذه المنازل في مواقف محرجة ومهينة. ولدى مقدمي هذه الدعوات قناعة راسخة أن الإجراءات المتساهلة والتراخي في حماية الخصوصية من قبل الشركة المصنعة، هي الأسباب التي جعلت عملية الوصول إلى اختراق خصوصيات المنازل أمرًا يسيرًا.

يمتلك مقدمو الدعوى القضائية  ضد شركة رينغ التابعة لأمازون أدلة ملموسة وتسجيلات تظهر تلقيّهم تهديدات جديّة، من خلال دخول المتسللين إلى نظام الكاميرات في منازلهم

تستند الدعوى المرفوعة ضد  رينغ"Ring" إلى قضايا سابقة تمت الإشارة إليها في الشكاوى التي قدمها أكثر من 30 شخصًا من 15 عائلة يقولون إن أجهزتهم قد تم اختراقها واستخدامها لمضايقتهم. وزعمت الدعوى أن شركة رينغ "ألقت باللوم على الضحايا وقدمت ردودًا غير كافية وتفسيرات زائفة ردًا على هذه الهجمات". ويزعم المدعون أيضًا أن الشركة فشلت في تحديث إجراءاتها الأمنية بشكل مناسب في أعقاب مثل هذه الاختراقات.

اقرأ/ي أيضًا: أغنية عبر تيك توك تدفع الشركة إلى إجراءات جديدة بخصوص التسويق متعدد المستويات

وبحسب صحيفة الغارديان، فإنّه يمكن لآلاف العملاء والزبائن أن يستفيدوا من الدعوى المرفوعة، بمجرد أنهم اشتروا كاميرا مراقبة أو أجراس إنذار للأبواب من شركة رينغ بين عامي 2015 و2019. ويمتلك مقدمو الدعوى القضائية أدلة ملموسة وتسجيلات تظهر تلقيّهم تهديدات جديّة، من خلال دخول المتسللين إلى نظام الكاميرات، إضافة إلى توجيه الألفاظ النابية والعنصرية إلى أصحاب المنزل.

من جهتها، أعلنت شركة رينغ  أنها لا تعلم من يقف وراء الهجوم، كذلك الأمر بالنسبة لأصحاب البيوت الذين أكدّوا عدم معرفتهم بهوية الأشخاص الذي ابتزوهم ووجهوا لهم التهديدات. وكرّرت الشركة توجيه اللوم إلى المستخدمين، حيث أنها تطلب منهم لدى تشغيل أنظمة المراقبة، وضع كلمات سر يصعب اختراقها، إلا أن معظمهم لا يلتزم بذلك، الأمر الذي يسهّل على المتسللين عملية الاختراق. 

تعقيبًا على هذه المسألة أكّد إيفان جرير، رئيس مجموعة دعم الحماية Fight For The Future المتخصّصة بمجال حماية الخصوصية، أن شركة رينغ  قامت بالفعل ببعض التحديثات على أنظمتها، إلا أن الأمر لم يفلح في جعل اختراق خصوصيات المستخدمين أصعب.

وفي تقريرها حول الموضوع، أوردت الغارديان شهادات لعدد من أصحاب المنازل الذين تعرضوا لمضايقات بسبب اختراق أنظمة الحماية لديهم. في كانون الأول/ ديسمبر 2019، عند الساعة الثامنة مساءً، وبينما كانت إحدى السيدات تقوم ببعض المهام المنزلية، سمعت صوتًا قادمًا من كاميرا مراقبة الباب، يردد أغنية من أحد أفلام الرعب، ليعود الصوت ويقول: hello there. وقالت السيدة  أنها قامت لاحقًا بتغيير كلمة المرور، وتواصلت مع شركة رينغ للاستفسار عن الأمر، لكن الشركة لم تردّ قبل أسبوع، بدون أن تُخبرها من قام بهذا الاختراق وكيف تمّ الأمر. 

اقرأ/ي أيضًا: 6 من أشهر الإعلانات في عام 2020 على علاقة بكورونا

مستخدم آخر لأنظمة شركة رينغ، قال إن صوتًا خرج من كاميرا المراقبة ليسأله "ماذا تشاهد؟"، بينما كان يشاهد التلفاز في غرفة المعيشة في منزله. سيدة مسنّة أخرى أكّدت أنها تلقّت تهديدات مباشرة من خلال كاميرا المراقبة، حيث صدر صوت أكثر من مرة يقول لها "سوف تموتين"، كما تحرّش بها جنسًيا. وذكرت هذه السيدة أنها قررت الانتقال من منزلها والعيش مع أولادها بسبب عدم شعورها بالأمان في المنشاة التي تتولّى رينغ مهمة تزويدها بوسائل المراقبة والحماية. 

فيما أكّد حسن زافيري محامي الإدّعاء في القضية، وفق صحيفة الغارديان دائمًا، أنه يعتقد بوجود مئات حالات الاختراق الأخرى لخصوصيات المنازل من خلال الثغرات التي تتضمنها أنظمة رينغ، وتوقّع بأن الحالات الثلاثين التي يتولاها اليوم، لن تكون سوى القمة الصغيرة التي تخفي تحتها جبل الجليد.

وقد أثارت هذه القضية اهتمام العديد من المغردين في منصة تويتر، إذ انتقد بعضهم سياسات أمازون بشأن الخصوصية، واعتبر البعض أن مثل هذه الاختراقات تضع الشركة أمام مسؤوليات متعلقة بالحقوق المدنية. كما ظهرت عشرات التغريدات التي تداولت الخبر من مصادر متعددة وعقبت عليه، وانتشرت عدة وسوم على علاقة بالقضية مثل :#SmartHome  #AmazonDevices  #Amazon  #RingDoorBell #JeffBezos

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 3 أخبار مزيفة عن كورونا انتشرت في لبنان

الأخبار المزيفة سمة العام 2020