كثيراً ما نسمع عن أهميّة النشاط البدني على جودة حياتنا، وصحّة أجسادنا بشكل عام، وأثره الإيجابي في تقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة، وقدرتِه على تحسين الحالة الصحيّة للكثير من المصابين بالأمراض المختلفة، فما أحدث ما توصّل إليه العلم والدراسات عن أفضل الأنشطة والممارسات الرياضيّة التي تمنحنا حياة أكثر صحّة؟ وتخفّض احتمالية الموت المبكّر الناتج عن الأمراض؟
يحاول العلماء تحديد أفضل أنماط الأنشطة الرياضية للحفاظ على الصحة وإطالة العمر
نشر الموقع العالمي لشبكة سي أن أن الأمريكية، يوم الاربعاء الماضي 24 أغسطس 2022م، نتائج دراسة طويلة المدّة الزمنيّة، كان الهدف منها معرفة تأثير النشاط البدني في أوقات الفراغ على صحة 272 ألف شخص، تترواح أعمارهم ما بين 59-82 سنة، وبعد تتبّع تفاصيل نشاطهم البدني لمدة 12 سنة أو أكثر، ودراسة السجلّات الصحيّة للوفيّات منهم والناجمة عن مرض السرطان، أو أمراض القلب، وأسباب أخرى عديدة، توصّل الباحثون في هذه الدراسة إلى نتائج قد تساهم في نشر ثقافة أهميّة النشاط البدني لجميع الفئات العمريّة، وباختلاف الحالات الصحيّة، وتتمثل نتائج هذه الدراسة في أهميّة ممارسة كل من التمارين الرياضيّة التالية:
- ممارسة الرياضات الهوائيّة
توصّي إرشادات النشاط البدني في الولايات المتحدّة إلى ممارسة الرياضات الهوائية متوسطة الشدّة من (2.5-5 ساعة/ أسبوعيّاً) أو ممارسة الرياضات الهوائيّة عالية الشدّة من (1.25-2.5 ساعة/ أسبوعيّاً).
حيث توصّل الباحثون في هذه الدراسة إلى أنّ ممارسة الرياضات الهوائية بالمعايير المذكورة تخفّض خطر الوفاة لأي سبب، بما نسبته 13%، مقارنة بعدم ممارسة أي نشاط بدني.
ويلزمنا هنا معرفة المقصود بالرياضات الهوائيّة، وما أهميّتها؟ وكيف تصنّف حسب شدّتها؟
تمارين الأيروبيك أو التمارين الهوائيّة، هي التمارين التي تعتمد بشكل أساسي على عمليّة التنفّس طوال فترة التمرين، لأنّ عملية التنفّس هي التي تحدد كميّة الأكسجين الذاهبة للعضلات، وبالتالي تُمنَح العضلات القوّة التي تلزمها لممارسة الرياضة.
وتسمّى أيضاً برياضات القلب، لأنّ الهدف يكون هو رفع معدّل نبضات القلب إلى حدّه الأعلى.
ويُنتج الجسم الطاقة اللازمة لحركته خلال ممارسة التمارين الهوائيّة عن طريق استخدام الكربوهيدرات أو الدهون أو البروتينات المخزّنة.
فوائد التمارين الهوائية
- تُقلّل احتمالية الإصابة بأمراض القلب، عن طريق تعزيز قدرة القلب على أداء وظائفه.
- تخفّض ضغط الدم.
- ترفع نسبة الكوليسترول "الجيد" في الدم.
- تساعد الجسم بالتحكّم بنسبة السكر في الدم، وبالتالي تقليل فرصة الإصابة بالسكري.
- تساعد على خسارة الوزن.
- تحسّن وظائف الرئتين.
- تقلل معدّل ضربات القلب أثناء الراحة.
ما المقصود بشدّة التمارين الهوائيّة؟
شدّة التمارين هي كثافتها ومدى شعورك بها، وقوّة تأثيرها على جسمك، وقد تكون شدّة التمرين هي أهم عناصر التمرين، لأن ممارسة التمارين بكثافة وشدّة كافية ستؤثّرعلى قوّة الجسم وقدرة تحمّله، وخسارة الوزن، ونسبة الدهون في الجسم.
وتصنّف شدة التمارين إلى منخفضة، ومتوسطة وقويّة، ومن أمثلة كل منها:
أمثلة على التمارين الهوائيّة منخفضة الشدّة:
- المشي المريح.
- ركوب الدراجة على أرض مستوية.
- رفع الأوزان الخفيفة.
- أعمال المنزل.
أمثلة على التمارين الهوائيّة متوسطة الشدّة:
- المشي السريع.
- ركوب الدراجة بسرعة 10 أميال في الساعة أو أقل.
- التمارين الرياضية المائية.
- التنزّه.
أمثلة على التمارين الهوائيّة قويّة الشدّة:
- السباحة.
- ركوب الدراجات أسرع من 10 أميال في الساعة.
- الركض.
- القفز.
2. ممارسة رياضة المضرب
وجد الباحثين في هذه الدراسة أن لممارسة رياضة المضرب أو التنس الأرضي، الفائدة الأعلى من بين الرياضات على صحة القلب، وخفض احتمالية حدوث أمراض القلب والأوعيّة الدمويّة.
وتوصلّوا إلى أنه كان هناك انخفاض نسبته 27% من خطر الوفاة بأمراض القلب، وانخفاض 16% من خطر الوفاة المبكّرة، لمن مارسوا رياضة المضرب.
3. ممارسة رياضة الجري
توصلّ الباحثون إلى أن ممارسة رياضة الجري قللت نسبة خطر الإصابة بالسرطان بما نسبته 19%، بينما قللت خطر الموت المبكّر بما نسبته 15٪.
4. ممارسة المشي
ووجدت الدراسة أيضاً أن ممارسة المشي له فائدة كبيرة في تقليل خطر الموت المبكّر، بعد رياضتي المضرب والجري.
ما توصلّت إليه هذه الدراسة، هو دليل قوي لتحفيز كل منّا على ممارسة التمارين الرياضيّة باختلاف أنواعها، فيكفي أنك تختار رياضتك المفضلّة وتبدأ بمارستها من اليوم، فمن المؤكّد أن تنشيط جسدك ومساعدته على أداء مهامه المختلفة بصورة أفضل، سيمنحك حياة أكثر صحّة، ويقيك من خطر الموت المبكّر الذي يكون نتيجة لأمراض عديدة لم نقم بإدراتها جيداً، ولا تنسَ أهميّة مساعدة كبار السن من حولك على ممارسة التمارين الرياضيّة بالشدّة التي تناسب حالتهم الصحيّة، ويحدَّد ذلك باستشارة الطبيب.
مصادر إضافية
