03-سبتمبر-2020

لوحة لـ سي تومبلي/ أمريكا

أنا خارج النص

لا علم لي بما يجري بين الكلمات من عراك

أنا من صاغها نعم

ولكنني أيضًا من فكّ أغلالها

وأزاح اللثام عن فمها حتى تصيح.

 

أنا خارج النص مثلكم

لا أرى إلا الغبار

ولن أرى إلا المنتصر يعلو فوق جثة الضحية

وهل هذا العراك مسيس أم لا لست أدري

فلم أشهد مفاوضة اللحظة الأخيرة

ولم أعهد بقلمي يقطر شخصيات ذات طابع مزدوج

أظنها لم تكن عادلة بما يكفي

فالشخصية التي تولد مع الصباح نشيطة كحب الهال في القهوة كلها أمل وتحدٍّ

غير تلك التي تولد في منتصف النهار وأنا أحاول أن أبلل عطشها ببعض التفاصيل التي ترطب فمها

غير تلك التي تولد في عمق الليل وبينما يتسلل النعاس لأحداقي فأخلقها بعينين ذابلتين ما إن ترى الفراش حتى تستسلم للرقاد.

 

أنا سيد النص نعم

ولكنني لست بحارس لشخصياته المختلفة

ولا بكاشف طبائعها المخفية فدائمًا وراء كل كلمة حكاية

أنا والد النص نعم، ولكنه حين أضحى مشهورًا بين أترابه استكبر وطغى شقاق القلب في إحساسه فلم يعد يبر بأبيه

ولم يعد يرتاح لطاولة مكتب أطلقته

فمع آخر حرف كتبته أطلقت جناحيه.

 

أنا عاشق النص نعم

ولكنني منذ غيابه بدأت أستعير بعض الأغاني القديمة لأملأ شغاف القلب بما يفتقر

أنا سيد النص نعم ولكنه سيدي في كل لحظة وفي كل محفل وفي كل زمان ومكان

أنا خارج النص مثلكم ولكنه داخلي في كل فكرة وكل نبضة وكل خيال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نبي العاصفة

اتبعني في هذا العالم المزروع بالقرّاص