01-ديسمبر-2022
لوحة لـ ماريك زولاواسكي/ بولندا

لوحة لـ ماريك زولاواسكي/ بولندا

الواضحُ والمُبهَم

 

  • إلى محمد علي شمس الدين

 

مُنفَرِد:

حينَ يموتُ الشَّاعِرُ

يَنفَرِطُ اللُّؤلُؤُ

يَنتَحِبُ النَّرجِسُ

تنهارُ الكأسُ وساقِيها

لا تتأثّرُ أعنَاقُ الأشجَارْ

حيثُ يموتُ الشَّاعِرُ

يتركُ موسيقى

كالنَّبضِ

جوابًا للرَّفعِ وللخَفضِ

وأشياءً مُبهَمَةً أُخرى

كيف يموتُ الشَّاعِرُ

والأسرارُ هيَ الأسرارْ؟

 

ستّةُ أطوارٍ للغُربةِ:

في الأوَّلِ

تَندَلِعُ الدهشَةُ

في الثّاني تَنطفِئُ الرَّعشَةُ

في الثّالثِ ينطفِئُ النَّهرُ

وَيَنسَانا

تَنكَشِفُ الخَيبَةُ

في الرَّابعِ يَنسَدِلُ الهَذَيانْ

في الخامسِ

تنفرِدُ الأحزانُ وتتَّسِعُ الأكوانْ

في الطَّورِ السَّادسِ

يبدأُ نهرٌ آخرُ بالجَرَيان

لأَعلى

 

كيفَ يموتُ الشّاعِرُ

والأنهارُ هيَ الأنهارْ؟

 

سَجعُ الكُهّان:

يَعبُرُ مِثلَ غَزالٍ/ مِثلَ غَزالٍ مَلِكٍ

مثل أميرِ الطَّيرْ

يَجرحُ وهْوَ يُغَنّي/ وهوَ يُغنِّي طَرَبًا

يتعجّلُ في السَّيرْ

 

ويُنادى في المَعبَرْ

يا أخضَرُ يا أخضَرْ

قُل للمَلِكَ الأكبَرْ

إنَّ الشِّعرَ بِخَيرْ.

 

التصرّفُ الغريبُ مع الزَّهرة

 

من أينَ أنتِ؟

يطيرُ النَّائِمونَ مَعًا

ويَسقُطونَ عنِ الأحلامِ أفرادا

 

رأيتُ وجهَكِ قبلَ اليَومِ

بي سِعةٌ من الخَيالِ

ليبدو الحُزنُ مُعتادا

 

وبي ندوبُ نساءٍ أستعيذُ بِها

إذا تجسَّدَ ذِئبُ

 الخَوفِ أو نادى

 

كأنّهنَّ وَضَعنَ الشمسَ في حَلَقٍ

أضأنَ حتّى رأينَ

المَوتَ ميلادا

 

ومن سيوقظُ قلبي من تَنفُّسِهِ السَّريعِ؟

من يمنحُ الأضلاعَ أبعادا؟

 

هل تشعرينَ بشيءٍ؟

هل سَهرتِ مَعي؟

هل سَرَّحَتكِ كناياتي وأسئِلَتي

هل ذقتِ من وَجَعي؟

 

ومن سيَمسَحُ عن وَجهي الذهولَ

ومَن يزورُ خَطفًا

ومَن يَحتاجُ مِيعادا؟

 

نزلتُ عن صَهوةِ الأنهارِ

لم أقَعِ

ما الفرقُ بينَ وُجودِيٍّ ومُبتَدِعِ؟

 

طاروا كأنَّ هَواءَ البحرِ أسكَرَهُم

ولا أطيرُ

ولكن أقتَفي وَلَعي

 

إليهِ أمشي

 على رِجلَينِ من وَرَقٍ وَحدي

وأخفِضُ بالتأنيثِ من فَزَعي

 

يَضُمُّني الحَورُ

 من نَهري إلى "بَرَدَى"

وتهمِسُ الأرضُ لا تُؤذوهُ إن عَادا.

 

 

 

  • من مجموعة شعرية صدرت حديثًا عن دار البيان العربي في بيروت بعنوان "صَبَا".