05-مارس-2024
مظاهرة تضامنية مع فلسطين

(Getty) تزداد المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية يومًا بعد آخر

أكدت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، أن المقاطعة الأكاديمية العالمية للجامعات الإسرائيلية تزداد يومًا بعد آخر لكونها متواطئة في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت ندى حسين، منسقة شؤون فلسطين والعالم العربي في الحملة، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، إن جامعات إسرائيل: "جزء لا يتجزأ من الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وبوصفها جزءًا من حركة المقاطعة لإسرائيل والجهود المبذولة لكسر الحصار عن الفلسطينيين، تسعى الحملة وفق حسين إلى منع دولة الاحتلال: "من استغلال الفنون والثقافة والأوساط الأكاديمية والرياضية للتستر على انتهاكاتها وجرائمها المستمرة ضد الفلسطينيين".

الجامعات الإسرائيلية متواطئة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني لأنها تلعب دورًا أساسيًا في تطوير المعرفة العسكرية والأمنية الإسرائيلية

وأوضحت خلال المقابلة، وهي الجزء الأول من ملف إخباري من جزأين بعنوان "المقاطعة الأكاديمية والثقافية" لإسرائيل؛ أن حركة التضامن الفعال مع نضال الفلسطينيين لنيل الحرية والعدالة تتزايد في جميع أنحاء العالم مع تزايد الهجمات على غزة.

وتابعت قائلةً إن: "آلاف العلماء والأكاديميين والمؤسسات العلمية عبّروا عن تضامن غير مسبوق مع قضية الشعب الفلسطيني"، سيما أن إسرائيل تخضع لمحاكمة دولية، أمام محكمة العدل، لارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

وشدّدت حسين على أن المقاطعة ليست التزامًا أخلاقيًا فحسب، بل: "يجب فرض حظر عسكري ضد إسرائيل في جميع البلدان التي وقَّعت اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فضلًا عن العزلة الدولية في الأوساط الأكاديمية والثقافة والفنون والرياضة".

وأشارت إلى أن المجموعات الأكاديمية، في مختلف أنحاء العالم، دعمت المقاطعة الأكاديمية عبر وسائل مختلفة، منها توجيه رسائل مفتوحة وممارسة الضغط لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، إضافةً إلى اتخاذ إجراءات فعّالة لرفع الحصار عنهم.

ومن بين المؤسسات الأكاديمية التي أنهت تعاونها مع شركات أو مؤسسات إسرائيلية، ذكرت ندى حسين معهد ملبورن الملكي في جامعة التكنولوجيا بأستراليا، الذي ألغى عقده مع شركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية "Elbit Systems"، وذلك بعد حملة ضغط استمرت لأكثر من عام بناءً على دعوة من اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية.

وإضافةً إلى المعهد، أنهت أربع جامعات نرويجية، مؤخرًا، تعاونها مع جامعات إسرائيلية. بينما جمدت جامعة أوسلو اتفاقيات للتبادل الطلابي والأكاديمي مع جامعة حيفا الإسرائيلية، بل وقررت كذلك عدم توقيع أي اتفاقية تعاون مع أي جامعة إسرائيلية مستقبلًا.

بدورها، أنهت جامعة بيرغن للهندسة المعمارية في النرويج اتفاقيتي تعاون مع أكاديمية " بتسلئيل" الإسرائيلية للفنون بسبب ارتباطها بجيش الاحتلال الذي يمعن في قتل وتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، ودورها في تصميم الزي والمعدات العسكرية التي يستخدمها.

وقالت أيضًا إن جامعة جنوب شرق النرويج أنهت اتفاقيات للتعاون مع كل من جامعة حيفا وكلية هداسا الأكاديمية في دولة الاحتلال، وذلك بسبب الهجمات التي تشنها "إسرائيل" على غزة، والوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع، إضافةً إلى تجاهل "إسرائيل" لأوامر محكمة العدل الدولية.

وفي السياق، أوضحت حسين أن "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" دعت المجتمع الأكاديمي، في مختلف أنحاء العالم، إلى مقاطعة الجامعات الإسرائيلية لأنها: "جزء لا يتجزأ من الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري".

وأضافت أن: "جامعة تل أبيب طورت عقيدة الضاحية، في إشارة إلى منطقة الضاحية الجنوبية، وتعني استخدام الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة ضد المدنيين والبنية التحتية". فيما: "نفذت جامعة التخنيون مخططات وأعمال جدار الفصل العنصري وتكنولوجيا المراقبة بالتعاون مع شركة إلبيت، إحدى أكبر شركات الصناعات الدفاعية في إسرائيل".

ولذلك فإن الجامعات الإسرائيلية: "متواطئة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني لأنها تلعب دورًا أساسيًا في تطوير المعرفة العسكرية والأمنية الإسرائيلية" بحسب حسين التي أشارت إلى أن جامعة أرييل الإسرائيلية مشيّدة على أرض مملوكة لأجيال: "من العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأطلقت برامج تعليمية بالتعاون مع الجامعة العبرية بالقدس، التي أُنشئت بدورها أيضًا على أراضٍ فلسطينية".

وأكدت وجود إمكانية لفرض: "عزلة دولية شاملة على إسرائيل من خلال الضغط عليها على كافة القطاعات والمستويات". وقالت، في هذا السياق، إن اعتداءات دولة الاحتلال العنيفة والمتعمدة على قطاع التعليم في فلسطين مستمرة منذ عام 1948، عام النكبة.

وبينما أشارت إلى أن المدارس والجامعات الفلسطينية مغلقة منذ مدة طويلة نتيجة حرمان قوات الاحتلال الطلاب والأكاديميين الفلسطينيين من حقهم في الوصول إلى الخدمات التعليمية بل وحتى حقهم في الحياة أيضًا؛ أكدت ندى حسين أن قطاع غزة يتعرض: "لحرب إبادة ثقافية وتدمير ممنهج لقطاع التعليم، والقنابل دمّرت 70 بالمئة من الجامعات والمدارس في غزة".