13-سبتمبر-2023
Derna, Libya

(Getty) مشهد من درنة

أكدت السلطات الليبية اليوم الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر أن آخر الإحصائيات الواردة من درنة تشير إلى أن عدد الوفيات قد تجاوز 6500 قتيل جرّاء الأعاصير والفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرقي البلاد، فيما أُطلق عليه اسم عاصفة دانيال.

واستيقظت ليبيا صباح الإثنين 11 أيلول/سبتمبر على هول كارثةٍ طبيعية نجمت عن فيضاناتٍ جارفة تزامنت مع معدّلات أمطارٍ مرتفعةٍ جدًا لم تُسجّل في البلاد منذ 40 عامًا بحسب حكومة الوحدة الوطنية.

وأضاف هشام شكيوات، وزير الطيران المدني في الحكومة، صباح يوم الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر أنه تمّ إيجاد 5300 جثة حتى اللحظة في مدينة درنة وحدها، مع توقعاتٍ بأن هذا الرقم سيتضاعف، حيث إن البحر في درنة "ما زال يلفظ عشرات الجثث باستمرار، مجدّدًا النداءات للمجتمع الدولي بتقديم المساعدة لأن الحكومة الليبية لا تملك الخبرة للتعامل مع كارثةٍ بهذا الحجم" على حد قوله.

وكان هذا ما أكّدته كارولين هوت، مديرة إدارة الكوارث في اتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي قالت أن الجميع الأرقام الصادرة حتى الآن هي تقديرية وغير نهائية.

من ناحيةٍ أخرى أكّدت مصادر حصرية لألترا صوت أن عدد المفقودين قد وصل إلى 10 آلاف شخص، وهو ما أكّدته لاحقًا وكالة أسوستد برس.

أعداد المشرّدين تتجاوز 36 ألفًا

وقالت منظّمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، إن 30 ألف إنسانٍ على الأقل قد تشرّدوا بفعل الفيضان في درنة، وما يزيد عن 6085 في باقي المدن، فيما لا تزال أعداد الوفيات غير مؤكّدة.

ومن ناحيةٍ أخرى قالت المنظّمة إنها تقوم مع شركائها بإرسال المؤن الطبية ومؤن البحث والإنقاذ إلى المناطق المتضرّرة.

في المقابل، قال مراسل الجزيرة الإنجليزية إن كارثة الفيضان قد خلقت حالةً من الوحدة على المستوى الشعبي لم تشهده البلاد منذ عام 2011، في إشارةٍ إلى الثورة ضد الرئيس المخلوع معمر القذافي، ووصف مراسل الجزيرة مالك ترينة أن تنسيق جهود الإغاثة "يسير على ما يرام"، مضيفًا أن الشعب يأمل أن كارثةً كهذه ستدفع بالحكومتين المتنازعتين في ليبيا إلى نبذ الخلاف والتوحّد معًا.

صور مروّعة

ونشر التلفزيون العربي صورًا حصرية تُظهر حجم الدمار الذي حلّ بمدينة درنة جراء الزلزال.

وتوضّع لقطات الأقمار الصناعية حجم الدمار المهول الذي حلّ بمدينة درنة، إذ تم مسح المدينة بشكلٍ شبه كامل.

وانتشرت أيضًا مشاهد مأساويةٌ أخرى، منها لأحد الآباء الذي وجد جثة ابنه وطلب دفنه بكلماتٍ وعَبَراتٍ مؤثّرة.

كما انتشر مقطعٌ آخر لشابٍّ انهار بالبكاء بعدما عثر على جدة والدته التي جرفتها السيول في منتصف الشارع

تضاؤل الآمال بالعثور على الناجين

أكّد أسامة علي، المتحدّث باسم جهاز الإسعاف والطواري الليبي، أن الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 48 ساعة على الكارثة تتضاءل، مضيفًا في الوقت ذاته أن جهود الإنقاذ والإغاثة تسير بشكل جيد مع توافد فرق إنقاذ وإغاثة من الجزائر وتونس ومصر وتركيا، ولو أن ذلك قد أدّى إلى شيءٍ من "الربكة" في عمليات الإنقاذ على حدّ وصفه.

وكان هناك عددٌ من الدول التي عرضت مساعدتها على ليبيا، فبالإضافة إلى الدول المذكورة أعلاه، أرسلت الإمارات العربية المتحدة وحكومة دولة فلسطين فرقًا للإنقاذ، كما تعهّدت فرنسا بإقامة مستشفىً ميداني خلال الـ48 ساعةً القادمة، وقامت الأردن بإرسال طائرة إغاثية إلى ليبيا، وأيضًا قامت مصر، حليفة حكومة البرلمان المدعومة من خليفة حفتر، بإرسال فرقٍ عسكرية للمساعدة في جهود الإنقاذ.

من ناحيةٍ أخرى، قالت شركة العمران المتحدة للخدمات البحرية واللوجستية صباح اليوم (الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر) أن أربعة موانئ نفطية رئيسية أُعيد فتحها بعد إغلاقها منذ يوم السبت جرّاء تداعيات إعصار دانيال، ويأتي ذلك بعد إعادة فتح موانئ السدرة والبريقة ورأس لانوف شرقي البلاد.