17-ديسمبر-2017

لقطة من فيلم Before Sunrise

أجرى موقع "The Talks" حوارًا صحافيًا مع الممثلة الفرنسية جولي دلبي، بطلة أفلام عشقها الكثيرين حول العالم، وبالطبع هي الفرنسية التي أسرتنا بلغتها الإنجليزية، وعشنا معها سنوات شبابها ثم نضجها وتابعنا تغيراتها عن كثب من خلال ظهورها في ثلاثية ريتشارد لينكلاتر البديعة، "Before Sunset"، و"Before Sunrise"، و"Before Midnight". وفيما يلي ترجمتنا للحوار:


دلبي، ما هي أنواع الأفلام التي تكرهينها؟

أنا أكره جميع أفلام حقبة ثمانينيات القرن الماضي، والتي كان يبدو الجميع فيها ظرفاء ومرحين، يأتي على رأس ذلك فيلم (Forrest Gump)، والذي يُعد الأسوأ على الإطلاق. أكره ذلك حقًا. وأعتقد أن فيلم فورست جامب هو السبب في ما آل به حالنا إلى وجود أشخاص مثل جورج بوش في الولايات المتحدة الأمريكية. أكره ذلك الفيلم الغبي.

جولي دلبي: أكره جميع أفلام حقبة ثمانينيات القرن الماضي، والتي كان يبدو الجميع فيها ظرفاء ومرحين، يأتي على رأس ذلك فيلم فورست جامب

هل كانت فترة الستينيات والسبعينيات أزهى عصور السينما؟

لقد نشأت مع هذه الأفلام. وتأثرت كثيرًا بأفلام مثل (بوني وكلايد Bonnie and Clyde)، وجميع أفلام سكورسيزي -مخرج سينمائي أمريكي من أصلٍ إيطالي-، والتي كان الأبطال فيها من الأشرار، على الرغم من أن هذه الأفلام مختلفة تمامًا عن طبيعتي. فأنا أحب الأفلام عندما يكون للشخصية ضميرٌ يقظًا، ولا يستطيع أحد شرائه بالمال. أنا أحب فيلم (العراب)، والذي يقتل فيه الجميع، ويظل هو الشخصية المركزية حتى النهاية.

لقد عملت في مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأفلام التي قومتي بإخراجها، ما نوعية الأفلام التي تفضلين العمل عليها؟

أنا أقوم بالعمل الذي أريده، طالما أحصل على المال اللازم لذلك. الأمر الرائع في تصوير الأفلام حاليًا، أنه إذا كان هناك مشهد يجب تصويره في قطار الأنفاق، لكنك لم تحصل على تصريح تصوير هناك، كل ما عليك، أن تأخذ كاميرا رقمية، وتقوم بالتصوير على أي حال.

اقرأ/ي أيضًا: أرونوفسكي في Mother.. والثعبان الذي أكل ذيله!

إذا قُبِض عليكِ، قد يعطل ذلك البرنامج الزمني لإنتاج الفيلم.

إذا قُبِض عليك، فسوف تذهب إلى السجن (تضحك). ولكن لحسن الحظ لم يُلق القبض عليَّ. عند تصوير فترة زمنية معينة، يجب أن يسير كل شيء وفق خطة محكمة. ولا مجال للارتجال أبدًا. إنه تدريبٌ عظيم، لكنه في نفس الوقت أمر غايةٌ في الصعوبة.

ما هي الجوانب الإيجابية والسلبية للتمثيل والإخراج في نفس الوقت؟

إنها عمليةٌ شاقة للغاية، ولا أعتقد أنني سوف أستمر في ذلك لبقية حياتي. الأفلام الكوميدية أكثر سهولة، وبصفتي ممثلة، فأنا أكثر اعتيادًا على ذلك، كما أنني أستطيع تقديمها بشكلٍ أفضل. أما الأفلام الدرامية فهي صعبة -خاصةً عندما تقوم بالإخراج تحت ضغطٍ شديد (تضحك). "من الذي سيهتم إذا تقدمت في السن؟ ليس للأمر أهمية كبيرة".

في عمرك الحالي، هل حدث أن شعرتِ بضغوطٍ لتغيير طريقة ظهورك من أجل الاستمرار في أداء أدوارك؟

إنه هاجسٌ غريب، وأظن أنه أمر محزن جدًا، لأنني أعتقد أنه من الطبيعي أن نتقدم في السن. من الذي سيهتم إذا تقدمت في السن؟ ليس للأمر أهميةً كبيرة. كما أنني لست مهووسة بمظهري لهذه الدرجة.

أعلم أنه أمرٌ غريب، فبصفتي ممثلة، يجب أن أهتم بالأمر، لكنني لا أفعل ذلك. فأنا لم أستخدم البوتوكس على الإطلاق -ولا أريد استخدامه، فهو يسبب لي رعبًا كبيرًا. ربما يعتقد الناس أنني مجنونة لعدم استخدام البوتوكس، لكنني لا أهتم. إنه شكل من أشكال عدم الأمان.

جولي دلبي: أعتقد أن البوتوكس ضرب من ضروب الجنون. سوف يقول بعض الناس إنه أمرٌ رائع، لكنني أعتقد أنه شكل من أشكال الاضطراب النفسي، أو الاعتلال العقلي

أعتقد أن البوتوكس ضرب من ضروب الجنون. سوف يقول بعض الناس إنه أمرٌ رائع، لكنني أعتقد أنه شكل من أشكال الاضطراب النفسي، أو الاعتلال العقلي. إنه نفس نوع الهوس الذي يصيب الأشخاص الذين يتقيؤون لكي يبقوا نحفاء. لا يجب أن يستحوذ على الناس الاهتمام بمظهرهم الخارجي إلى هذا الحد، بل يجب أن يهتموا بجوهرهم الداخلي.

هل ازداد الأمر سوءًا في السنوات الأخيرة؟

لقد كان الجمال والشباب على الدوام قضيةً أساسية، بغض النظر عن مدى تقدُم عمرك. الأشخاص البارزون يريدون أن يحافظوا على مظهرهم الشبابي المفعم بالطاقة، لذا، نرى كثير من رجال وسيدات الأعمال يجرون جراحاتٍ تجميلية هذه الأيام.

أنتِ تفعلين الكثير من الأشياء، فأنتِ تكتبين سيناريوهات الأفلام، وتلعبين الموسيقى، وتمثلين وتخرجين الأفلام. لماذا؟

أنا أريد الكثير من منافذ الإبداع. فأنا شخصيةٌ قلقة جدًا، وأداء الأمور بهذه الطريقة يساعدني على التعامل مع هذا القلق. أعلم جيدًا أن الأمر يبدو غبيًا جدًا، ولكن هذا هو أسلوبي في التعامل مع القلق. لديّ كثير من المخاوف. لكنني لا أُظهرها في حياتي بشكلٍ كبير لأنني أضع تركيزي في الإنتاج الغزير. فأنا أُصبح في أحسن حالاتي عندما أقوم بالكثير من الأعمال، وعندما أكون مبدعة، يورثني ذلك أفضل شعور على الإطلاق.

هل تُخيفين الناس بحجم العمل الذي تقومين به؟

معظم الرجال يخافون من حجم العمل الذي أقوم به. وهذا هو الواقع. فالأمر أشبه بعثوري على الحب، لكن بعد ذلك يشعر الناس بتهديدٍ كبير من حجم الأعمال التي أقوم بها في حياتي.

هل تسببتِ في قطع علاقتك العاطفية بأحد الأشخاص من قبل؟

أعتقد أن  لرجال ربما يشعرون بفقدانهم لهدفهم. إنه تغييرًا مثير للاهتمام في التاريخ. فتلك هي المرة الأولى التي تعمل فيها المرأة، وتهتم برعاية الأطفال، وتقوم بفعل كل شيء. لذا فمن الواضح أن يكون هناك العديد من الرجال.

اقرأ/ي أيضًا: أفضل 10 أفلام خيال علمي لعام 2017

أعتقد أن أفضل شيء بالفعل هو أن يكون لك عائلة، وأمور من هذا القبيل. لكنني أظن أن ذلك ربما يجعلهم لا يشعرون بحاجة إليها كما في الماضي، وأعتقد أن ذلك يسبب عدم الأمان بالنسبة لبعض الرجال بشكلٍ أو بآخر. لكنني لا أقول أن كل الرجال يخافون من النساء المستقلات، هناك البعض منهم فقط.

هل أنتِ رومانسية؟

ربما أشبه الديناصورات، آخر شخص رومانسي على الأرض. لا، فأنا على يقين أن هناك رومانسيون يائسون آخرون أيضًا. أنا لا أعلم ما إن كنت رومانسية حتى الآن أم لا. فأنا حاليًا أقوم بدوري كأُم وأهتم بتأدية أعمالي، ولا أهتم في حقيقة الأمر بأكثر من ذلك (تضحك).

جولي دلبي: الرائع في تصوير الأفلام حاليًا، أنه إذا كان هناك مشهد يجب تصويره في قطار لكنك لم تحصل على تصريح تصوير هناك، كل ما عليك، أن تأخذ كاميرا رقمية، وتصور على أي حال

هل يرجع ذلك لعدم توافر الوقت؟

لدي الكثير من الأمور الأخرى التي أعمل عليها. فانا بالفعل أكتب أربعة أفلام في الوقت الراهن.

هل تكتبين حاليًا سيناريوهات أربعة أفلام؟

أربعة أو خمسة، لا أستطيع التذكر على وجه الدقة. إنه أمرٌ فوضوي، فأنا غير منظمة على الإطلاق. إذ غالبًا ما أبدأ في كتابة قصةٍ ما، ثم أتركها لمدة أربعة أعوام، ومن ثمَّ أنتهي منها في غضون أسبوعين. في الوقت الراهن، هناك أربعة سيناريوهات، أنجزت منهم فقط 70 صفحة، لذا، من الضروري أن أنتهي منهم، لكنني غير منظمة، وربما ذلك هو السبب في أنني لست كاتبةٌ محترفة، لأن الكتاب المحترفين عادةً ما يكونون أكثر كفاءة.

كيف تديرين كل ذلك في نهاية المطاف؟

لحسن الحظ، لدي صديق غاية في النظام، يتأكد من أنني لم أترك الطفل في الحديقة. أعتقد أن ذلك ما تسمونه الحب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "الأبدية ويوم".. الشاعر والطفل

ديزني تستحوذ على فوكس.. هل تحتكر مستقبلًا خدمات البث عبر الإنترنت؟