17-أبريل-2023
فيصل المقداد

فيصل المقداد (Getty)

يبدأ وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد اليوم الإثنين زيارة رسمية لتونس تستمر ليومين في إطار جولة تطبيعية قادته حتى الآن إلى الرياض والجزائر، وذلك ضمن مساعي دول عربية لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية قبيل قمة الرياض المرتقبة. 

عبّرت خمس عواصم عربية عن "رفضها" خطوة عودة النظام السوري للجامعة العربية 

إلا أن هذه الإرادة ليست محلّ إجماع داخل البيت العربي، إذ عبّرت خمس عواصم عربية عن "رفضها" خطوة عودة النظام السوري للجامعة، رابطة تلك العودة بعدة شروط على صلة بتطبيق القرار الأممي رقم 2254 الذي ينصّ على "وقف إطلاق النار على المستوى بشكل تام في جميع التراب السوري والإفراج عن أي معتقلين تعسفيا وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتهيئة الظروف لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين بما يتوافق مع معايير الأمم المتحدة" وذلك ما عبّر عنه بشكل مباشر الموقف المصري الأخير بعد طرح السعودية لمقترح إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.

غياب الإجماع العربي

من الواضح أن الورقة العربية الرئيسية المتبقية للضغط على النظام السوري هي ورقة عودته إلى الجامعة العربية، وذلك بعد ما أعلنت عدة عواصم عربية تطبيع العلاقات مع دمشق بشكل ثنائي، وترى صحيفة نيويورك تايمز، أن ورقة العودة إلى الجامعة العربية، قد تكون وسيلة فعالة لفرض تنازلات على النظام السوري، خاصة في ظل إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن عدم رضاهم عن خطوات التطبيع الثنائية مع نظام الأسد التي بدأتها الإمارات 2018 وتلتها في ذلك البحرين والسعودية والجزائر وتونس مؤخرا.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن فرص دفع النظام في دمشق إلى تقديم تنازلات نوعية تتعزز في ظل الموقف الأمريكي الذي فرض عقوبات إضافية على النظام السوري في 2019 ويرفض تطبيع العلاقات معه دون تنفيذ شروط، توصف في أوساط مقربة من دمشق بالقاسية من قبيل:

  • إجراء الانتخابات وإشراك المعارضة
  • إطلاق سراح المعتقلين
  • التقليص من الوجود العسكري الإيراني في سوريا
  • عودة اللاجئين وفق ترتيبات مسبقة 
  • وضع حد لتجارة المخدّرات (الكبتاغون)
السفارة السورية في الرياض

يشار في هذا الصدد إلى تصريح رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام، رياض حجاب، الذي قال فيه:"نلتقي مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ونذكر الجميع بمخاطر تسريع التطبيع غير المشروط مع نظام بشار الأسد الإجرامي". كما يشار أيضا إلى تصريحات باربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، التي قالت فيها "حكومة الأسد تستحق أن تعامل كمارقة، وهي كذلك في الواقع".

بيد أنه وفي حال تقارب الدول العربية مع الأسد، فلن تطلب واشنطن من العواصم العربية أكثر من أن يحصلوا على شيء مقابل ذلك، وفقا لتصريحات ليف التي  أشارت على سبيل المثال إلى "إنهاء تجارة الكبتاغون القادم من سوريا بوصفها شيئاً من البديهيات التي ينبغي على الدول أن تطالب بها".

زيارة وزير خارجية النظام لتونس والجزائر

تعد زيارة وزير خارجية النظام فيصل المقداد إلى تونس هي الأولى من نوعها منذ قطع تونس علاقاتها مع دمشق 2012، وبحسب بيان صادر عن الخارجية التونسية فإن الزيارة التي تستمر ليومين "تأتي تكريسا لروابط الأخوة العريقة القائمة بين البلدين الشقيقين، وفي إطار الحرص على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي على إثر تعيين سفير للجمهورية التونسية لدى الجمهورية العربية السورية وقرار السلطات السورية إعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين" حسب تعبير البيان.

ومن المقرر أن يلتقي المقداد بنظيره التونسي نبيل عمار وبالرئيس قيس سعيد، فضلا عن إشرافه على افتتاح سفارة النظام في تونس وتعيين سفير للنظام لدى السلطات التونسية.

وكان بيان مشترك صادر الأسبوع الماضي بين النظام السوري والحكومة التونسية أكّد أنه "تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية، فقد أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القريبة القادمة".

وحرص قيس سعيد منذ وصوله إلى سدة الرئاسة على التعبير عن نيته إعادة العلاقات مع النظام السوري، وفي هذا الصدد التقى سعيّد بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر في الذكرى الـ60 للاستقلال العام الماضي، وحينها وجه سعيّد رسالة لبشار الأسد.

فيصل المقداد في الجزائر

وقال سعيّد للمقداد، بحسب بيان خارجية النظام: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس".

وقبل توجهه إلى تونس زار وزير خارجية النظام فيصل المقداد الجزائر التي أمضى فيها ثلاثة أيام، استهلها بتصريح فور وصوله لمطار هواري بومدين حيث أكّد أن "علاقات قوية تربط سوريا بالجزائر والقيادة الجزائرية كانت كالعادة تقف إلى جانب سوريا، والمشاورات مع الجزائر لم تنقطع يوما ونحن بحاجة إلى تعزيز وتطوير العلاقات مع الجزائر" حسب تعبيره.

وكان في استقبال لمقداد لدى وصوله نظيره الجزائري أحمد عطاف وسفير دمشق في الجزائر نمير الغانم.

ومن المقرر أن يستكمل المقداد جولته العربية بزيارة للعراق.