01-أغسطس-2016

جلوريا فوريتس (1917-1997)

في مثل هذه الأيام منذ 99 عامًا، ولدت في الحي المدريدي الشهير؛ لابابيس، الاسم الذي سيتذكره أطفال إسبانيا سنوات طويلة، جلوريا فوريتس (1917-1997). دمغت جلوريا حياتها بشغف غير عادي بالأدب، فكانت من رواد جيل أدب ما بعد الحرب الأهلية، ومن أهم من كتاب قصص الأطفال في إسبانيا.

تعتبر جلوريا فوريتس أهم مرجع لكتب الأطفال الإسبانية في القرن العشرين

تعتبر فوريتس أهم مرجع لكتب الأطفال الإسبانية في القرن العشرين، على الرغم من كونها عملت في مجالات أدبية أخرى وموسيقية، ودومًا سيتذكر الأطفال في أحلامهم قصصها الموسيقية، أما العالم فقد تذكر موهبتها حينما حصلت على الجائزة الدولية لأدب الأطفال، "جائزة هانز كريستيان أندرسون"، التي فازت بها من قبل كاثرين بيترسون عن كتابها الأجمل "جسر إلى تيرابيثيا"، أما فوريتس فقد فازت بها عام 1968 عن عملها "كانغرو للجميع".

اقرأ/ي أيضًا: سليم بركات.. غنى أم بذخ لغوي؟

يقال دومًا إن أعمالها كانت تحمل ملامح من سيرتها الذاتية، حيث نشأت في كنف عائلة متواضعة، كانت أمها تعمل خادمة وخياطة، بينما كان أبوها يعمل بوابًا. حين كانت في الخامسة لم تكن الصغيرة تعرف فقط القراءة والكتابة، بل كانت ترسم أيضًا شخصيات قصصها، حتى تحول حبها إلى شغف جعل عائلتها تتوجس من مستقبل هذا الشغف الجامح.

في الخامسة عشر، قرأت في راديو مدريد أولى أبياتها، وفي السابعة عشر أصدرت كتابها الشعري الأول "جزيرة مجهولة"، وعلى الرغم أن عملها هذا لم ينشر حتى عام 1950 فإنها ظلت تكتب وتعمل حتى تساعد في مصروف العائلة. 
 
في 1934 توفيت والدتها، تقول عن ذلك: "وأنا في التاسعة هاجمتني عربة، وفي الرابعة عشرة هاجمتني الحرب، وفي الخامسة عشرة ماتت أمي.. رحلت في أكثر وقت افتقدتها فيه". في 1951 أسست مع زميلتها ألديادا لاسانتس المجموعة النسائية الشعرية التي أطلقت على نفسها "أبيات السترة النسائية"، وفي ما بعد أسست مع أنطونيو جالا وآخرين المجلة الشعرية الأهم في إسبانيا في منتصف الخمسينيات؛ "أركيرو" التي ظلت لفترة لا بأس بها مديرة لها. 

في الخامسة في عمرها، لم تكن جلوريا فورينتس الصغيرة تعرف القراءة والكتابة فقط، بل كانت ترسم شخصيات قصصها

اقرأ/ي أيضًا: رواية مولى الحيرة.. إسماعيل يبرير يرسم وحش الفراغ

في الثمانينيات كرست نفسها لعدد لا نهائي من الأنشطة: محاضرات، عروض، راديو، مقابلات، صحف، زيارات للمدارس، سفر، تلفزيون. وفي تشرين الثاني/نوفمبر عام 1982 عرضت على مسرح لابابييس في مدريد مسرحيتها الشهيرة للأطفال "ملكات المجوس الثلاث"، وهي قصة تتخيل فيها جلوريا أن هؤلاء الملكات ذهبن إلى المسيح ليقدمن له الهدايا.

بين عامي 1961 و1963 سافرت جلوريا بعد حصولها على منحة للولايات المتحدة فوجدت دعوة من عدد من الشخصيات المهمة لتدريس الأدب الإسباني تقول عن هذا: "أول مرة أدخل فيها الجامعة، دخلت لكي أعطي فيها دروسًا".

توفيت في الثامن والعشرين من تموز/يوليو عام 1997، وأوصت بأن يُكتب على شاهدة قبرها: "أعتقد أني لم أدخر وسعًا، وأعتقد أنني أحببت كل شيء". 
 
اقرأ/ي أيضًا:

توفيق الحكيم.. عصفور على خشبة المسرح (1- 2)

الأدب الأفريقي ومسألة اللغة