14-يونيو-2023
الشاعر جان أوريزيه

الشاعر جان أوريزيه

جان أوريزيه (من مواليد 1937) شاعر وكاتب نثر فرنسي يتماشى عمله مع كتّاب الرحلات والروح الإنسانيّة.

مؤسس مشارك في باريس لمجلة Poésie 1 في عام 1969، ولإصدارات Cherche midi في عام 1975، كما يقوم بمهام للخدمات الثقافية في وزارة الخارجية.

ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة، وحازت على العديد من الجوائز. عضو في أكاديمية مالارمي، في الرابطة الدولية للنقاد الأدبيين والرئيس الفخري لنادي القلم الفرنسي. نحن مدينون له باختراع مفهوم "في هذه الأثناء" الذي تقوم عليه كل كتاباته.

من أعماله: "تسكُّع"، "ساعةُ الحياة"، "تتحوّلين إلى كل شيء"، "المرآة الأفقيّة".


رحيلٌ يتكرّرُ على البحر

 

كأنّهُ مدفونٌ حيًا

في رطوبة الجدران

على البلاط الأملس

حولي، يمضي كلُّ ميتٍ في سبيله

بحركات الحبّ

بتهديم الحُلُم

بالهرب عبر الجبال

رحيلٌ يتكرّرُ على البحر

أضلاعُ الهررة الضائعة تزدادُ بروزًا

تشيرُ إلينا بالأصابع

منْ يسبقُ الآخر؟

منْ يدفعُ الآخر؟

ميتٌ في الأعشاب المعطّرة

ميتٌ في عيون نساءٍ ترتعشُ من المتعة

العصافيرُ التي أنهكتها الهجراتُ تسقُط

من دون أن تحظى بشمسْ

تخمراتٌ لا تُحصى

انتفاضاتُ الموت العصبيّة.

القبرُ هو الذي يحميني

وسيحميني حتى لحظة الاغتصاب

وحتى النهب.

 

الأوراق

 

رأيتُ الأيّام تنقضي

ونمالُ الأيام تكدُّ وتجري وتموت:

حتّى العواصفُ كانت تكسوها التجاعيد

لقد فاجأت ارتطام النيازك المجنونة

المنسيّة أو المنبعثة

نضوج القلوب الممسُوخة

وهي تتهيّأ للتفتُّح على أطراف الشّفاه

عبثًا سيّرت أغوار الهاويات

الّتي روضها الموتُ وجعلها أليفةً

وعرقُ الحبّ الفاشل

نشف ببطءٍ على جلدك

متشردًا  كنت، منذ اللّحظة التي امتلأت

فيها القمامة حتّى اللّحظة الّتي فرغت فيها، لأنّهم

كانوا يعذّبونك حتى نومك

أنت الذي كان يحدّق في الحطام...

وأخيرًا جاءت الأوراق:

أكثر ما تحبُّ فيها

ثباتها المحتوم

عليك، قريبًا، أن تمدّ رجلك

لتعبر ظلّها العظيم

وتتحمّل برودتها.

 

الحصى

 

لا يكفي أن تعرف كيف تعدّ

الحصى، ينبغي أن تعرف مكانها بالضبط.

أين مكان الحصى بالضبط؟

في باطن اليد، كحيوان.