12-يوليو-2016

ليونيل ميسي (Getty)

أعلن ليونيل ميسي اعتزاله الدولي بقرار صدم عالم كرة القدم بعد الخسارة بركلات الجزاء أمام تشيلي في نهائي كوبا أمريكا. وعلى الرغم من عدم نجاحه بتحقيق أي لقب مع المنتخب الوطني، إلا أن الأسطورة الأرجنتينية كان دومًا جزءًا رئيسيًا في تشكيلة حققت العديد من النجاحات، وفي الوقت الذي لا يمكن تحميل ميسي وزر ما يحدث مع الأرجنتين فإن ما قام به يُظهر ذهنية ضعيفة لا ترغب الجماهير بتقبلها. فميسي ليس أول لاعب على المستوى العالمي يواجه عناد النجاح الدولي، لكن كثيرًا منهم حارب حتى النهاية لتخطي جميع العقبات ويمكن ذكر 5 لاعبين من مستوى ميسي وقيمته الفنية يشكلون عبرة يمكن للنجم الأرجنتيني الاستناد إليها لمتابعة التحدي.

باولو مالديني

يعد القائد الإيطالي أفضل مدافع في تاريخ اللعبة. بدأ مسيرته في عمر الـ16 مع ميلان وبعد 3 سنوات بات أساسيًا في المنتخب الإيطالي ووصل معه إلى نهائي أمم أوروبا تحت 21 سنة.

 

اقرأ/ي أيضًا: روح رونالدو "القائد" تمنح لقب اليورو للبرتغال

شارك مالديني على المستوى الدولي طوال مسيرته في 3 بطولات أمم أوروبا و4 بطولات كأس عالم للمنتخب الإيطالي، لكنه لم ينجح بالفوز بأي من هذه البطولات. حمل شارة القيادة للمنتخب الإيطالي في 74 مباراة وشارك في 146 وهو رقم لم يتجاوزه إلا بوفون وكانافارو.

واجه مالديني صدمات على المستوى الدولي، فبعد التعادل السلبي مع أرجنتين-مارادونا في 120 دقيقة خسر مالديني بركلات الجزاء في نصف نهائي كأس العالم 1990 لتنهيه إيطاليا في المركز الثالث.

ميسي ليس أول لاعب على المستوى العالمي يواجه عناد النجاح الدولي

في سنة 1994 واجه مالديني خسارة نهائي كأس العالم بركلات الجزاء وهذه المرة أمام المنتخب البرازيلي حيث أضاع روبيرتو باجيو كرته الشهيرة، كذلك ودعت إيطاليا يورو 1996 مع مالديني من دور المجموعات أمام كل من ألمانيا وجمهورية التشيك.

واجه مالديني خسارته الثالثة في كأس العالم في فرنسا سنة 1998، حيث ودعت إيطاليا البطولة بركلات الجزاء الترجيحية بعد أن نجح دفاعها بالحفاظ على التعادل السلبي أمام الهجوم الفرنسي. أما آخر بطولات مالديني الأوروبية فكانت سنة 2000 وذلك حين سجل تريزيغيه هدفًا ذهبيًا في المباراة النهائية لفرنسا لتخسر إيطاليا النهائي بعد أن كانت متقدمة حتى آخر دقيقة في الوقت الأصلي.

وفي سنة 2002 وبعد خروج إيطاليا من دور الـ 16 أمام كوريا الجنوبية في كأس العالم، قرر مالديني الاعتزال مانحًا مكانه للاعبين شبان، وعلى الرغم من عدم فوزه بأي بطولة لإيطاليا يبقى مالديني قائدًا يذكره الجميع بدوره في تحفيز الشباب ونقل خبراته إليهم وهو ما قطفت إيطاليا ثماره في نهائي كأس العالم 2006.

رونالدو روزاريو

يعد الظاهرة رونالدو الأقرب إلى ليونيل ميسي من ناحية القدرات الهجومية. وبعد سلسلة من الإصابات المبكرة في أوائل التسعينيات لعب رونالدو مباريات معدودة لفريق إنتر ميلان الذي دفع قيمة خيالية لنقله من برشلونة إلى سان سيرو في سنة 1997.

 

اقرأ/ي أيضًا: كيف فكت فرنسا العقدة الألمانية؟

بعد قيادته البرازيل في كأس العالم سنة 1998 إلى النهائي بتسجيل 4 أهداف بأداء مذهل جعله يستحق الكرة الذهبية، تعرض رونالدو لارتجاج في المخ قبل ساعات من بداية المباراة ولم يغادر الفندق مع الفريق حيث ظن الجميع أنه لن يبدأ المباراة.

لم يستسلم رونالدو أقنع المدرب ماريو زاغالو بأن يضعه في التشكيلة الأساسية، ولكن ما إن وقف على أرض الملعب حتى ظهرت عليه آثار الضربة ولم ينجح بمواجهة قوة فرنسا الدفاعية من تورام وبلان وخسرت البرازيل بنتيجة 3-0.

يعد الظاهرة رونالدو الأقرب إلى ليونيل ميسي من ناحية القدرات الهجومية

بعد هذه البطولة تابع رونالدو صراعه مع الإصابات وفي سنتين مع إنتر ميلان قبل كأس العالم 2002 لعب البرازيلي بضع مباريات كاملة، وشكل الأداء الذي قدمه في التحضير لبطولة كأس العالم إنذارًا سيئًا للبرازيليين.

بعد هذا كل ما يمكن الحديث عنه يعد تاريخيًا. سجل رونالدو في 6 من أصل 7 مباريات في البطولة وحصل على الحذاء الذهبي بـ 8 أهداف. وهو ما جعل الظاهرة البرازيلية مطلوبًا في ريال مدريد الإسباني وحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة.

جيانلويجي بوفون

يمكن اعتبار بوفون أفضل الحراس الذين مروا في تاريخ كرة القدم. ويعد الحارس الإيطالي مثالاً أعلى لجميع لاعبي كرة القدم على تنوع أعمارهم. والطريق التي سلكها في مسيرته الكروية لا يمكن إيجاد أي مثيل لها في تاريخ اللعبة.

 

أمضى بوفون وقتاً طويلاً وهو يقدم مستويات رائعة، ويعد من الصعب على الجماهير تذكر متى كانت آخر مرة قدم خلالها مستوى سيئ، إلا أن لقبًا واحدًا عاند قائد منتخب إيطاليا وهو: دوري أبطال أوروبا.

جيانلويجي بوفون وصل إلى نهائي البطولة مرتين في سنة 2003 و2015. خسر في الأولى بركلات الجزاء أمام ميلان بنتيجة 3-2، أما في الثانية فخسر أمام برشلونة بنتيجة 3-1 وذلك على الرغم من قيامه بتصديات إعجازية في تلك المباراة.

في أثناء مسيرته واجه بوفون الكثير من التقلبات. فبعد أن فاز ببطولتي دوري متتاليتين مع يوفنتوس، هبطت السيدة العجوز إلى الدرجة الثانية بتهمة التلاعب بالنتائج، وقرر بوفون عدم التخلي عن فريقه الذي عاد إلى الدرجة الأولى بعدها بعام وفاز بـ 5 بطولات دوري متتالية.

يُعتبر بقاء بوفون مع يوفنتوس بعد سقوطه إلى الدرجة الثانية مثالاً تاريخيًا. وإن كان الحارس الإيطالي قبل اللعب في الدرجة الثانية بعد عام واحد من حمله لبطولة كأس العالم، من المؤكد أن ميسي يمكنه التوقف عن النحيب والعودة إلى الأرجنتين مجددًا.

اقرأ/ي أيضًا: 

البرتغال وصلت النهائي وفي انتظار معجزة

الفريق الأوليمبي الذي لا علم له