25-نوفمبر-2015

هددت هذه العملية أمن حكام تونس(فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

في سابقة أولى منذ بداية العمليات الإرهابية بتونس، منذ ثلاث سنوات، تُستهدَف العاصمة التونسيّة. تمّ تفجير حافلة للأمن الرئاسي في شارع "محمد الخامس"، وسط العاصمة تونس، وجاء التفجير بعد أيام قليلة من التأهّب الأمني الكبير والعمليات الأمنية الناجحة التي تمكّنت من إحباط عدّة مخططات إرهابية، حسب تصريحات وزارة الداخلية.

"هل قدر تونس أن تكون بلد الأمن والأمان مع الاستبداد أو بلد التفجيرات والإرهاب مع الديمقراطيّة؟"

هذه المرّة، كانت العمليّة نوعيّة وحمّالة لرسائل جريئة وقوّية بدت واضحة للجميع، العمليّة كانت قرب وزارة السياحة ومقرّات عدّة بنوك بما فيها البنك المركزي التونسي وعلى مقربة من وزارة الداخليّة ومن شارع الحبيب بورقيبة الذي تحوّل من مدّة طويلة إلى "منطقة أمنية شديدة الحراسة".

في هذا الحضور الأمني الكبير ووسط تلك الرموز السياديّة يتسلل أحد الإرهابيين، يحمل حزامًا ناسفًا ويصعد لحافلة الأمن الرئاسي ويفجرّها بطريقة سهلة جدًا، الأكثر غرابة أن تنفيذ مثل هذه العملية يتطلّب مراقبة ومتابعة لمدّة طويلة خاصة وأن الحافلة لا تحملُ أي علامة تشير إلى كونها تحمل أمنيين، "كل الأماكن مفتوحة أمامنا ونحن نراقبكم كما تراقبُوننا"، كانت هذه الرسالة الأولى.

هذه المرة، كان الأمن الرئاسي مستهدفًا، هؤلاء لا ينتمون إلى الأسلاك الأمنية المُختصّة في مكافحة الإرهاب وليسوا في علاقة مباشرة بالقضايا الإرهابية بل مُكلفون بحماية الشخصيات الرسمية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ومن ورائه الوزراء والسفراء، مُكلفون بحماية الشخصيات لم يقدروا على حماية أنفسهم فكيف بالمكلفين بحمايتهم؟ رسالة عميقة موجهة لأعلى هرم السلطة ولكل أصحاب المناصب السياسية: "لستُم بمعزل عن رصاصنا"، هي الرسالة الثانية.

حين نتابع تطور نسق العمليات الإرهابية في تونس نلاحظ تحوُلها جغرافيًا ورمزيًا واقترابها أكثر فأكثر من المدن ومن المراكز السيادية الحساسة ومن رموزها. فبعد أن كانت متمركزة في دواخل البلاد التونسية على مستوى المناطق الجبلية والحدودية، تحوّلت إلى المدن مع أحداث متحف باردو وبعدها أحداث سوسة لتصل إلى قلب العاصمة ذات البعد الرمزي الكبير، وبعد أن كانت تستهدف العسكريين والأمنيين بدؤوا في استهداف المدنيين بعد ذبح الراعي نجيب القاسمي بالقصرين ومن ثمّ مبروك السلطاني بجبل "المغيلة" ليهدّدوا الآن أمن "حاكمي تونس"، الذين كان ردُّهم بإعلان حالة الطوارئ لمدّة شهر.

في انتظار القرارات الحاسمة التي من المقرر أن تعلنها الحكومة خلال الساعات القادمة، نسأل ما سأله الإعلامي محمد كريشان من قبل "هل قدر تونس أن تكون بلد الأمن والأمان مع الاستبداد أو بلد التفجيرات والإرهاب مع الديمقراطيّة؟".

اقرأ/ي أيضًا:

تونس.. هجوم إرهابي مختلف ورسائل خطرة

تونس.. من الترهيب إلى الإرهاب