14-مارس-2018

منير فاطمي/ المغرب

تطهّر

في عيد ميلادي، أطفأتُ شموع الكثير من الأصدقاء. وهكذا عبرتُ جسرَ عامي الجديد وحيدًا، أمسكُ يدَ خيباتي الكثيرة.

خيبات الأصدقاء

حبيبتي

المدينة

القلب

الذّاكرة والوطن.

كلَّ عام وأنا أحتفل لوحدي. عزائي الفريد في هذه الغرفة الباردة، التي لم تخيّبْ أبدًا هذه الجثّة.

وأنا أعبر إلى عامي الجديد، رميت من كذب الأحبّة في النّهر ما يكفي لفيضانه خارج الشّتاءات. وأفرغت جيوبي من كلّ أعذارهم. في آخر الجسر تحسّستُ جراحاتي وعويت.

في الجانب الآخر، كان لي صديقٌ يسمع عويلي ويبكي.

 

تبخّر

في عيد المرأة، أتفقّد الثقوب التي في قلبي/ أغلق نوافذ الحياة وأطفئ أضواء المدينة/ أسند ظهري إلى شجرة المجاز وأبكي على كلّ السنوات الماضية. فأنا أقيس حياتي بهذا العيد (الفقدان). إنّ الحياة بين أربعة جدران عادةً ما تكون بائسةً وباردةً. أحسِّنّي جثةً بلا هويّة.

إنّني أرى العالم يا حبيبتي برّادًا كبيرًا لحفظ هذه المشاعر والأحاسيس المتعفنة. فلطالما وضّبت حقائبي للرّحيل/ أقف عند المحطّة أشتري علبة سجائرَ من العجوز نفسِه. وكلّما ضعتُ داخلي في القطار توقظني أمّي.

 إنّ الرّحيل بالنّسبة لي تحايلٌ على الوالدة.

إنّ أسوأ شعور يمكن أن يكابده الإنسان أن يتسوّل. ليس التسّول أن تمدّ يدكَ في الشّارع. إن التسوّل أن يمدّ قلبكَ يده لحسنة الاهتمام والحنان. حين ترى نفسك قد غدوتَ تتسوّل الحب/الأخوة/الصداقة/ الحياة، اكتبْ لافتةً كبيرةً على باب غرفتك: أتمنّى أن يكون هذا الباب الذي أغلقتهُ على نفسي، ولطالما كان درعًا لي من ضجيج العالم نعشًا لي يوم أموت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سيارة إسعاف مبحوحة الصافرة في قتامة القيامة

طريق الحانة يؤدّي إلى الصّحو