أصبح تهجير الفلسطينيين من غزة سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية، التي تنشغل بهذه القضية وتعتبرها أولوية ملحة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أجرت محادثات مع عدة دول من أجل الاستيعاب المحتمل لسكان القطاع، ومن بين الجهات التي أجريت معها اتصالات سرية هي دولة الكونغو، إذ قال مصدر في مجلس الوزراء: "الكونغو ستكون مستعدة لاستقبال المهاجرين، ونحن نجري محادثات مع آخرين".

ومن المعروف أن الكونغو تعاني من مستويات عالية من عدم المساواة، ويعيش 52.5% من سكانها تحت خط الفقر، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.

وأعلن بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين الماضي، خلال اجتماع لحزب الليكود، أنه يعمل على تسهيل الهجرة الطوعية لسكان غزة إلى دول أخرى، معربًا أن المشكلة هي إيجاد الدول المستعدة لاستيعاب سكان القطاع.

ودعم حزبا "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على التوالي، خطط الهجرة.

وانتقدت وزارة الخارجية الأمريكية سموتريتش وبن غفير لدعوتهما إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ووصفت خطابهما بأنه "تحريضي وغير مسؤول"

وانتقدت، أمس الثلاثاء، وزارة الخارجية الأمريكية سموتريتش وبن غفير لدعوتهما إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ووصفت خطابهما بأنه "تحريضي وغير مسؤول". ومع ذلك، جدّد بن غفير الدعوة إلى "هجرة" الفلسطينيين من قطاع غزة، بغض النظر عن رأي الولايات المتحدة، وكتب على منصة "إكس": "الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل.. هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان، وستحمي جنود" الجيش الإسرائيلي".

ورد بن غفير على انتقاد الولايات المتحدة بشأن تهجير الفلسطينيين، قائلا إن إسرائيل ليست نجمة في العلم الأمريكي.

وتأتي تصريحات الوزيرين بعد أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا تؤكد فيه رفض واشنطن "للتصريحات غير المسؤولة" التي أدلى بها سموتريتش وبن غفير بشأن تهجير الفلسطينيين طوعًا خارج غزة.

وأعلن متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تستنكر التصريحات الصادرة عن الوزيرين الإسرائيليين التي دعت إلى توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة.

ووصف ميلر التصريحات التي أدلى بها الوزيران بالـ"تحريضية وغير المسؤولة". وأكّد أن الحكومة الإسرائيلية نفسها قد أبدت مرارًا وتكرارًا أن هذه التصريحات لا تعبّر عن سياستها.

وأكد ميلر أن موقف الولايات المتحدة واضح وثابت بشأن أن قطاع غزة "يشكل جزءًا من الأراضي الفلسطينية"، وسيظل كذلك دون أن "تتحكم حركة حماس بمستقبله".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في اتصال مع الوزير الإسرائيلي في مجلس الحرب بيني غانتس إن "التصريحات المتعلقة بتهجير سكان غزة غير مقبولة وتتعارض مع حل الدولتين".

كما عبّر العديد من المسؤولين الدوليين عن معارضتهم لاحتمال تهجير سكان غزة، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني.