09-مايو-2017

شاكر الآلوسي/ العراق

تقول جدتي إنها وجدتني
بعد ليلة قمراء 
فتَحَت باب الفجر 
لدجاجاتها 
في العراء 
فكُنتُ هناك 
معلّقًا.. بين الليل والنهار 
أحملُ في جعبتي 
خطيئتين 
*

مرّ الغجر بقريتنا 
وحين رحلوا تركوني صغيرًا 
أمي كانت راقصة.. سمراء 
يتموجُ في شعرها الأسود 
حقل صنوبر بريّ 
ودنُّ عسل 
*

أمي كانت راقصة غجرية 
يتكسّرُ خصرها العاجي فوق عيونٍ حالمة 
تحبُّ اللهَ.. والنهر.. والشجر 
تُحبُ الحرية.. والعربةَ.. والعُشاق الكُثُر 
*

تقول جدتي إنها تعرفُها 
حين تميلُ اللوز مع الريح.. فتلكَ مساكِنُها 
حينَ النَحل يضلُّ طريق خليته 
ذاكَ عِطرها 
حين أنامُ 
حينَ أفكّرُ.. بالدفء الأزلي الأزرق 
خطيئتها 
*

جدتي تكذبُ حين تخبرني الحكايا 
تجعل اللصُ راهبًا
وتُخرجُ من العتمِ.. ضياءً.. وأخيلةً.. ومرايا 
تنفُخ في بوقها السحري 
ثلاثًا
فيولدُ في الكوخ الحقير دفء وحياة 
*

جدتي التي لم أرها 
ما زالت تراسِلُني من هناك 
وتقول 
الدربُ الطويل.. قادم 

 

اقرأ/ي أيضًا:

طائر مهيض السماء

حكايا "الجرية": داليم الدشّاوي