09-ديسمبر-2020

مرتزقة سودانيون يقاتلون إلى جانب قوات حفتر (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية، يوم الثلاثاء، عن وثيقة جديدة توضح كيف تم إرسال الآلاف من المرتزقة السودانيين، بإشراف إماراتي، إلى ليبيا لدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر. حيث أفادت رسالة كانت قد أرسلت إلى المسؤول الأول عن قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن هناك 1200 مرتزق سوداني على استعداد للانتقال من معسكر في نيالا السودانية إلى قاعدة الجفرة العسكرية في وسط ليبيا.

كشفت تقارير صحفية، يوم الثلاثاء، عن وثيقة جديدة توضح كيف تم إرسال الآلاف من المرتزقة السودانيين، بإشراف إماراتي، إلى ليبيا لدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر

وأفادت وكالة الأناضول، نقلًا عن مصادر أمنية أن اجتماعًا بين السلطات الإماراتية وحميدتي عُقد مؤخرًا في الخرطوم، حيث وعدت السلطات الإماراتية خلال الاجتماع بتقديم دعم مالي وعسكري لدقلو مقابل إرسال لواءين من المرتزقة السودانيين إلى ليبيا. وبحسب ما ورد في تقرير الوكالة، فإن حميدتي قام بأمر قواته في جنوب دارفور بالاستعداد في 23 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما ردت عليه القوات برسالة تؤكد أنها تسلمت الأمر.

اقرأ/ي أيضًا: حميدتي.. البدوي الذي لا نحبه!

وكان حميدتي قد رفض التقارير التي تحدثت عن وجود مرتزقة سودانيين تابعين لقواته في ليبيا، واعتبر أنه لا أساس لها من الصحة. ولفتت المصادر الأمنية للوكالة، إلى أن علاقات وثيقة تجمع بين حميدتي وبين مصر والسعودية والإمارات، مشيرة إلى أن مرتزقته من قوات الدعم السريع شاركوا في السابق في حرب اليمن ضد الحوثيين أيضًا.

وقوات الدعم السريع التي يترأسها حميدتي، هي ميليشيا عسكرية سودانية شبه رسمية، تتكون أساسًا من مليشيات الجنجويد. وتشير عدة تقارير إلى مسؤولية الميليشيا عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك جريمة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة، وقد أدانت مجموعات حقوقية مختلفة بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، ممارساتها عدة مرات.

وحسب صحيفة ديلي صباح التركية، فقد قالت ستيفاني وليامز مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة لليبيا في اجتماع افتراضي لمنتدى الحوار السياسي الليبي: "هذا انتهاك مروع للسيادة الليبية.. انتهاك صارخ لحظر الأسلحة". وتعكس تصريحات وليامز حسب ما ترى الصحيفة التركية، عدم إحراز تقدم بشأن مغادرة المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، والتي كانت جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل أسابيع. حيث بدأ عدد من المرتزقة الأجانب بالتدفق إلى البلاد منذ أن بدأ حفتر هجومه على مدينة طرابلس، فيما كانت روسيا والإمارات أكبر داعمي الجنرال المثير للجدل.

وتتزامن الجهود التي تبذلها الإمارات في إرسال مزيد من المرتزقة إلى ليبيا، مع تحركات أخرى تقوم بها روسيا. حيث كان تقرير أعده مراقبو العقوبات المستقلون قدم للجنة العقوبات الأممية الخاصة بالصراع الليبي قد خلص إلى نشر مجموعة فاغنر ما لا يقل عن 1200 جندي مرتزق في ليبيا في أيار/مايو الماضي، مضيفًا أن انتشار المرتزقة الروس جاء لتعزيز القوة العسكرية لقوات حفتر في شرق ليبيا، وأنه كان من بين المرتزقة المنتشرين قوات مهام عسكرية متخصصة بجميع المجالات، بما فيها فرق القناصة.

وأشار مراقبو العقوبات في معرض تقريرهم إلى أنه على الرغم من عدم إمكانية التحقق بشكل مستقل من حجم الانتشار لمرتزقة فاغنر في ليبيا، فإن المعطيات المتاحة أمامهم "تشير إلى أن عدد الأفراد العسكريين غير النظاميين المنتشرين يتراوح بين 800 و1200"، وأن نشرهم كان "بمثابة قوة فعالة مضاعفة" لقوات حفتر، وهو الأمر الذي ينفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدوثه بشكل دائم، بقوله إنه "إذا كان هناك روس في ليبيا فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا يحصلون على رواتب من الدولة".

تتزامن الجهود التي تبذلها الإمارات في إرسال مزيد من المرتزقة إلى ليبيا، مع تحركات أخرى تقوم بها روسيا

كما كانت وسائل إعلام محلية سورية تنشط في مناطق سيطرة النظام السوري قد قالت إن القوات الروسية عملت بالتنسيق مع النظام السوري مؤخرًا على إرسال مئات المقاتلين السوريين للقتال إلى جانب قوات حفتر، مستغلين بذلك الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا، وتردي الوضع المعيشي اليومي نتيجية ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبط بانهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.