13-سبتمبر-2023
شعار شركة ميتا الأمريكية

يشهد مجال الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي تفوقًا ملحوظًا لشركتي أوبن إي آي "OpenAI" وجوجل، فقد حازتا قصب السبق وتفوقتا بنموذجيهما على كبرى الشركات في عالم التكنولوجيا، بيد أنّ شركة ميتا تبدو مصممة على اللحاق بركبهما، وهي لن تتوانى عن بلوغ هذه الغاية جهرًا أو سرًا.

تأمل الشركة أنّ يكون نموذجها الجديد أقوى بمراحل من النماذج السابقة

ففي الأيام الأخيرة نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا صحفيًا مفاده أنّ ميتا تعكف سرًا على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قوي الأداء، على أن يكون منافسًا لنظام جي بي تي 4 " GPT-4" من شركة أوبن إي آي، والمعروف بأنه الإصدار الأكثر تقدمًا من نماذج اللغة الضخمة (LLM) لدى الشركة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

شركة ميتا

ولا تُعرف حتى الساعة إلّا معلومات شحيحة عن النموذج الجديد لشركة ميتا؛ إذ تورد المعلومات أنّ تفاصيل نظام الذكاء الاصطناعي قد تتغير خلال المرحلة المقبلة، بيد أنّ هدفه الحالي يتجلى في "مساعدة الشركات الأخرى على تطوير خدمات قادرة على توليد نصوص وتحليلات ومخرجات معقدة ومتطورة". ومن المعروف أنّ هذه الجهود ليست المحاولة الأولى من ميتا لدخول عالم النماذج اللغوية الضخمة؛ فقبل بضعة شهور، أطلقت الشركة نموذج إل لاما 2 (LLAMA-2)، الذي حظي آنذاك باهتمام إعلامي كبير من الشركة.

ومع ذلك تأمل الشركة أنّ يكون نموذجها الجديد أقوى بمراحل من نموذج إل لاما 2 السابق حسبما أفادت مصادر الصحيفة. ولا ريب أنّ هذه الأخبار- إن صحتّ- تكشف بجلاء أنّ إل لاما 2 لم يحقق غاية إنشاءه، ولم ينجح في منافسة جي بي تي 4، وهي إلى ذلك علامة على إقرار الشركة بضرورة زيادة جهودها إنْ أرادت مواكبة الشركات المنافسة.

ويُشرف على تطوير النموذج الحديث فريق مطورين من ميتا؛ ففي وقت سابق من العام الحالي أسس مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، هذا الفريق الجديد، وكلّفه في بادئ الأمر بتسريع جهود الشركة لتطوير نظام ذكاء اصطناعي توليدي يستطيع الإتيان "بعبارات لغوية شبيهة بكلام الإنسان". ويسعى الفريق لمباشرة تدريب الذكاء الاصطناعي الجديد بحلول مطلع عام 2024، بيد أّن الشركة تواصل استعداداتها حاليًا لتوسيع بنيتها التحتية الداعمة للذكاء الاصطناعي، فقد انشغلت في الآونة الأخيرة بالحصول على رقاقات الحوسبة الإلكترونية H100 من شركة إنفيديا. 

ويسعى زوكربيرغ بكل ما أوتي من طاقة لجعل نظام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وهو قرار أثار حفيظة طاقم المحاميين لدى ميتا، الذين أثاروا بعض المخاوف المشروعة بخصوص أخطار محدقة بهذه الفكرة، مثل تحريض الذكاء الاصطناعي على انتهاك حقوق الطبع والنشر، أو استعماله لتوليد معلومات مضللة للمستخدمين.

ولا يقتصر منافسو ميتا في هذا المجال على أوبن إي آي، فشركة جوجل منافس رائد في هذا السباق الذي يشهد تهافت الشركات على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية ومبتكرة. ولا يمكن بأي حال استبعاد آبل من قائمة المنافسين، خاصة انّها تنفق ملايين الدولارات لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي لديها. 

ميتا تقف الآن على مفترق طرق؛ فإما تنافس بنموذجها الجديد بقية شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، وإمّا تظل متخلفة عنهم بأشواط عديدة

وبطبيعة الحال لا تعد ميتا الشركة الوحيدة المنهمكة حاليًا في تطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي؛ فمشروع Gemini AI من شركة جوجل يحظى باهتمام وترقب شديدين، وربما ينتهي به الحال إلى التفوق على نظام جي بي تي 4. ومن نافل القول إنّ ميتا تقف الآن على مفترق طرق؛ فإما تنافس بنموذجها الجديد بقية شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، وإمّا تظل متخلفة عنهم بأشواط عديدة.