24-يوليو-2022
tiktok

لا يقتصر تأثير تيك توك على مجال الترفيه وحسب (Getty)

يستمر النموّ المذهل لمنصة تيك توك في التصاعد عالميًا، وعلى نحو يزعزع الوضع القائم الذي هيمنت عليه تقليديًا منصات كبرى رائدة مثل فيسبوك ويوتيوب، والتي تحاول جميعها تقريبًا اللحاق حاليًا بعملاق التقنية الصيني، والتماشي مع التوجّه الجديد في عالم السوشال ميديا. 

كشف تقرير حديث عن تزايد اعتماد المستخدمين الأصغر سنًا على تيك توك في عمليات البحث عن المعلومات والأخبار

وبحسب تقارير جديدة، فإن أثر تيك توك يمتدّ إلى ما هو أبعد من الترفيه والتسلية، إذ كشف تقرير حديث عن تزايد اعتماد المستخدمين الأصغر سنًا على تيك توك في عمليات البحث عن المعلومات والأخبار، وهو ما ينذر بثورة جديدة قادمة على صعيد الإنترنت العالمي بأسره، وصولًا إلى لحظة المنافسة مع محركات البحث الكبرى، وهو أمر بدأ بإثارة القلق منذ اللحظة. 

فعلى صعيد البحث عن المعلومات والأخبار، فقد أكد نائب رئيس شركة جوجل، برابهاكار راغافان، على أن المستخدمين اليافعين يلجأون بشكل متزايد إلى البحث في تيك توك وإنستغرام، مفضلين مثل هذه التطبيقات على تطبيقات جوجل، سواء المتصفح أو يوتيوب، والتي تستحوذ تقليديًا على معظم عمليات البحث عن المعلومات والأخبار على الشبكة.وبحسب راغافان، فإن الدراسة التي اعتمد عليها تنصّ على أن ما يقرب 40 بالمئة من المستخدمين الأصغر سنًا، حين يرغبون مثلًا في البحث عن مكان لتناول وجبة الغداء، فإنهم لا يبحثون عبر متصفح جوجل أو تطبيق الخرائط الخاص بجوجل، بل يتوجهون إلى تيك توك، أو إنستغرام، ويبحثون هنالك عن وجهتهم. 

تيك توك: المصدر المفضل للأخبار

أما فيما يتعلق بالمحتوى الإخبار ي، فقد صدر تقرير عن مكتب الاتصالات البريطاني (Ofcom) مؤخرًا يشير إلى أن منصة تيك توك قد باتت الآن المصدر الإخباري الأسرع نموًا في شهرته والاعتماد عليه بين الشباب في المملكة المتحدة، وهو اتجاه يقترح خبراء بأنه قد بات السائد في دول أخرى عديدة إلى جانب بريطانيا، ولاسيما في الولايات المتحدة، التي تعدّ السوق الأكبر على الإطلاق للتطبيق بنسخته العالمية. 

إلى جانب ذلك، فقد أظهر التقرير السنوي للمؤسسة البريطانية أن منصة إنستغرام قد باتت واحدة من منصات الأخبار الأكثر شعبية بين المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، وذلك إلى جانب منصات تيك توك ويوتيوب. 

تأثير متنامٍ لتيك توك عالميًا 

تؤكد هذه الدراسات الجديدة على الأهمية المتزايدة التي يحوزها تطبيق تيك توك، بوصفه منصّة ترفيه وبحث في آن معًا، وهو ما سيجعله محور تركيز واهتمام بالغين على مختلف المستويات، ولاسيما على المستوى التنظيمي، حيث يتزايد في ظل هذا النمو السريع للمنصّة تخوف المؤسسات الرسمية من نفوذ المنصة وانعكاس ذلك على مسألة الخصوصية، ولاسيما بالنظر إلى هوية التطبيق والشركة المشغلة له. فعلى الرغم من حرص التطبيق على النأي بنفسه عن الشركة الأم المالكة له، وهي شركة "بايت دانس"، إلا أنّ العديد من وسائل الإعلام الغربية، والجهات التنظيمية المختصة، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية، تصرّ على التحذير من "تيك توك"، وتهديده للخصوصية، على الرغم من عدم اختلافه عن معظم منصات التواصل الاجتماعي على هذا الصعيد، خاصة بعد إعلانه تخزين بيانات المستخدمين الأمريكيين على خوادم داخل الولايات المتحدة، تابعة لشركة أوراكل. 

ماذا يعني ذلك لمؤسسات الأخبار؟ 

أظهرت دراسة "أوفكام" أنه ربما يتعين على المؤسسات الإخبارية الشروع بالتفكير في سبل جديدة لصناعة المحتوى من أجل الحضور على منصة تيك توك والوصول إلى المستخدمين، ولاسيما اليافعين، والذين يبحثون عن مصادر للأخبار على هذه المنصّة، وقد يسرّهم أن يصلوا إلى مصدر موثوق ومعتبر. فالدراسة تشير بوضوح إلى تزايد استهلاك المحتوى الإخباري على تيك توك، إضافة إلى تزايد متابعة المنصّات الإخبارية المتعددة، مثل بي بي سي، وسكاي نيوز، وغيرها، وهو ما يحتّم عليها الاستثمار بشكل أكبر في صناعة المحتوى من أجل جمهور تيك توك. 

تيك توك

 

يُذكر أن عدد المستخدمين النشطين لتطبيق تيك توك شهريًا يتجاوز المليار، وكان أحد أبرز تجليات قوة التطبيق كمنصّة مؤثرة على صعيد الأخبار إبان الاجتياح الروسي لأوكرانيا في نيسان/أبريل الماضي، إذ أدى المؤثرون وبعض الحسابات دورًا كبيرًا في نقل مجريات الحرب، وتسليط الضوء على العمليات الجارية فيها، كما استغلتها أطراف الحرب في الترويج للعديد من الأخبار المفبركة والمغلوطة حول الحرب ودواعيها ونتائجها الراهنة والمرتقبة.