21-أبريل-2023
Getty

فاغنر قدمت عرضًا لحميدتي لدعمه بالأسلحة الثقيلة خلال الاشتباكات مع الجيش (Getty)

قالت مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية لشبكة سي إن إن، إن مجموعة فاغنر الروسية تزود قوات الدعم السريع السودانية بالصواريخ للمساعدة في الاشتباكات الدائرة مع الجيش السوداني.

تحليل الصور الجوية يظهر نشاط مجموعة فاغنر في القواعد العسكرية التابعة لميليشيا خليفة حفتر

وتحدثت سي إن إن، عن تقديم صواريخ أرض- جو لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر مؤشرات على ذلك الدعم، من خلال زيادة غير طبيعية بالنشاط في قواعد فاغنر الموجودة في ليبيا.

وتظهر صور الأقمار الصناعة التي حللتها سي إن إن ومجموعة "All Eyes on Wagner"، عن أن طائرة نقل روسية تتنقل بين قاعدتين جويتين ليبيتين رئيسيتين تابعتين لحفتر وتستخدمهما مجموعة فاغنر.

https://t.me/ultrasudan

ورغم نفي خليفة حفتر انحيازه لأي طرف في اشتباكات السودان الحالية، إلّا أن مصادر الشبكة الأمريكية تؤكد دعم حفتر لقوات الدعم السريع، كما تشير المصادر وصور الأقمار الصناعية إلى احتمالية سعي حفتر وفاغنر لمساعدة قوات الدعم السريع قبل اندلاع الاشتباكات.

وتوضح سي إن إن: "بدأت الزيادة الطفيفة في حركة طائرات النقل من طراز إليوشن 76 قبل يومين من بدء الصراع في السودان يوم السبت، واستمرت حتى يوم الأربعاء على الأقل".

وتوضح المعطيات أن عمليات النقل حصلت بين قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية في سوريا وقاعدة الخادم التابعة لحفتر في ليبيا، بالإضافة إلى رحلة نقل أخرى إلى قاعدة الجفرة التي يسيطر عليها حفتر، وذلك يوم الخميس 13 نيسان/ أبريل.

ووفق التحليل الذي يتتبع الطائرات، فقد عادت طائرة النقل إلى اللاذقية، يوم الثلاثاء، قبل أن تتجه عائدة إلى قاعدة الخادم التابعة لميليشيا حفر ثم إلى قاعدة الجفرة،. وفي ذلك اليوم، أوصلت روسيا صواريخ أرض- جو إلى مواقع ميليشيات دقلو في شمال غرب السودان، وفقًا لمصادر إقليمية وسودانية.

Getty

وتوضح الشبكة الأمريكية، "لسنوات كان دقلو أحد المستفيدين الرئيسيين من التدخل الروسي في السودان، باعتباره المتلقي الأساسي لأسلحة موسكو وتدريبها".

وتوضح الشبكة الأمريكية: "بدأت الجهات الأجنبية بالفعل في التدخل في الصراع، وأفادت مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية أن مصر تربطها علاقة طويلة الأمد بالبرهان ودعمته سرًا في الصراع على السلطة".

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع تلقيها مساعدات من روسيا وليبيا. ولم يستجب حفتر ولا رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين لطلبات سي إن إن للتعليق.

وفي سياق نفسه، تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤول أمريكي وشخصية مقربة من محمد حمدان دقلو (حميدتي) عرض مجموعة فاغنر أسلحة ثقيلة على قوات الدعم السريع، وقالت مصادر وول ستريت جورنال: "إن الجماعة المدعومة من الكرملين عرضت إرسال أسلحة (إلى قوات الدعم السريع)، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، وهي موجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، حيث نشطت فاغنر في السنوات الأخيرة".

Getty

وزعمت الشخصية المقربة من محمد حمدان دقلو أنه رفض في الوقت الحالي عرض السلاح لتجنب استعداء الحكومة الأمريكية التي تشعر بالقلق من تورط القوى الأجنبية، وخاصة روسيا، في اشتباكات السودان.

بدوره، قال المسؤول  الأمريكي الحالي، نقلاً عن اتصالات استخباراتية ودبلوماسية أمريكية في المنطقة، إن دقلو كان "يفكر في عرض الأسلحة ولم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد".

من جانبه، لم يرد مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين على طلبات التعليق، فيما نشر يوم الأربعاء رسالة على القناة الرسمية لشركة كونكورد في تليغرام، ينفي فيها انخراطه بالسودان، زاعمًا عدم وجود أي شركة تابعة له هناك أو أي مصالح مالية، زاعمًا مغادرة قوات فاغنر السودان منذ عامين. وأضاف البيان: "لم نحافظ على أي اتصال مع محمد حمدان دقلو أو عبد الفتاح البرهان لفترة طويلة".

وردًا على أسئلة من صحيفة وول ستريت جورنال، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤوليها حذروا من مخاطر التورط مع فاغنر خلال محادثات شملت عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو. 

وأكدت الولايات المتحدة في تلك المحادثات أن "التدخل الأجنبي، بما في ذلك من قبل الجماعات الإجرامية العابرة للحدود مثل فاغنر، لا يمكن إلا أن يزيد الوضع سوءًا". قائلةً: "إن تدخل هذه الكيانات في الصراع الداخلي في السودان لن يؤدي إلّا إلى المزيد من المعاناة الإنسانية ويؤخر انتقال البلاد إلى الديمقراطية".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن خليفة حفتر، أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية إلى قوات الدعم السريع، مشيرةً أيضًا إلى إرسال حفتر قوافل تحمل الإمدادات العسكرية برًا من شرق ليبيا إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع، وفقاً لمسؤول حكومي ليبي ومسؤول أمريكي سابق.

أصوات من تحت الركام

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مصر أرسلت طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني.

وأشارت المصادر الصحيفة، إلى أن فاغنر تنشط في السودان منذ عدة أعوام وتقوم بتعدين الذهب، مع توفير حماية لها من قبل قوات الدعم السريع. كما أشارت سي إن إن إلى تحقيق سابق لها نشر في تموز/ يوليو 2022 عن تعميق العلاقات بين موسكو والقيادة العسكرية السودانية، التي سمحت لروسيا بالوصول إلى ثروات الذهب مقابل الدعم العسكري والسياسي. موضحةً أن بداية العلاقة بشكل جدي، جاءت بعد غزو موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014، عندما بدأت روسيا تتطلع إلى ثروات الذهب الأفريقية كوسيلة للتحايل على سلسلة من العقوبات الغربية.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤوليها حذروا من مخاطر التورط مع فاغنر خلال محادثات شملت عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو

مشيرةً إلى أنه في اليوم السابق لشن روسيا غزوها لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، ترأس دقلو وفدًا سودانيًا في موسكو من أجل "تعزيز العلاقات" بين البلدين.