1. قول

تفجيرات بروكسل.. طريق اليمين الأوروبي إلى الحكم

25 مارس 2016
وقفة شعبية تضامنًا مع ضحايا تفجيرات بروكسل في مكان العملية (Getty)
جورج كدرجورج كدر

يأتي إبراهيم البكراوي، المواطن البلجيكي وأحد مرتكبي اعتداءات بروكسل، إلى سوريا عبر تركيا، وبكل سهولة ينضم إلى تنظيم داعش. الرجل يذهب ويأتي طوال الوقت على خط أوروبا- سوريا، عبر تركيا التي باتت "وكالة من غير بواب"، أو ربما بوابها متناوم!

ما لا يمكن تصديقه أنّ الأمن الأوروبي يظهر رخوًا وهشًّا مع كل عملية إرهابية

يحدث كل ذلك للبكراوي، وحين يلتقطه عسس رجب طيب أردوغان ذات مرّة يسلمونه للسلطات الهولندية، ولكن لماذا يُسلم إلى هولندا مع أنه بلجيكي فذلك شيء لا يعلم به إلا الله وحده؛ المهم أيها السادة في هذه الحكاية أن هولندا تطلق سراح السيد البكراوي، ثم تأتي بلجيكا وتكمل الكرم ذاته معه فلا تقوم بسجنه، ولا تتخذ بحقه أي إجراء أمني على الإطلاق، رغم أن التهمة مثبة عليه 100%، فالرجل داعشي بلا جدال، وإرهابي حقيقي بما لا يتناطح عليه عنزان. لكنّ كل ذلك لا يبدو مهمًا لدى دول أوروبية أساسية، إذ يبقى حرًّا طليقًا، مواصلًا رحلات عمله الجهادية إلى سوريا، عبر تركيا، إلى أن يأتي اليوم الذي ينفذ فيه تفحيرات بروكسل.

اقرأ/ي أيضًا: انتقام بروكسل.. القهر والقهر المضاد

الأمر الآخر اللافت للانتباه أن الأخوين كواشي، شريف وسعيد، اللذين نفذا الهجوم على مجلة شارلي إيبدو، كان معهما شخص ثالث، والأمر نفسه سوف يحدث في تفجيرات بروكسل التي قام بها الأخوان البكرواي، إبراهيم وخالد، حيث كان معهما شخص ثالث، فبالإضافة إلى أن التفجيرات الإرهابية صارت مهنة عائلية (ربما يمكن توراثها، في المستقبل، كصنعة واسم عائلي إسوةً بالمهن الأخرى! من يدري!) يبقى أمر الشخص الثالث في هذه الأحداث مجهولًا وغامضًا، ويدعو إلى الشك.

ما لا يمكن تصديقه على الإطلاق أنّ الأمن الأوروبي الذي يراقب عدد ذرات الأوكسجين في الهواء، يظهر رخوًا وهشًّا مع كل عملية إرهابية، وتحدث فيه اختراقات أمنية هائلة! لماذا إذن يخربون حياة البشر بالرقابة حتى في غرف نومهم؟ 

شخصيًا لا يحضر في بالي إلا بعبع إسرائيل الذي جعل الدكتاتوريين العرب يخنقون أحلام الشعوب ما ينوف عن نصف قرن من الزمن، ها هي ذي اللعبة نفسها تتكرر، فها هو آوان استلام الدكتاتورية الفاشية العنصرية اليمينية الأوروبية المتطرفة لمقاليد الحكم في أوروبا قد حان وأزف أوان الديمقراطية أمام التهديد الوجودي المصنع بحرفية عالية، والبعبع موجود بقوة لا تضاهى؛ الإرهاب!

هذا كله هندسة، لا يوجد شيء صدفة في الأحداث الكبرى، لا سيما بعد أن أصبحت نمطًا في الحكم يتناوبه الديكتاتور السياسي والإرهابي الديني على السواء، على الأقل منذ مائة عام الى يومنا هذا.

اقرأ/ي أيضًا:

تجميل داعش في الصحف المصرية

السوري وحش السوري

كلمات مفتاحية
قصف طهران

إيران: بين صراع الهيمنة وتداعيات الوعي الإقليمي

هل اتخذ قرار إسقاط النظام الإيراني فعليًا، أم أن ما يجري لا يعدو كونه ورقة ضغط لإجباره على تقديم تنازلات؟ سؤال يتردد دون أن يجد إجابة حاسمة، منذ الضربة الإسرائيلية فجر يوم الجمعة، 13 حزيران/يونيو.

انتفاضة لبنان 2019

مرايا الانتماء الجريح.. زمن الهوية المتشظية

كيف ننتمي إلى مكانٍ يرفض أن يشبهنا؟" سؤالٌ يطاردنا، أنساه فيعود من جديد ليفرض حضوره القلق في ظلّ أنظمةٍ لا تتوانى عن طحن أحلام شعوبها وتشويهِ معنى الانتماء

مخيم اليرموك

المخيم الذي فينا: سردية اللاجئ بين الذاكرة والمنفى

حين شُيّدت الخيام الأولى في عتمة التهجير، لم يكن أحد يظن أن القماش سيصير إسمنتًا، وأن المؤقت سيفرد ظله الثقيل على أكثر من سبعين عامًا من النفي المستمر

الاتحاد الأوروبي
حقوق وحريات

تحقيق أوروبي يرصد إخلال إسرائيل بالتزاماتها.. ومراجعة مرتقبة للشراكة الاستراتيجية

من المتوقع أن يناقش الاتحاد الأوروبي يوم غد الإثنين "اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"

ملصق المسرحية (صفحة allo beirut)
فنون

"وداد النملة يلّي عم تحفر بالصخر".. حكاية امرأة تنتزع الذاكرة من غياهب النسيان

مسرحية تعيد النبش عن المفقودين وتداعيات الحرب الأهلية في لبنان

منصة المحاضرة (وكالة الأنباء القطرية)
نشرة ثقافية

محاضرة بمركز "حسن بن محمد للدراسات التاريخية" حول تاريخ المتاحف العربية

محاضرة حول تاريخ المتاحف في الوطن العربي مع التركيز على تجربتي مصر وقطر

القصر الكبير في باريس (الموقع الرسمي)
فنون

القصر الباريسي الكبير يحتضن مركز "بومبيدو" الثقافي مؤقتًا

إعادة افتتاح القصر الكبير في باريس بعد أعمال ترميم ليصبح المقر المؤقت لمركز بومبيدو الثقافي