07-أغسطس-2022
من مسرحية "باي باي لندن"

من مسرحية "باي باي لندن"

ثمة مسرحيات لا يوجد وقت محدد، أو ملائم، لمشاهدتها. ذلك أن مضمونها يصلح لكل زمان ومكان، خاصةً إذا كانت كوميدية وسياسية. فالأولى مساحة للضحك والمرح والتسلية، والثانية مرآة للواقع ومحاولة في فهمه. ولذلك تعيش هذه الأعمال طويلًا في ذاكرة المشاهد ووجدانه.

في هذه المقالة، نستعرض معكم 3 من أهم المسرحيات العربية التي تجمع بين الكوميديا والسياسة، وتتناول مواضيع مختلفة تعكس واقع العالم العربي وطبيعة الحياة فيه.


1. شاهد ما شفش حاجة

رغم مرور أكثر من 4 عقود ونصف على عرضها لأول مرة، إلا أنها لا تزال إحدى أكثر المسرحيات المصرية رسوخًا في ذاكرة المشاهدين العرب على اختلاف أجيالهم، وواحدة من الأعمال المسرحية القليلة التي استمر عرضها لأكثر من 8 سنوات متتالية.

تروي المسرحية الكوميدية التي عُرضت عام 1976، وهي من تأليف ألفريد فرج، وإخراج هاني مطاوع، وبطولة عادل إمام وعمر الحريري، قصة سرحان عبد البصير الذي تعتقله الشرطة بهدف التحقيق معه في حادثة قتل جارته التي تعمل راقصة. ورغم أنه لم يكن شاهدًا على الحادثة، إلا أن الشرطة تجبره على الشهادة في المحكمة.

ومن هنا جاء عنوان المسرحية "شاهد ما شفش حاجة"، التي تُعتبر مثالًا على قدرة السلطة على العبث بحياة الآخرين وتشويهها، ذلك أنها أفسدت حياة سرحان، وحولته إلى شخص آخر متشكك وذي نزعة عدوانية.


2. غربة

بأسلوب كوميدي ساخر لا يخلو من المرارة، تناولت مسرحية "غربة" التي عُرضت عام 1976، عددًا من القضايا والمواضيع الإشكالية المرتبطة بالواقع الاجتماعي والسياسي في العالم العربي خلال فترة السبعينيات، التي اتسمت بالاضطراب والفوضى والاحتقان السياسي نتيجة الممارسات القمعية للأنظمة الأمنية.

تحكي المسرحية، وهي من تأليف الشاعر محمد الماغوط، وإخراج خلدون المالح، وتمثيل دريد لحام ونهاد قلعي وياسر العظمة وسامية الجزائري، قصة قرية يحكمها "بيك" مستبد يمعن في إذلال سكانها وإفقارهم وقهرهم، شأنه في ذلك شأن الأنظمة القمعية التي تسلطت على رقاب الشعوب العربية، وأمعنت في إذلالها وإفقارها وقهرها، ومارست ضدها مختلف أشكال العنف والقمع على مدار أكثر من 4 عقود.


3. باي باي لندن

تُعتبر المسرحية الكويتية "باي باي لندن" واحدة من أشهر المسرحيات العربية، والمسرحية الأكثر شهرةً في الخليج العربي. عرضت المسرحية لأول مرة في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1981، وهي من تأليف نبيل بدران، وإخراج المنصف السويسي، وبطولة كل من عبد الحسين عبد الرضا، وغانم الصالح، وهيفاء عادل، ومريم الغضبان، ومحمد جابر.

تدور المسرحية في إطار كوميدي اجتماعي ساخر تُروى في سياقه قصة بطلها شارد بن جمعة، وهو رجل كويتي يسافر إلى لندن بحثًا عن المتعة والسعادة، التي لم يجدها مع زوجته وبين أفراد عائلته التي تعارض رغباته. وفي لندن التي وصلها بحجة الطبابة، يتعرض بن جمعة للكثير من المواقف التي تجمع بين الكوميديا والسخرية، دون أن تخلو من بعض الإسقاطات السياسية، إضافةً إلى تناولها مسألة الافراط والتبذير الذي مُورس في حقبة الفورة النفطية.