08-سبتمبر-2023
تشات جي بي تي

شهد تشات جي بي تي انخفاضًا ملحوظًا في الزيارات للشهر الثالث على التوالي (Getty)

حظي روبوت المحادثة الآلي "تشات جي بي تي"، التابع لشركة "أوبن إي آي" (OpenAI)، بشعبية هائلة بين أوساط مستخدمي شبكة الإنترنت منذ إطلاقه الرسمي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لكنّ الأحوال لا تسير على ما يرام في الآونة الأخيرة، لا سيّما أنّ "تشات جي بي تي" يشهد انخفاضًا شهريًا في حركة زيارات الموقع للشهر الثالث على التوالي. ومع ذلك، تشير بيانات شركة التحليلات "Similarweb" إلى وجود بعض العلامات التي تبشر بتوقف وشيك لهذا الانخفاض. 

وكان الموقع الرسمي لـ "تشات جي بي تي" قد شهد انخفاضًا ملحوظًا في الزيارات من أجهزة الحاسوب المكتبية أو الهواتف المحمولة على مستوى العالم؛ إذ انخفضت بنسبة قدرها 3.2% لتبلغ نحو 1،43 مليار زيارة في شهر أغسطس، وهو ما يتبع انخفاضًا يقدر تقريبًا بنسبة 10% عن الشهرين الماضيين. كما شهد الموقع تراجعًا في مقدار الوقت الذي يقضيه المستخدمون والزوار شهريًا منذ شهر آذار/ مارس الفائت، حيث انخفض الوقت من متوسط 8.7 دقيقة على الموقع إلى 7 دقائق على الموقع في شهر آب/ أغسطس. 

شهد "تشات جي بي تي" انخفاضًا ملحوظًا في الزيارات من أجهزة الحاسوب المكتبية والهواتف المحمولة على مستوى العالم للشهر الثالث على التوالي

في المقابل، شهد الموقع خلال شهر آب/ أغسطس ارتفاعًا في عدد الزوّار الفريدين المعاودين ليبلغ قرابة 180،5 مليون مستخدم بعدما كان في السابق 180 مليونًا. 

ومن المرجح أن تُعزز عودة الطلاب إلى مدارسهم خلال شهر أيلول/ سبتمبر الحالي حركة المرور، وإقبال المستخدمين على موقع "تشات جي بي تي"، لا سيما أنّ بعض المدارس عمدت إلى استخدامه لأغراض الدراسة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفعت حركة المرور لموقع "تشات جي بي تي" ارتفاعًا طفيفًا خلال الشهر الفائت، وهو ما تزامن مع عودة النشاط إلى المدارس الأمريكية. 

وفي هذا الصدد يقول ديفيد. إف. كار من موقع "Similarweb"، الذي يتتبع بانتظام أخبار "تشات جي بي تي" والتطبيقات المنافسة: "يبدو أن الطلاب الراغبين بالحصول على المساعدة في واجباتهم المدرسية جزء من أسباب التراجع؛ إذ تشير البيانات إلى انخفاض نسبة المستخدمين الأصغر سنًا خلال فصل الصيف، ثم ارتفاعها مجددًا في الوقت الحالي مع قرب افتتاح المدارس". 

ولا ريب أنّ إطلاق "تشات جي بي تي" قد أثار حماسة كبيرة بين أوساط المستخدمين، فتسابقوا لاستعماله في شتى المجالات والمهام، بدءًا بالوظائف اليومية البسيطة وانتهاءً بمجال البرمجة. وسرعان ما ازدهر هذا البرنامج وبلغ عدد مستخدميه النشطين قرابة 100 مليون شخص في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أي بعد شهرين تقريبًا من إطلاقه. وعلى العموم، تعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي في "تشات جي بي تي" على استخدام مُدخلات البيانات السابقة لإنشاء محتوى جديد، مثل كتابة المقالات أو القصائد الشعرية. 

وتبوأ "تشات جي بي تي" مرتبة الصدارة سابقًا باعتباره التطبيق الأسرع نموًا بين المستخدمين على الإطلاق، ثم تنازل عن هذه المرتبة لصالح تطبيق "ثريدز" (Threads) التابع لشركة ميتا. ومع ذلك، يوجد "تشات جي بي تي" حاليًا ضمن قائمة أفضل 30 موقعًا إلكترونيًا عالميًا على شبكة الإنترنت. 

وشهدت الشهور الماضية إطلاق بعض الأدوات والأنظمة المنافسة لـ "تشات جي بي تي"، ومنها روبوت المحادثة الآلي "بارد" (Bard) التابع لشركة جوجل. كذلك يوفر متصفح "مايكروسوفت بينج" برنامجَ محادثةٍ آليًا تدعمه شركة "أوبن إي آي"، وهو متاح للمستخدمين مجانًا.

وسبق لشركة "أوبن إي آي" أن أطلقت تطبيق "تشات جي بي تي" للأجهزة العاملة بنظام iOS في شهر أيار/ مايو الفائت، وهذا ربما أثّر سلبًا على حركة المرور إلى الموقع الرسمي باعتبار أنّ مستخدمي تلك الأجهزة استعملوا التطبيق لهذه الغاية. ومن المعروف أن روبوت "تشات جي بي تي" مجاني الاستخدام، غير أنّه يتيح للزوّار اشتراكًا مميزًا بقيمة 20 دولار أمريكي شهريًا.