20-ديسمبر-2023
بيل غيتس

بيل غيتس (Getty)

نشر الملياردير الأمريكي بيل غيتس تدوينة جديدة أورد فيها توقعاته بخصوص التأثيرات المستقبلية المحتملة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على قطاعات عديدة، منها الرعاية الصحية، والتعليم، والقوى العاملة. 

وأشاد غيتس في تدوينته بالذكاء الاصطناعي، وتوقع أن يساهم تطوير هذه التكنولوجيا في تعزيز الابتكار: "الابتكار هو السبب لتحسين حياتنا خلال القرن الماضي؛ فعالمنا أصبح أحسن بفضل الابتكارات العديدة، بدءًا بالكهرباء والسيارات وانتهاء بالطب والطائرات". 

قال بيل غيتس إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ربما تُحدث تحولًا جذريًا في قطاع التعليم خلال الأعوام الخمسة أو العشرة القادمة

ويرى غيتس أنّ الدول ذات الدخل المرتفع يفصلها عن التبني الواسع للذكاء الاصطناعي مدة تتراوح بين 18 إلى 24 شهرًا، لكنه يتوقع وقوع بعض التأخير في الاستخدام الواسع لهذه التكنولوجيا ضمن الدول الإفريقية، إذ تشير تقديرات إلى بلوغها مستويات مشابهة لتبني الذكاء الاصطناعي خلال 3 أعوام تقريبًا. 

الذكاء الاصطناعي في قطاع العمل

كان عام 2023 المرة الأولى التي يُوظف فيها الذكاء الاصطناعي في العمل، بحسب ما ذكر غيتس في مدونته؛ فهو يرى أنّ لدى العالم الآن نظرة واضحة بشأن الوظائف التي يؤديها الذكاء الاصطناعي بنفسه، أو يكون فيها مساعدًا شخصيًا للموظفين. 

وأجريت في هذا العام دراسات عديدة لتحديد المهارات والقطاعات الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي المتقدم، وتوجد بعض الأدلة على تحسّن إنتاج الموظفين عند استخدام مساعد الذكاء الاصطناعي في أداء مهامهم. ولأجل هذا الغرض طورت شركات عديدة أدوات داخلية للذكاء الاصطناعي لتعزيز أداء موظفيها، في حين تشجع شركات أخرى موظفيها على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة للعموم. 

ومع ذلك كشف غيتس عن سرّ شخصي طريف، فقال: "إذا تعذر عليكم إدراك الطريقة المثلى لبلوغ أقصى الاستفادة من هذه التكنولوجيا، فلستم وحدكم في هذه المشكلة"، مشيرًا بهذا الكلام إلى الصعوبات التي تواجهه عند استخدام الذكاء الاصطناعي.  

الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية

أورد غيتس في مدونته مجموعة من الأسئلة الطبية التي سعى العلماء لمعرفة إجاباتها مستعينين بالذكاء الاصطناعي، وأكدّ أن نتائج هذه الأبحاث لن تظهر للعلن إلا في العام المقبل، وربما يبقى بعضها طي الكتمان في المختبرات. ويرى غيتس أنّ هذه الأبحاث والمساعي تمهد السبيل أمام "حدوث طفرة تكنولوجية هائلة خلال العقد الحالي". 

واستعرض غيتس بعض المشاريع الطبية التي تحاول توظيف الذكاء الاصطناعي، ومنها مكافحة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، وعلاج حالات الحمل المعرضة للخطر، ومساعدة الأشخاص لتقييم خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. 

الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم

وأدلى كذلك ببعض التوقعات المرتبطة بدور الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم، وقال إنّ هذه التكنولوجي ربما تحدث تحوّلًا جذريًا في هذا القطاع خلال الأعوام الخمسة أو العشرة القادمة؛ إذ ربما توفر محتوى مصممًا خصيصًا بما يتناسب مع أسلوب كل طالب في التعلم. 

وأشار غيتس إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يعزز مشاركة الطلاب في عملية التعليم؛ إذ يسعه تحديد الأمور التي تحفزهم، والأشياء التي تصرف اهتمامهم عن مواضيع الدراسة. ولا يرى غيتس هذه التكنولوجيا مهددةً لوظائف المعلمين في المدارس، لكنهم ولا ريب مطالبون بالتكيف معها. 

وأشاد غيتس كثيرًا بأدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للتعليم التي تخضع حاليًا للتجريب، وذكر منها أدوات Khanmigo و MATHia التي وصفها بالرائعة والقابلة للتحسين كثيرًا خلال الأعوام القادمة. 

وأبدى غيتس حماسته وسروره لاحتمال توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للطلاب حول العالم، وأشار إلى دور معلمي الذكاء الاصطناعي الذين روعِيَت في تصميمهم سياقات ثقافية معينة.