بول كلوديل (1868 - 1955) شاعر ومسرحي ودبلوماسي فرنسي. كتب الشعر متأخرًا لكن قصائده لاقت الاحتفاء. كان سفيرًا لفرنسا في كل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا. انتخب عضوًا في الأكاديمية الفرنسية عام 1946.في شعره نفحة دينية تصور الحب الإلهي، والعلاقة بين الذات الإنسانية والإرادة الإلهية.


فجرُ حزيران

 

لقد اختبأ الحلمُ الأخيرُ

هناكَ القمرُ الخافتُ اللّون

المُحتضرُ في أعماقِ اللّيل

ما هو الذنبُ الّذي اقترفتهُ؟

النَّهارُ الجديدُ، يلمَعُ وكأنّهُ هوَ.

...

هيّا بنا بسرعة لنقومَ بلا ضجّة!

ما هذه الرائحة الإلهيّة؟

لقد سكتَ العندليبُ الأخير

تور لو تو تو تو تو!

...

إنّها الخامسةُ فجرًا

هناكَ ملاكٌ يغنّي باللّغة اللّاتينيّة

شهرُ حزيران أخذَ مكان شهر أيّار

وما زال يتحرّك

وأنا نائم!

إنّه هو الّذي أخذ منّي هذه الوردة الجوريّة الغارقة في بحر من البكاء

إنّ الأرض قد تعمّدت.

...

صباح الخير، أيّتها الشّمس، أنا أحبّك!

أنتِ مبلّلة قليلًا ولكنّكِ جديدةٌ بلباسِكِ

ها هي تخرُجُ من حجرها

حمراء كزهرة شقائقِ النّعمان

كوكو ريكو!

إنّه صياحُ الدِّيك

الكثيرُ من الفرح، الكثيرُ منَ الضّحك

بينما عصفور السّمنى ينوحُ طالبًا الشّفقة.

 

اللّقاء

 

أيّتها الغابةُ العميقة

إنّ العتمةَ تلفُّ المكان

أسمعُ من حولي أحدًا يقومُ بتمتمةِ بعضِ الكلمات

كما يقومُ ببعضِ الحركات

من هو ذلكَ الظلّ الّذي أراه أمامي؟

الشّتاء ينهمر غزيرًا

العجوزُ يمضي أسودَ بين الأشجار الشّاهقة

العصفورُ صامتٌ

وأنا عانيتُ كثيرًا من هذه الحياة.

إنّه الليلُ

أمّا النهارُ فقد مضى.

اليمامةُ

بنتُ السَّماء

تدندنُ اليأسَ والحبَّ معًا.

بحرُ إيرلندا

غابةُ البروسيلياند

الّتي غادرتها

حيث تركتُ ورائي الأمواج والشّواطئ

حيثُ ينوءُ الجرسُ الثّقيل

كلّ هذا لم يعد سوى مجرّد حُلم.