17-يوليو-2016

في غضون أيام قليلة، تمكنت لعبة بوكيمون غو من غزو العالم (Getty)

بوتيرة عظيمة التسارع، وفي غضون أيام قليلة، تمكنت لعبة بوكيمون غو من غزو العالم، بل وباتت حديث الإعلام والمواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

مبدأ بوكيمون غو هو إسقاط شخصيات مسلسلها الكرتوني إلى بيئة اللاعب، وذلك عبر ولوج اللعبة لاستخدام الكاميرا المدمجة في الأجهزة اللوحية الذكية

اللعبة رغم بساطتها، جذبت الملايين من متابعي أحدث إصدارات عالم ألعاب الأجهزة الذكية، وحتى من غيرهم. وبحسب مراقبين، فإن بوكيمون غو تسجل يوميًا أرقامًا قياسية لعدد المستخدمين النشطين، وهي أرقام تتجاوز عدد مستخدمي بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي المعروفة، فما سر تلك اللعبة؟

اقرأ/ي أيضًا: لعبة بوكيمون جو توقظ أحلام الطفولة

وداعًا للنمطية!

تنتمي اللعبة لفئة تطبيقات الواقع المعزز (تعرف إنجليزيًا بـ Augmented reality/AR)، وهي تكنولوجيا تعتمد أساسًا على دمج مدخلات/عناصر يوّلدها الحاسوب إلى البيئة الفيزيائية الحقيقية المحيطة بالمستخدم.

فمبدأ بوكيمون غو هو إسقاط شخصيات مسلسلها الكرتوني إلى بيئة اللاعب، وذلك عبر ولوج اللعبة لاستخدام الكاميرا المدمجة في الأجهزة اللوحية الذكية، إضافة لخرائط الإنترنت. فقد يجد اللاعب على سبيل المثال "بوكيمونًا" يجلس على مكتبه، أو حتى مختبئـًا في حديقة منزله، وهو ما اعتبره المستخدمون سر جاذبية اللعبة وعامل متعتها الأساسي.

في الحقيقة، لا تعد تكنولوجيا الواقع المعزز (AR) آخر ما توصل إليه العلم، بل تحتل موضع الوسط بين تكنولوجيا ألعاب الفيديو التقليدية، وتكنولوجيا الواقع الافتراضي المعروفة إنجليزيًا بـ(Virtual Reality/VR)، وهي التي تحلق بالمستخدم إلى عالم موّلدٍ بالكامل عبر الحاسوب، ليندمج فيه بشكل تفاعلي، وذلك بالأساس من خلال ارتداء نظاراتٍ باتت تعرف بـ"نظارات الواقع الافتراضي"، والتي تمكنك على سبيل المثال من محاكاة المشي على سطح القمر، أو التجول في أدغال أفريقيا، دون أن تغادر غرفتك، في تجربة بصرية مثيرة وجذابة تخطف الأبصار.

اقرأ/ي أيضًا: كل ما تريد معرفته عن لعبة بوكيمون جو!

دلالات عديدة

مما لا شك فيه، أن النجاح الساحق الذي حققته بوكيمون غو ينذر بإشارات عديدة، فهي اختبار لا مثيل له لتكنولوجيا الواقع المعزز (AR) في عالم الترفيه، علمًا بأن اللعبة ليست الأولى من نوعها، لكنها تعزز حقيقة مفادها أن المستقبل القريب هو لعالم الواقع الافتراضي (VR).

بالرغم من أن تكنولوجيا الـ(VR) لا تزال محدودة الانتشار، إلا أن تطبيقاتها وأجهزتها المشغلة تخضع للتجريب والتطوير المستمر من قبل عمالقة التكنولوجيا في العالم، كما لا تكاد تخلو زوايا أي من المعارض التكنولوجية من تلك الأجهزة.

لا يقتصر الحديث هنا عن تكريسها لعالم الألعاب والترفيه فحسب، بل ستوفر تلك التكنولوجيا تجربة فريدة من نوعها في عالم الاتصال، كما يجري تطويرها لأغراض تعليمية هادفة، بل وحتى علاجية.

فها هي مايكروسوفت تجري تجريبًا مبدئيًا لتطبيقات تقنية "التخاطر"، أو (Holoportation)، إذ بات بإمكانك التفاعل مع المتصل بهم وكأنهم في غرفتك، بدلًا من مكالمات الفيديو التقليدية. وها هي شركات مطورة أخرى تختبر نظارات الـ(VR) لأغراض تعليمية، كالغوص في أعماق جسم الإنسان ومشاهدة أدق تفاصيله.

بدورها، تواصل شركات تصنيع الكاميرات الرقمية عملها لتسخير بعض منتجاتها لخدمة تلك التقنية وإنتاج عوالمها، خاصة "كاميرات 360 درجة"، والتي يجري اختبارها وتطويرها بشكل مستمر.

إذن فتكنولوجيا الواقع الافتراضي في طريقها إلينا، وما انتشارها إلا مسألة وقت، وهي التي إن غزت عالمنا، لن تكون ذات تأثير محدود كلعبة البوكيمون وليدة عالم الـ(AR) تلك، بل ستقتحم حياتنا لتحدث تغييرًا جوهريًا على سلوكنا الاتصالي والترفيهي وحتى المعرفي.

اقرأ/ي أيضًا:

ماذا لو تحولت السماء إلى شاشة؟

تطبيقات من جوجل تجعل حياتك أسهل!