15-مايو-2023
حكمنتهاعلغ

مظاهرة تدعو لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا. (علا سليمان)

أطلقت منصة صوت للبودكاست سلسلة جديدة بعنوان "وراء الشمس"، وفيها توثق شهادات لناجين من معتقل صيدنايا التابع للنظام السوري الذي وصفته منظمة العفو الدولية بالمسلخ البشري.

السلسلة أنتجت بالاشتراك مع منظمة حملة من أجل سوريا وبالتعاون مع المركز السوري للعدالة والمساءلة، وتروي شهادات لأعضاء من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، وهو السجن الذي لا يزال النظام السوري يعتقل فيه ما قدر في عام 2018 بحوالي 2500 سجين سياسي.

رنيم أحمد، وهي واحدة من الناجيات اللواتي يوثقن شهادتهن في السلسلة، تقول: "سلسلة وراء الشمس تحكي عن الانتهاكات التي يستمر النظام السوري بارتكابها بدون أي محاسبة والتي يجب أن تكون سببًا كافيًا لعدم التطبيع مع الأسد، خاصة أننا نشهد اليوم تسارعًا غير مسبوق من قبل حكام دول عربية من أجل مد يد المصافحة وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام لم يوفر على مدى السنوات ال ١٢ الماضية وسيلة ولا سلاح إلا واستخدمه ضد الشعب السوري بما فيها الاعتقالات التعسفية والتغييب القسري والتعذيب الممنهج في حق الآلاف."

سلسلة "وراء الشمس" تروي شهادات لأعضاء من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، وهو السجن الذي لا يزال النظام السوري يعتقل فيه ما قدر في عام 2018 بحوالي 2500 سجين سياسي.

يشير تقرير أعدته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا إلى أن أكثر من 88% من ضحايا المعتقل كانوا دون الـ 37 من العمر عند اعتقالهم، وأن من بينهم أطفالًا وكبارًا في السن. كما يضيف أن معظم المعتقلين سوريون، إلا أنه شمل أيضًا معتقليين يحملون الجنسيات التركية والعراقية واللبنانية والفلسطينية.

يؤكد التقرير أيضًا أن التعذيب مورس من قبل السجانين التابعين للنظام ضد المعتقلين جميعهم من دون استثناء، وأنهم جميعًا تعرضوا للتعذيب الجسدي، في حين تعرض أكثر من 97% منهم للتعذيب النفسي وحوالي 30% للتعذيب الجنسي. وقد شملت أساليب التعذيب عشرين أسلوبًا من أهمها الضرب بالعصي والجَلد وعجلة تكسير العظام، كما حرم معظم المعتقلين من الطعام وعذبوا بالصعقات الكهربائية.

منظمات دولية عديدة سلطت الضوء على سجن صيدنايا والانتهاكات التي تمارس فيه، ففي عام 2016 نشرت منظمة العفو الدولية تقريرًا دعا إلى محاسبة النظام السوري على الفظائع التي تمارس بحق المعتقلين، وأكدت أن حوالي 13.000 من سجنائه قُتلوا تحت التعذيب منذ عام 2011 وحتى صدور التقرير، ونقلت جثثهم لتدفن في قبور جماعية، كما اتهمت النظام السوري ورئيسه بالمسؤولية المباشرة عن هذه الفظائع.

ت

وفي العام الماضي نشرت قناة الجزيرة برنامجًا وثائقيًا بعنوان "حفار القبور"، يتضمن شهادة حصرية لأحد حفاري القبور الجماعية التي دفن فيها آلاف الضحايا من سجن صيدنايا، وقد كان الشاهد الرئيسي في محاكمات في ألمانيا ضد النظام السوري.

الشاهد كشف عن أماكن المقابر الجماعية، وأكد التفاصيل التي أوردها تقرير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.

سلسلة "وراء الشمس" تنشر حلقة واحدة أسبوعيًا، وهي تأتي في ظل تسابق الحكومات العربية للتطبيق مع نظام الأسد رغم الأدلة الكثيرة والمؤكدة على ارتكابه فظائع إنسانية عديدة ضد السوريين.