30-مارس-2024
محيط مجمع الشفاء الطبي (AFP)

جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن اقتحام طويل لمستشفى الشفاء، رغم مرور أسبوعين على دخوله (AFP)

كشفت المعارك حول مجمع الشفاء الطبي، عن مرونة كبيرة لعناصر المقاومة الفلسطينية خلال عملياتهم الهجومية على قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المستشفى وانتشرت في محيطه.

وبعد 6 أشهر من العدوان على قطاع غزة، فإن المقاومة الفلسطينية تواصل الاشتباك مع جيش الاحتلال. والمفارقة في ذلك، أن الاشتباكات تعود إلى ذات المناطق التي اقتحمها الاحتلال الإسرائيلي سابقًا.

وفق معهد دراسة الحرب، فإن عناصر المقاومة الفلسطينية، تمكنوا من تنفيذ أكثر من 70 عملية استهدفت جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء

وبحسب تقديرات استراتيجية وعسكرية، فإن السلوك الإسرائيلي على قطاع غزة المدمر والمميت بشكلٍ غير مبرر، وتشكك هذه التقديرات في قدرته العسكرية.

ووفق معهد دراسة الحرب، فإن عناصر المقاومة الفلسطينية، تمكنوا من تنفيذ أكثر من 70 عملية استهدفت جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي الثاني على المجمع الطبي في 18 آذار/مارس.

ويشير التحليل، إلى أن هذا المعدل المرتفع في الهجمات، يؤكد أن الفصائل الفلسطينية تحتفظ بدرجة كبيرة من الفعالية القتالية ف في المنطقة، على الرغم من استمرار الحملة التي يصفها الجيش الإسرائيلي بـ"التطهير" حول مدينة غزة.

ويقول اللواء المتقاعد الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لنتنياهو في الحكومة السابقة، يعقوب عميدو: إنّ "إسرائيل سحبت معظم قواتها من الشمال، وتعتمد هناك على الغارات الدورية التي ستستمر لعدة أشهر". واصفًا العمليات بأنها "تطهير وتنظيف للمنطقة".

ووصف شهود عيان داخل مجمع الشفاء لـ""نيويورك تايمز" الاقتحام الإسرائيلي للمجمع الطبي، الذي نزحوا إليه مع العديد من المدنيين الآخرين. ويقول عز الدين الدالي، الذي يقيم على بعد أقل من كيلومترين عن الشفاء، للصحيفة الأمريكية: "نسمع باستمرار الضربات وإطلاق النار ليلًا ونهارًا، ونرى دخانًا يتصاعد من المباني"، وأضاف: "القوات الإسرائيلية أشعلت النيران في العديد من المنازل بالمنطقة بعد إجلاء سكانها".

ويتابع الدالي البالغ من العمر 22 عامًا، في رسالة صوتية أرسلها الخميس: "حجم الدمار من حولنا لا يوصف. تم حرق المنازل حتى التي لم تتحول إلى أنقاض".

وفي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، احتدم القتال طوال الأسبوع الماضي، بعد اقتحام الاحتلال مستشفى الأمل، ومن ثم مستشفى ناصر الطبي.

وأدى العدوان الإسرائيلي إلى إخراج معظم مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة أو العمل في أقل قدرة لها. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس الماضي: " تعتبر خسارة مستشفى الأمل بمثابة ضربة أخرى للنظام الصحي المتهالك بالفعل"، وأضافت اللجنة: "مقابل كل مستشفى يتأثر بشكل مباشر بالعمليات العدائية، يفقد آلاف المرضى إمكانية الوصول إلى الرعاية الطارئة".