09-ديسمبر-2017

يشهد المغرب غليانًا عقب قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس (تويتر)

يشهد المغرب غليانًا سياسيًا وشعبيًا عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بصفتها عاصمة لإسرائيل، في وقت تدعو فيه حركة "حماس" الرباط إلى عقد اجتماع طارئ للجنة القدس، التي يمثلها الملك محمد السادس.

بعث الملك محمد السادس رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ينبه فيها إلى خطورة القرار الأمريكي الأخير

خطوات سياسية
واتخذ المغرب مبكرًا عدة خطوات دبلوماسية على أكثر من جبهة، حيث استدعت الخارجية المغربية فورًا القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط، ستيفاني مايلي، على خلفية قرار دولتها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها، وخلال هذا الاستدعاء سلم رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، الممثلة الأمريكية "رسالة خطية"، من العاهل المغربي إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يعرب فيها عن "الانشغال العميق إزاء الإجراء الذي تنوي الإدارة الأميركية اتخاذه" حيال مدينة القدس الشريف.

اقرأ/ي أيضًا: السفارة الأمريكية إلى القدس.. متابعة إعلامية وردود دولية غاضبة

ومن جهة أخرى، بعث الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ينبه فيها إلى خطورة القرار الأمريكي الأخير، قائلًا: إن "المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، كما قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عن تأجيج العنف والتطرف"، وأضاف أن القدس ليست فقط قضية الفلسطينيين بل أيضًا قضية الأمة العربية والإسلامية٬ لكون القدس موطن المسجد الأقصى المبارك ٬أولى القبلتين وثالث الحرمين".

وعقد البرلمان المغربي بمجلسيه، النواب والمستشارين، جلسة عمومية مشتركة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، كما تطرق المجلس الوزاري الحكومي لتطورات وضع القدس، حيث قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية إن "المغرب كان وسيظل دائمًا مدعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تأسيس دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف".

اقرأ/ي أيضًا: استياء مغربي.. علم "إسرائيل" يرفع في كوب22!

يُذكر أن للرباط ممتلكات بالقدس الشريف، حيث توجد معظم أوقاف المغاربة بالقدس قرب حائط المبكى (حائط البراق)، وهي بنايات قديمة يرجع البعض منها إلى عهد الدولة المرينية، وتوجد أيضًا خارج السور بقعة أخرى مساحتها 400 متر مربع قرب مقبرة المسلمين، كما تورد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

غضب شعبي

وعلى إثر اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا بالقدس كعاصمة لإسرائيل، شهد المغرب، أمس الجمعة، مسيرات شعبية غاضبة في عدد من المدن المغربية، منها مراكش وفاس والدار البيضاء، استجابة لنداءات هيئات متعددة من المجتمع المدني والحزبي، واحتشد آلاف المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة، مرددين شعارات من قبيل "يا حكام الذل والعار.. الشعوب لن تنهار"، و"يا ترامب يا ملعون.. القدس في العيون"، و"الشعب يريد تحرير الأقصى"، كما طالبوا حكام العرب باتخاذ قرارات أكثر جرأة ضد ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي.

بجانب ذلك، تجمع متظاهرون أمام مقر القنصلية الأمريكية بالرباط ليلاً، احتجاجًا على قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، القاضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، التي اعتبرها عاصمة لإسرائيل، رافعين شعارات التضامن مع فلسطين والتنديد بالكيان الصهيوني، ويؤكدون "عدم اعترافهم بإسرائيل من الأساس أو أن تكون القدس عاصمة لها".

تفاعل المغاربة بشكل كثيف مع تطورات وضع القدس على مواقع التواصل، معبرين بطرق مختلفة عن سخطهم اتجاه ما آلت إليه الأوضاع

هذا ونشرت جمعيات مدنية مغربية، مثل "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني"، بيانات منددة بالمساس بوضعية القدس، داعين إلى مظاهرات وطنية حاشدة الأحد المقبل، اليوم الذي دأب فيه المغاربة على التظاهر بكثافة حول القضايا التي تهم الرأي العام منذ احتجاجات "حركة 20 فبراير" خلال 2011.

وقد تفاعل المغاربة بشكل كثيف مع تطورات وضع القدس الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين بطرق مختلفة عن سخطهم اتجاه ما آلت إليه قضية القدس، و في نفس الوقت كاشفين عن إحباطهم للضعف والهوان الذي أصاب البلدان العربية.

تجدر الإشارة إلى أن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب وجهت تحذيرات لرعاياها في تمثيلياتها الدبلوماسية وكذا المواطنين الأمريكيين، من "اندلاع التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في مختلف المدن المغربية، التي قد تكون عنيفة في بعض الحالات"، بعد إقرار ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.

ودعت القنصلية في بلاغ لها، على موقعها الرسمي، رعاياها بضرورة توخي الحيطة والحذر، ومراجعة النصائح الأمنية الواجب اتباعها في مثل هذه الظروف، وكذا متابعة الأخبار المحلية ومستجداتها بهدف تجنب الأماكن المحتمل أن تشهد مظاهرات حاشدة ضد أمريكا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأمازيغ وفلسطين.. لسوء الفهم حصة

وزير إسرائيلي في مجلس المستشارين المغربي.. استنكار وغضب واسع