15-يناير-2016

تحالف المقهورين هو العنوان الأبرز للعلاقة الطبيعية المفترضة بين الأمازيغ وفلسطين (أ.ف.ب)

بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2966، خطر لي أن أقوم بتجربة أقطع من خلالها الشك باليقين وأرسل رسالة طويلة مفادها أن النظرة "القاسية" التي ينظر بها الكثير من الأمازيغيين، أمازيغ المغرب تحديدًا، للقضية الفلسطينية تبقى غير مبررة وليست سوى "فخ" معد بإحكام من لدن أعداء الأمازيغ والفلسطينيين معًا، أي أعداء الاعتراف بحق هؤلاء وآدميتهم، ولا أجد حرجًا في وضع النقاط على الحروف ووصف المعني بالأمر تحديدًا وهو ليس سوى الكيان الصهيوني. وذلك بعيدًا عن نظرية المؤامرة التي قد تتبادر لأذهان البعض، فما أتحدث عنه موثق ومسجل، هذا الكيان الصهيوني الذي لا يدخر أدنى جهد في سعيه "لكسب ود" الطرف الأمازيغي، ونفث سمومه تجاه عدوه الكلاسيكي.

أدعو أنصار الأمازيغية وحماتها الرئيسيين إلى مراجعة أنفسهم والتأكد مليًا ممن يحملون صفة "العدو الحقيقي" لهم ولقضيتهم العادلة

عبر صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتبت تهنئة خاصة لكل الأمازيغ الأحرار في شتى بقاع العالم، مع الإشارة إلى افتخاري الشديد بأصلي، كي لا أترك فرصة لمن يصرون على أنني أتبرأ من الأمر متبنيًا قضايا "أبعد من همومنا الآنية"، وذلك في تجنٍّ آخر سافر على القضية المركزية والأولى لنا جميعًا وهي فلسطين، وهذا ليس من باب العزف على منوال "المدافع عن كل قضايا الكون والهارب من وجه قضيته"، بل تصحيحًا للذات والذات الجمعية على الملأ، أكثر من أي تفسير آخر .

جاءت "التجربة"، التي لم ينتبه لها البعض وتفطن لها آخرون، "حبلى" بالدروس والعبر كيف لا والصفحة التي ينقسم زوارها بين أبناء فلسطين وباقي الجنسيات العربية الأخرى وفئات من أبناء منطقتي الأمازيغيين. انخرط الجميع في إرسال التهاني لكل الأمازيغيين الأحرار دون أي إشارة تقلل من شأنهم أو تحط من قدرهم، والأجمل أن هناك رسائل قادمة من أكراد سوريا مثلًا، ومن الجارة الجزائر ولبنان وغيرها الكثير من الوطن العربي الكبير.

إحدى الصديقات الفلسطينيات تطوعت لإعداد أكلة "تكلا"، الأمازيغية الشهيرة، التي تعد كطبق رئيسي يوم الاحتفال برأس السنة، بعد أن بحثت وسألت عن وصفاتها وما يتطلب الأمر قصد تحضيرها، الآن يحق لي أن أتساءل، هل يستحق منكم أبناء فلسطين "إقحامهم" في نزاعاتكم مع الحكومة المغربية مثلًا؟ متى ستكتشفون أنكم ضللتم الطريق؟

بمنتهى الأمانة أدعو أنصار الأمازيغية ومن نصبوا أنفسهم حماتها الرئيسيين إلى مراجعة أنفسهم والكف عن خلط الحابل بالنابل والتأكد مليًا ممن يحملون صفة "العدو الحقيقي" لهم ولقضيتهم العادلة، ومن يقفون حجر عثرة في طريقهم لنيل حقوقهم المشروعة النبيلة التي لا ينكرها سوى جاحد. ولا تنسوا أن الأنظمة العربية كلها وعلى رأسها الموجودة بشمال أفريقيا لم تقدم إلى فلسطين أي شيء سوى الخيانات والطعن من الخلف، وهذا لعمري دليل كبير على أن وحدة الصف هي التي يجب أن تسود مع استحضار الكثير من القواسم المشتركة التي تظل موجودة ولا تخفى على القاصي والداني.

أجزم أن أغلب الأمازيغ الأحرار، سواء في المغرب أو في بلاد الجوار، يملكون نظرة ثاقبة للأمور ولن تخفى عليهم كل هذه المكائد والدسائس، والمطلوب التصدي لمثل هذه الألاعيب، كي نرتقي بصورتنا وعدالة مطالبنا دون أن نبحث عن "شماعة" نعلق عليها فشلنا في إيصال صوتنا للعالم بأسره، أما عن فلسطين وأبنائها فدققوا جيدًا كي تروها بالشكل الأمثل والسليم ولا تكترثوا بنشرات الأخبار العربية الجوفاء التي لم ترسخ سوى "ظلم" هذا الشعب البطل المغوار، فلا تقفوا في الصف الخطأ وتتركوا مكانكم الرئيسي الأصلي شاغرًا، قليلًا من الحكمة والروية يا إخواني ولا تظلموا فلسطين مرتين.

اقرأ/ي أيضًا:

داعش.. محاولة أخرى في اغتصاب فلسطين

بأي ذنبٍ قُتل؟