22-يناير-2024
مايك جونسون واللوبي الصهيوني

(Getty) كانت جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل "إيباك" أكبر جهة مانحة لجونسون في عام 2023

تبرعت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة باسم "إيباك"، بحوالي 95 ألف دولار لرئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، في تشرين الثاني/نوفمبر، وفقًا لموقع "ذا إنترسبت" الأمريكي.

وكانت جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل "إيباك" أكبر جهة مانحة لجونسون في عام 2023، حيث ضخت الأموال في خزائن حملته بعد أن قاد تمرير حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل، بعد بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتبرعت "إيباك" بما مجموعه 104 آلاف دولار لجونسون العام الماضي، وجاءت معظم المدفوعات منذ بداية حرب غزة وبعد انتخاب جونسون رئيسًا لمجلس النواب في أواخر تشرين الأول/أكتوبر. وهذا أكثر من أربعة أضعاف المبلغ الذي تبرعت به المجموعة والذي يبلغ 25 ألف دولار تقريبًا لحملته الأخيرة للكونغرس، عندما كانت أيضًا أكبر المتبرعين له.

جاء التدفق النقدي بعد فترة وجيزة من قيادة جونسون، الذي كان آنذاك رئيسًا جديدًا لمجلس النواب، لتمرير مجلس النواب حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل

وتعتبر "إيباك"، اللوبي الأبرز والرئيسي الداعم لإسرائيل، حيث تقدم الأموال للمشرعين من كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين من أجل الحفاظ على السياسات المؤيدة لإسرائيل أو تعزيزها. 

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المجموعة جهة فاعلة أكثر حزبية، وركزت أنظارها على المنتقدين الديمقراطيين لإسرائيل. إذ جندت منافسين أساسيين للأعضاء التقدميين في الكونغرس وأطلق اللوبي الصهيوني، من خلال لجنة العمل السياسي، مشروع الديمقراطية المتحدة وأنفق من خلاله ملايين الدولارات للمساعدة في هزيمة المرشحين الديمقراطيين الذين يعبرون عن قلقهم أو دعمهم لشعب فلسطين بأي شكل من الأشكال.

وقال جيمس زغبي، مؤسس ورئيس المعهد العربي الأميركي لـ"ذا إنترسبت"، إن مساهمات المجموعة في الحملة الانتخابية لها غرضان: "مكافأة المرشحين الذين يصوتون لصالحهم" و"كهراوة تُستخدم لإبقاء الناس في صف واحد"، مستشهدًا بماضي إيباك، في مهاجمة الإعلانات ضد السيناتور بيرني ساندرز والنائبة سمر لي والنائب جمال بومان. 

من جانبه، قال ستيفن والت، المؤلف المشارك لكتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"، لموقع "ذا إنترسبت"، إن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط هي قضية السياسة الخارجية التي تتمتع بها جماعات الضغط بأكبر قدر من التأثير. 

وأضاف والت، أستاذ العلاقات الدولية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد: "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ربما تكون هذه هي القضية الوحيدة التي كان للمال في السياسة أكبر تأثير سلبي فيها".

وتلقى جونسون عدة تبرعات صغيرة من "إيباك" في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، تراوحت بين 10 إلى 500 دولار في المرة الواحدة. ومع ذلك، زادت هذه التبرعات بشكل كبير في الشهر التالي، عندما تلقى جونسون ما مجموعه 71 دفعة تصل قيمة كل منها إلى 5000 دولار، بدءًا من 5 تشرين الثاني/نوفمبر وتنتهي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

وجاء التدفق النقدي بعد فترة وجيزة من قيادة جونسون، الذي كان آنذاك رئيسًا جديدًا لمجلس النواب، لتمرير مجلس النواب حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل، وهو اقتراح عمل من أجل تسريعه من خلال فصل عشرات المليارات من المساعدات المخصصة لأوكرانيا واستخدام أموال مصلحة الضرائب لتمويلها. وبمجرد تمرير مشروع القانون في مجلس النواب، حث جونسون مجلس الشيوخ على الموافقة عليه في أسرع وقت ممكن. 

وقال حينها: "هذه مساعدة ضرورية وحاسمة في الوقت الذي تناضل فيه إسرائيل من أجل حقها في الوجود"، وفق تعبيره.

وأيدت أيباك "بصوت عالٍ إرسال مساعدات إضافية إلى إسرائيل". في تغريدة أواخر تشرين الأول/أكتوبر ووصفت المجموعة مشروع القانون بأنه محاولة "للتمويل الكامل للمساعدات الأمنية الحيوية لإسرائيل". وفي أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت المجموعة المشرعين الذين أعربوا عن معارضتهم لمساعدة الجيش الإسرائيلي أو نشر الوعي بالأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة.

وبدأ جونسون، وهو مؤيد ثابت لإسرائيل، خطابه بالحديث في مؤتمر الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس، بالقول إن "تضامن الفرقة [النائبات التقدميات في الكونغرس] مع شعب فلسطين يعكس اتجاهًا مثيرًا للقلق من معاداة السامية"، وفق زعمه.

قال جيمس زغبي، مؤسس ورئيس المعهد العربي الأميركي لـ"ذا إنترسبت"، إن مساهمات المجموعة في الحملة الانتخابية لها غرضان: "مكافأة المرشحين الذين يصوتون لصالحهم" و"كهراوة تُستخدم لإبقاء الناس في صف واحد"

خلال رحلة إلى إسرائيل عام 2020، والتي رعتها منظمة غامضة غير ربحية، ادعى جونسون أنه "ليس صحيحًا، أن الفلسطينيين مضطهدون في هذه المناطق، ويعيشون حياة فظيعة"، مضيفًا "لم نر أيًا من ذلك". 

وزار جونسون خلال رحلته مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وقد تم تمويل رحلته الأولى إلى إسرائيل، في عام 2017، من قبل مؤسسة التعليم الأمريكية الإسرائيلية، وهي المنظمة الشقيقة لـ"إيباك" والتي "تعتبر وفودها إلى إسرائيل طقوس مرور في الكونجرس"، بحسب موقع "ذا إنترسبت".

وختم الأستاذ والت حديثه لـ"ذا إنترسبت"، بالقول: "المفتاح هو عدم وجود مجموعات مماثلة على الجانب الآخر. لا توجد مجموعة من لجان العمل السياسي المؤيدة للفلسطينيين أو العرب الأمريكيين تتمتع بنفس الموارد تقريبًا".