11-ديسمبر-2017

أطلس سوريا لـ مصطفى يعقوب

رتابة 

عندما تمر بنا المأساة

على مهل

 مترهلة كمشرد

في محطة قطار

يجر خيباته وروائحه

نهتف:

لتسقط الحرب

ليسقط الموت أيضًا

لكن ما يحدث

أننا بعد حرب ونيّف 

ننسى الشهداء

ننسى أحلامهم نواياهم

ننسى القاتل أيضًا

ونعود ليومياتنا الرتيبة

لأحلامنا وخيبات رجائنا

فلا نحيي ذاكرتنا الميتة

بعد ألف نكسة  

كيف نُنسي أرواحنا الشرود؟

ذلكم المجرمون

وذلكم لحم أطفالنا

وتلك حقائبهم

وذلك زغبهم

وتلك أرغفتهم

ترفق بهم أيها الوجود

خذهم مع أحلامهم

ودفاترهم وكتبهم

هذا العالم لا يسعهم

هذا العالم لا يستحقهم

هذا العالم

سلة بلا قعر نسكنه.

 

في ظلمة الغرف

يحدث أن أصرخ

ويحدث أيضًا

 أن أناديك..

ليس هناك ما يجعلني أنسى

أكثر من الصراخ

في ظلمة الغرف..

أيتها المرأة لا تأتي!

يكفي أن أردّد اسمك عاليًا

فيأتي ملك النسيان

لبعض الوقت

يزورني

يهدهد خاطري

فيعلو الموت قليلًا

فوق الذاكرة

ثم يحدث أن نختلف

على من صنعت

ذاكرته أولًا لعبة التناسي

فلم ينته ندائي على

الجمادات مذ جئت

ولا على الصور

والأرواح..

جسدك الآسر

وصراخي الأزليّ

يشعر أنني بالرضى حين

يصلك شغبي الآثم

وتصلك بحة صوتي

بحروفها

مودعة حبال الشوق

في عتمتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من ديوان القدس

أشياء تنزل من أماكن عالية