20-أغسطس-2016

60 في المئة من المهاجرين غير الشرعيين من مصر إلى إيطاليا هم من القصر(ساكيس ميتروليديس/أ.ف.ب)

القصة بدأت من مدينة رشيد، إحدى المدن التي تحمل أحد فروع النيل، اضطر والدا أحمد أن يتحديا الفقر والمرض، وقاما بإرسال ابنهما أحمد عبر البحر في زورق مطاطي، للعبور إلى إيطاليا ومعه وصفات طبية ونتائج فحوصات أخيه الذي يعاني مرضًا نادرًا في الدم. استطاعت الأسرة أن تجمع عشرة آلاف جنيه مصري بشق الأنفس لإعطائها إلى المهرب الذي سينقل الولد إلى إيطاليا عبر البحر.

خاطر أحمد، ذو 13 عامًا، بركوب القارب العابر للمتوسط إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وعند وصوله أطلق عليه الإيطاليون لقب بطل لمبيدوزا الصغير

اقرأ/ي أيضًا: اللاجئون السوريون ضحايا أساطير المجاهدين

خاطر أحمد، ذو 13 عامًا، بركوب القارب العابر للمتوسط إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وعند وصوله، طالب الفتى الصغير السلطات الإيطالية برؤية طبيب ليشرح له وضع أخيه وطبيعة مرضه. لم يصدق الإيطاليون هول ما عاشه "أحمد" عبر البحر ليساعد شقيقه. أطلقت الصحف الإيطالية تسمية "بطل لامبيدوزا الصغير"، على الصغير، ثم لقي طلبه اهتمام السلطات الإيطالية حتى أن مستشفى كاريجي في فلورنسا عرض استقبال شقيق أحمد وعلاجه.

إعلاميًا، أثرت قصة الفتى المهاجر أحمد وشقيقه في عمدة فلورنسا السابق ورئيس الوزراء الحالي ماتيو رينزي، الذي طلب من السلطات المختصة معالجة شقيقه، حسب صحيفة "كورييه ديلا سيرا" الإيطالية. وسيتم نقل المريض وأسرته إلى إيطاليا، في حين ستتولى هيئة خاصة بالمهاجرين القاصرين غير المرافقين استقبال أحمد قرب فلورنسا، كما قالت الصحيفة.

مصر وهجرة القاصرين

حادثة أحمد ليست نادرة رغم نبل هدفها، فرئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، السفير جيمس موران، كان قد ذكر أن 60% من المهاجرين غير الشرعيين من مصر إلى إيطاليا هم من القصر، وبحسب تعداد لمنظمة الهجرة العالمية، من أصل 100 ألف مهاجر وصلوا هذا العام، 13705 هم من القاصرين، من دون رفقة أحد.

ووفقًا لآخر الإحصاءات التي أجرتها وزارة الخارجية الإيطالية فإنه من الفترة بين الأول من كانون الثاني/يناير والأول من تموز/يوليو هذا العام، وصل حوالي 70 ألف مهاجر غير شرعي لإيطاليا، بينما قدرت الهجرة غير الشرعية للقصر بـ 12 ألفًا في العام الماضي. ويذكر التقرير، بالتفصيل، في جزء خاص بالمهاجرين القصر القادمين دون أهلهم، أن معظم الأطفال الواصلين، حسب ترتيب عددهم، هم من إريتيريا، مصر، الصومال، غامبيا ونيجيريا.

حادثة أحمد ليست نادرة رغم نبل إذ إن 60% من المهاجرين غير الشرعيين من مصر إلى إيطاليا هم من القصر

اقرأ/ي أيضًا: الرقابة على الطعام في مصر: قانون غائب وضمير مستتر!

فساد المنظومة الصحية في مصر: المقدمات تؤدي إلى النتائج

لا يخفى على أحد كيف أن المنظومة الصحية في مصر تعاني من الفساد، الذي بات فوق القانون، ويشاع القول إن "مصر بلد لا يمكنك أن تمرض فيه وأنت فقير". ففي آيار/مايو الماضي، أعلن وزير الصحة المصري، أحمد عماد، خلال مؤتمر صحفي، أن مجلس الوزراء قد وافق على رفع أسعار الأدوية، التي يقل سعرها عن 30 جنيهًا بنسبة 20%، ويأتي هذا القرار بعد اختفاء نحو 4 آلاف صنف من الدواء من السوق المصري بسبب أن الشركات لم تعد تنتجها لزيادة تكلفتها مع بقاء أسعارها ثابتة مما جعل عددًا من هذه الشركات تغلق مصانعها. وهو الخبر الذي أثار حفيظة الفقراء ومحدودي الدخل المطالبين بتوفير نوع مكلف من الدواء شهريًا.

والجدير بالذكر، أن مصر تعاني تراجعًا كبيرًا في القطاع الصحي يلحظه المواطنون المدنيون بشكل جلي، ويُشاع أن الخدمة التي تقدم للمواطن المدني هي أقل بكثير مما يجب أن تكون عليه بالإضافة إلى أنها لا تخضع لأي رقابة، أما المستشفيات العسكرية ومستشفيات الجيش فهي صاحبة الميزانية الأكبر ولكنها لا تقدم أي خدمات للمدنيين!

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم البحر الأبيض المتوسّط.. أحلام أفريقية موؤودة

"أوروبا الجديدة" التي تكره اللاجئين