07-يوليو-2021

لوحة لـ مانويل ميلاريس/ إسبانيا

أجلسُ الآن منفردًا،

أضعُ قدميَّ على كرسيٍ أزرق،

تغوصُ الأقدام المتصلّبة فيه،

وتنفلتُ مني مرساة الذكريات.

 

أتذكرُ ذاك الغريق الذي يشبهني؛ أتذكرهُ جيدًا،

كيف ينادي النجدة في الغيهب القاتم..

وأتمددُ مثله في قاع الصمت،

كما يتمدد البحر الأسود في داخلي،

ومثلما يمد الظلام يده إلى وجه النهار،

قاطفًا وردة الصُّبح،

يصمت ذاك الغريق وأغرق معه

 

يا ربُّ لقد سكتت تلك الفتاة، منذ آخر اتصالٍ لها،

وصارت صامتةً كسمكةٍ حزينة، في بحرٍ من الدَّمع صنعته العيون.

 

واللَّيل يأتي محملًا بالجرذان، ومكتنزًا بالظلام، يطفئُ جمرة سيجارته الأخيرة في عينيّ، ليعميني،

ويقتلني بدمٍ باردٍ بمرساة ظلامه، التي تسقط عليَّ من كلِّ الجهات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

8 رصاصات

وحدي على النهر أغنيةً