03-ديسمبر-2023
رجل فلسطيني تعرّض بيته للقصف في رفح جنوب قطاع غزة

تعرّض جنوب قطاع غزة لقصفٍ عنيف ومكثّف منذ انتهاء الهدنة (Getty)

لليوم الـ58 منذ بدء عدوانها، الثالث بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح الجمعة الفائت، واصلت "إسرائيل" حربها الهمجيةعلى قطاع غزة الذي تعرّض ليل السبت وفجر اليوم الأحد، إلى قصف مدفعي وجوي وبحري عنيف ومكثّف خلّف عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين.

واستهدف القصف الإسرائيلي أحياء الدرج والتفاح والشجاعية والصبرة بمدينة غزة، ومنطقة الصفطاوي شمال المدينة، ومدينة دير البلح ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، ومخيم جباليا شمالًا، ومدن رفح وخان يونس في جنوب القطاع الذي يتعرّض لقصف عنيف تمهيدًا لتوغل إسرائيلي مرتقب.

استُشهد عشرات الفلسطينيين، ليل السبت وفجر اليوم الأحد، جراء الغارات والقصف المدفعي والبحري الإسرائيلي المكثّف على شمال وجنوب قطاع غزة

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر محلية، باستشهاد 13 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بقصف جوي إسرائيلي استهدف منزلين لعائلتي "العصار" و"زقوت" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفجر اليوم الأحد، استُشهد ما لا يقل عن 7 فلسطينيين وأصيب آخرون، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في مخيم البريج وسط القطاع. فيما استُشهد 9 مواطنين على الأقل وجرح آخرون، إثر قصف مماثل طال منزلًا في حي الجنينة شرق رفح جنوب القطاع.

ونقل "التلفزيون العربي" عن مراسله في غزة، الأحد، استشهاد 15 فلسطينيًا في غارتين إسرائيليتين استهدفتا مخيم النصيرات. فيما استُشهد 8 فلسطينيين وجرح آخرون في قصفٍ طال منزلًا في مخيم البريج.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، في تصريحات صحفية، إن آلاف الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض بغزة وشمال غزة، مؤكدًا وجود عجز كبير في إمكانيات وآليات الدفاع المدني، وحاجته إلى إدخال طواقم وآليات لدعمه.

وأسفر القصف الإسرائيلي منذ انتهاء الهدنة صباح الجمعة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن استشهاد أكثر من 240 شخصًا، وإصابة ما يزيد عن 650 آخرين. فيما ارتفع عدد ضحايا العدوان منذ بدايته في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلًا وأكثر من 4 آلاف امرأة، إضافةً إلى أكثر من 37 ألف مصاب.

أما ميدانيًا، فأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد، تفجيرها نقطة تموضع لنحو 60 جنديًا إسرائيليًا شرق حجر الديك وسط قطاع غزة.

وقالت في بيان: "تمكّن مجاهدو القسّام من رصد تمركز لعشرات من جنود الاحتلال (60 جنديًا) داخل خيام في نقطة تموضع لهم شرق جحر الديك، فقام المجاهدون بزراعة 3 عبوات مضادة للأفراد بشكل دائري حول التمركز، وفي تمام الساعة 4:30 تم تفجير العبوات في جنود الاحتلال".

وأضافت الكتائب أن مقاتليها تقدّموا بعد تفجير العبوات إلى التجمع: "للإجهاز على من تبقى من أفراد القوة وانسحب المجاهدون إلى مواقعهم بسلام بعد إيقاع عدد كبير من جنود الاحتلال قتلى".

رجل من الدفاع المدني في بيت تعرّض للقصف

من جهته، أعلن جيش الاحتلال، صباح اليوم الأحد، مقتل ضابط وجندي خلال المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

كما أفادت الإذاعة الإسرائيلية، نقلًا عن قائد سلاح المدرعات في جيش الاحتلال، أن قوات الأخير تستعد لتوسيع عملياتها البرية لتشمل مناطق أخرى في قطاع غزة.

دوليًا، انتقد الرئيس الكوبي ميغيل ماريو دياز – كانيل برموديز الهجمات والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، واصفًا في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر "كوب 28" في الإمارات، أمس السبت، ما يشهده القطاع بأنه "إبادة جماعية".

وقال ميغيل دياز كانيل خلال كلمته: "أود أن أذكّركم بأنه وعلى بعد 2000 كيلو متر من هنا، أي في غزة، هناك إبادة جماعية تحدث". مؤكدًا أن ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة: "أعمال إرهابية".

ووصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في تغريدة له على منصة "إكس"، العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "ممارسات نازية"، حيث قال: "إنهم يقولون إن هذه ليست نازية؛ قَتل 5300 طفل وطفلة فلسطينية ممارسة نازية، رغم عدم إعجاب ضمير الغرب بهذه الحقيقة".

في المقابل، أكّد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، السبت، على ضرورة حماية "إسرائيل" للمدنيين في غزة، مشدِّدًا في الوقت نفسه على أن واشنطن لن تسمح لـ"حركة حماس" بالانتصار في الحرب.

وتعتزم وزارة الدفاع البريطانية إجراء طلعات استطلاعية في أجواء شرق البحر الأبيض المتوسط، وفوق قطاع غزة، بهدف تقديم معلومات استخباراتية لدولة الاحتلال بدعوى دعم: "الأنشطة المستمرة لإنقاذ الأسرى"، لدى "حماس".