تواصل آلة الحرب الإسرائيلية، لليوم الـ26 على التوالي، استهداف المدنيين في قطاع غزة وارتكاب المجزر بحقهم، حيث ارتكب جيش الاحتلال، بعد ظهر أمس الثلاثاء، مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وجرح 400 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير حي كامل.
وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن الاحتلال استهدف حيًا سكنيًا كاملًا في مخيم جباليا، شمال غزة، باستخدام 6 قنابل تزن القنبلة منها طنًا.
ومنذ ليل الثلاثاء وحتى صباح اليوم، الأربعاء، استهدفت مدفعية الاحتلال وطيرانه مناطق متفرقة في القطاع، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جراء قصف الاحتلال منزلًا غرب بلدة جباليا شمال القطاع.
ونقلت الوكالة عن مراسلها في غزة وصول 8 شهداء وعدد من الإصابات إلى المستشفى الإندونيسي بعد استهداف الاحتلال منزلًا في (بلوك 2) بمخيم جباليا. وأضافت أن عدة شهداء ارتقوا في قصف منزل غرب مسجد الدعوة في مخيم النصيرات وسط القطاع.
حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من توقف المستشفيات عن العمل مساء اليوم، الأربعاء، جراء نفاد الوقود
وقالت مصادر محلية إن 5 مواطنين على الأقل استشهدوا، وأُصيب أكثر من 40 آخرين بينهم أطفال ونساء، إثر قصف الاحتلال لمنزلين في خان يونس جنوب قطاع غزة. كما أشارت إلى قصف طائرات الاحتلال حي تل الهوا، قرب مستشفى القدس غرب مدينة غزة، بعدة صواريخ، فيما فتحت طائرات الاحتلال المروحية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين.
وفي سياق متصل، واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في شمال غزة، حيث أفادت وسائل إعلام محلية باندلاع اشتباكات عنيفة، الليلة الماضية، بين المقاومة وجيش الاحتلال على عدة محاور في شمال وغرب قطاع غزة.
وخاضت المقاومة، صباح اليوم، اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة جنوب حي الزيتون الواقع جنوب شرق مدينة غزة. كما أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن مقاتليها دمّروا آلية صهيونية متوغلة شرق الحي بقذيفة "الياسين 105". فيما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن محاولة قوات الاحتلال التوغل في منطقة عبسان شرق خان يونس.
وكان جيش الاحتلال قد اعترف صباح اليوم، الأربعاء، بمقتل 9 من جنود أمس الثلاثاء جرّاء استهداف المقاومة لعربتهم بصاروخ مضاد للدبابات شمالي قطاع غزة. كما أشار إلى إصابة 4 جنود آخرين بجروح خطيرة جراء استهداف المقاومة ناقلة جند من طراز "بانثر" (النمر) بصاروخ مضاد للدروع.
واعتبر وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أن مقتل الجنود الإسرائيليين في المعارك "ضربة قاسية ومؤلمة"، لافتًا إلى أن "الإنجازات الكبيرة" التي حققتها قواته في غزة، كما يزعم، تفرض ثمنًا باهظًا.
إنسانيًا، وجّهت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء استغاثة قالت إنه "الأخير" لتزويد مستشفيات القطاع بالوقود لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي عُقد مساء يوم أمس الثلاثاء: "ساعات تفصلنا عن توقف المولد الكهربائي الرئيسي في كل من مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي".
ووجّه نداء استغاثة: "إلى دول العالم لإنقاذ 42 طفلًا تحت أجهزة دعم الحياة في حضانات الأطفال، و62 جريحًا ومريضًا تحت التنفس الاصطناعي، و650 مريضًا بالفشل الكلوي، ومئات العمليات في غرف العمليات وغيرهم من المرضى والجرحى".
ومن جهة أخرى، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من توقف محطات المعالجة والتحلية وتوقف عمل المستشفيات، وفي مقدمتها المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء، جراء نفاد الوقود مساء اليوم الأربعاء.
