25-مايو-2024
قصف لا يتوقف في غزة

(Getty) من قصف إسرائيلي على حي الدرج في مدينة غزة

دقائق بعد قرار محكمة العدل الدولية بخصوص رفح، حتى نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مخيم الشابورة وسط مدينة رفح. فيما يتواصل القصف والحصار على قطاع غزة لليوم الـ232 من العدوان الإسرائيلي.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف في محيط محطة توليد الكهرباء.

وأطلق طيران الاحتلال الحربي "الأباتشي" نيرانه شرق مدينة دير البلح. وأدت غارات إسرائيلية عنيفة إلى سقوط شهداء في حي الدرج بمدينة غزة.

قالت المقررة الأممية المعنية فرانشيسكا ألبانيز: "إسرائيل كثفت هجماتها على رفح بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية وقف عمليتها في المدينة"

وأكد الدفاع المدني الفلسطيني سقوط 8 شهداء من الأطفال والنساء في استهداف الاحتلال منزلا في حي التفاح بمدينة غزة.

وأشار مستشفى العودة وسط مخيم النصيرات إلى وصول 3 شهداء بعد قصف منطقة وادي غزة.

وأصيب عدد من الفلسطينيين، جراء تعرض أحياء الشيخ عجلين، وتل الهوى، والزيتون في مدينة غزة إلى قصف مدفعي عنيف، وإطلاق نار من آليات الاحتلال العسكرية.

وتطلق دبابات الاحتلال النار في محيط الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وشارع 8 في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وشارع النفق شمالًا، ما أدى إلى إصابة العشرات، مع صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة، بسبب كثافة النيران.

وفي جباليا، شمال القطاع، شن الاحتلال سلسلة غارات في عديد المناطق. حيث يواصل جيش الاحتلال تقدم البري في جباليا البلد والمخيم.

سمع دوي انفجارات في منطقة مفرق الشهداء محور منطقة "نتساريم"، جنوب مدينة غزة، وتصاعد ألسنة الدخان من المكان.

 كما طال القصف المدفعي المناطق الحدودية الشرقية ما بين مدينتي دير البلح وخانيونس ورفح جنوب قطاع غزة.

وفي تغريدة على منصة "إكس"، قالت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز: "إسرائيل كثفت هجماتها على رفح بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية وقف عمليتها في المدينة".

وأضافت: "الأنباء التي تصلني من الناس المحاصرين في مدينة رفح مروعة"، واستمرت بالقول: "إسرائيل لن توقف جنونها حتى يقوم المجتمع الدولي بوقفه".

ودعت ألبانيز إلى فرض عقوبات على إسرائيل وحظر تزويدها بالأسلحة وتعليق العلاقات الدبلومسية معها حتى تنصاع لقرار محكمة العدل الدولية.

تجديد المفاوضات

وعلى صعيد المستجد في مفاوضات صفقة التبادل والتهدئة، قالت هيئة البث الرسمية، إن "قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وفريق التفاوض والوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت يدعمون التوصل إلى صفقة ويعتبرونها ضرورية".

وأضافت نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين: "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق وقف الحرب لأشهر فقد يتم استئنافها عند الحاجة".

وكشفت مصادر مصرية عن زيارة مرتقبة لوفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة، بهدف إحياء مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى. 

وقال مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، إن "الوفد المتوقع وصوله فني معني بتفاصيل المفاوضات، ويضم في عضويته غسان عليان منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي المحتلة"، مرجحًا أن يرأس الوفد "اللواء احتياط نيتسان ألون، ممثل الجيش الإسرائيلي في وفد التفاوض المعني بالتوصل لاتفاق يقضي بتحرير الأسرى".

من جهته، قال القيادي بحركة حماس باسم نعيم، لـ"العربي الجديد": "لا نعتقد أن العدو جاد في قراره بخصوص مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار"، مضيفًا أن "ما صدر عن مجلس الحرب الإسرائيلي من قرارات بتفويض فريق التفاوض، لا يعتبر سوى مناورة جديدة لاستكمال الحرب وتوسيع العملية البرية".

اتفاق على دخول المساعدات

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب، يوم الجمعة، بالتزام مصر بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة على نحو مؤقت عبر معبر كرم أبو سالم.

كما أبلغ بايدن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مكالمة هاتفية أنه يدعم الجهود المبذولة لإعادة فتح معبر رفح الجنوبي بشروط مقبولة لكل من مصر وإسرائيل، وأن الولايات المتحدة سترسل فريقًا رفيع المستوى إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات.

وأضاف البيان أن "الرئيس بايدن رحب بالتزام الرئيس السيسي بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم على أساس مؤقت لتوزيعها في جميع أنحاء غزة. وهذا سيساعد على إنقاذ الأرواح".

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي وافق على إرسال المساعدات مؤقتًا إلى حين وضع الآليات القانونية لإعادة فتح معبر رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني.

وكان معبر رفح قد توقف عن العمل بعد احتلاله من قبل الجيش الإسرائيلي، إذ رفضت القاهرة التعامل مع الوُجود الإسرائيلي على المعبر.

ويدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية لعب دور في مراقبة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر بعد انتهاء الحرب.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قوله: "لقد تلقينا مساعي من أطراف مختلفة بما في ذلك إسرائيل حول ما إذا كان بإمكاننا دراسة إمكانية إعادة فتح بعثة الاتحاد الأوروبي التي تم تعليقها بعد سيطرة حماس على غزة". 

وأضاف المسؤول: "من الواضح أن هذا لن يكون في الظروف الحالية، وليس في ظروف الحرب. نحن نتحدث عن المستقبل".

في المقابل، بدأت المساعدات الغذائية المتجهة إلى قطاع غزة وتقف قبل معبر رفح بالتعفن، إذ توقف المعبر عن العمل بعد احتلاله من الجيش الإسرائيلي. 

أزمة إنسانية تتفاقم

بدوره، قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار للتلفزيون العربي: إن "4000 لتر من الوقود وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى تكفي ليومين فقط"، وذلك بعد توقف المستشفى عن العمل ليلة الخميس، نتيجة نفاد الوقود.

وأضاف مدير مستشفى أبو يوسف النجار للعربي: "رفح لا يوجد بها أي مستشفى قادر على تقديم الخدمات الصحية".

من جانبها، قالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن وصول المساعدات إلى قطاع غزة محدود للغاية مع دخول أقل من ألف شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ السابع من أيار/مايو.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ـنه في الفترة ما بين 7 و23 أيار/مايو، دخلت 906 شاحنات فقط إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، حيث تلوح في الأفق المجاعة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن حوالي 800 من تلك الشاحنات كانت عبارة عن إمدادات غذائية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن 143 حمولة شاحنة مرت عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة، بينما مرت في شمال غزة 62 حمولة عبر معبر إيريز و604 عبر إيريز الغربي. وأشارت إلى أن 97 حمولة شاحنة مرت عبر الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة في وسط غزة والذي بدأ العمل قبل أسبوع.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "بالإضافة إلى ذلك، دخل ما يزيد قليلًا عن مليون لتر من الوقود إلى قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية في رفح". وأضاف أن "هذا يمثل في المتوسط ​​29% من مخصصات الوقود التي كان من المقرر أن يتم تلقيها بموجب الترتيبات المطبقة قبل 6 أيار/مايو، مما يؤثر بشكل أكبر على عمل المخابز والمستشفيات وآبار المياه وغيرها من البنية التحتية الحيوية".

وتشير الأمم المتحدة إلى أن غزة تحتاج ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا من المساعدات والسلع التجارية. وفي نيسان/أبريل، دخل ما متوسطه 189 شاحنة يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر.

ضرب آليات وقنص.. ورسالة إلى أهالي غزة

وأعلنت كتائب القسام عن استهداف 13 آلية إسرائيلية خلال يوم الجمعة، بقذائف "الياسين 105" وعبوات الشواظ في شارع العجارمة وحي القصاصيب بمعسكر جباليا شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف في منطقة بيت لاهيا، وفي منطقة تبة زارع شمال شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وفي حي الشوكة ومحيط بوابة صلاح الدين في رفح.

وفي بلاغ آخر، قالت كتائب القسام: "تمكن مجاهدو القسام من استدراج قوة صهيونية خاصة إلى عين نفق والاشتباك مع أفرادها من نقطة صفر وتفجير عبوة مضادة للأفراد بهم وإيقاعهم بين قتيل وجريح شمال مخيم جباليا شمال القطاع".

وأشارت إلى قنص جندي إسرائيلي في مخيم جباليا شمال غزة. بالإضافة إلى "عملية قنص جنديين صهيونيين في محاور التقدم بمشروع بيت لاهيا شمال معسكر جباليا شمال القطاع".

وورد في بلاغ للقسام، عن عملية قصف على تجمع لجيش الاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.

بدورها، قالت سرايا القدس: "استهدفنا بصاروخ (107موجه) تجمعًا لجنود العدو الصهيوني في محيط مستشفى الصداقة التركي وحققنا إصابات مباشرة"، وأضافت في بلاغ آخر: "قصفنا برشقة صاروخية من نوع (107) جنود وآليات العدو المتقدمة محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح". 

من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 11 عملية قصف وإطلاق صواريخ تجاه المعسكرات الإسرائيلية.

ووجّهت قيادة حركة حماس رسالة لأهالي غزة، قالت فيها إنّ "الكون كلّه يعجز عن الوصول للثبات والصمود الذي وصله أهالي القطاع، كما أنّ حماس وكتائبها ومقاومتها عاجزة عن الوفاء للصبر والتضحيات، وأشارت إلى أنّها تعمل في كل الاتجاهات والساحات مع الفصائل الأخرى، لتصويب المسارات، وتدارك الزلات والأخطاء".

وجاء في الرسالة أنّ "معركة طوفان الأقصى جاءت في لحظة تاريخيّة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، إذ قررت قيادة المقاومة في غزة من وسط الحصار ممارسة حقها بمقاومة الاحتلال بالرد الطبيعي على جرائمه".

ومضت قيادة حركة حماس في رسالتها لأهالي غزة، بالقول: "نحن عاجزون أمامكم وأمام تضحياتكم وأمام دعمكم وإسنادكم، واحتضانكم لمقاومتنا، فنحن خرجنا من رحم معاناتكم وآلامكم وعذاباتكم وتضحياتكم، قاتلنا بكل شرف وبسالة، وكنا نرى النصر يكتب على أيديكم، كيف لا ونحن خرجنا من كل مخيم وحارة وبيت وشارع وزقاق كنا نراكم تتنافسون على من يقدم لهذا البلد أكثر".