08-أبريل-2024
مبنى مدمّر في غزة

(epa) تحوّل قطاع غزة إلى مساحة ممتدة من الركام والخراب

في اليوم الـ185 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته قصف القطاع الذي تحوّل إلى مساحة ممتدة من الركام والخراب، تنعدم فيها الحياة بالنسبة إلى أكثر من مليوني شخص يحاصرهم الموت بالقصف والجوع والمرض.

ويأتي تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع وسط حديث عن تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، فجر اليوم الإثنين، ونقلًا عن "مصدر مصري رفيع المستوى"، بأن جولة المفاوضات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة أمس الأحد، شهدت تقدمًا كبيرًا في تقريب وجهات النظر، والتوافق على المحاور الأساسية للتهدئة بين كافة الأطراف.

وأوضحت القناة، نقلًا عن المصدر الذي لم تسمه، أن الهدنة المقترحة تشمل صفقة تبادل المحتجزين وآليات عودة النازحين في قطاع غزة. ونقلت عنه قوله إن الوفدين الأمريكي والإسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المشاورات ستستمر خلال الـ48 ساعة المقبلة.

نفت حركة "حماس" وجود أي تقدّم في مفاوضات التهدئة، وقالت إن الوفد الإسرائيلي لم يتجاوب مع أي من مطالبها

ووفق المصدر نفسه، فإن وفدي قطر وحركة "حماس" غادرا أيضًا العاصمة المصرية التي قال إنهما سيعودان إليها خلال يومين للتوافق على بنود الاتفاق النهائي. كما شدد على أن مصر: "تؤكد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدّم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية".

بدورها، أفادت هيئة البث الرسمية، نقلًا عن مصدر إسرائيلي مطلع على مفاوضات التهدئة، بأن: "جميع الأطراف تبدي مرونة أكبر فيما يخص إتمام صفقة التبادل"، لافتًا إلى أن: "الضغوط الأمريكية كبيرة على طرفي النزاع (إسرائيل وحماس) من أجل التوصل إلى اتفاق".

وذكر المصدر أن هذه المرونة: "ظهرت بعد لقاء عقده قادة حماس مع الوسطاء، ولقاء رؤساء الوفد الإسرائيلي المفاوض مع رئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في وقت سابق اليوم (الأحد)".  

في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مصدر قيادي في "حماس" قوله إن مفاوضات الأمس بالقاهرة لم تشهد أي تقدّم، مؤكدًا أن الوفد الإسرائيلي لم يتجاوب مع أي من مطالب الحركة. فيما ذكر مصدر إسرائيلي رفيع، للقناة الـ12 الإسرائيلية، بأن المسافة لتحقيق صفقة تبادل أسرى ما تزال طويلة.

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أمس الأحد أن "إسرائيل" لن توافق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلا في حال إطلاق المقاومة الفلسطينية للمحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، حيث قال إن "إسرائيل" لن تنحني للضغوط الدولية، واعتبر مطالب "حماس"، التي قال إنها تدير قطاع غزة، مبالغًا فيها.

قصفٌ متواصل ودمار بلا نهاية

في غضون ذلك، تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال المنطقة الجنوبية والغربية من مدينة غزة، بينما فتحت آليات الاحتلال نيرانها تجاه منازل المدنيين في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن فرقه تمكنت من السيطرة على حريق اندلع في أحد المحال التجارية نتيجة استهدافه من قِبل طائرات الاحتلال، في شارع فهمي بيك في ميدان فلسطين بمدينة غزة.

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وطالت منزلًا في منطقة خربة العدس شمال رفح، وأرض زراعية في حي الجنينة، وأخرى في حي السلام على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب شرق رفح، إضافةً إلى عدة غارات استهدفت محيط مستشفى الكويت التخصصي في المدينة.

وفي جنوب القطاع أيضًا، تعرّضت مدينة خانيونس والمناطق المحيطة بها لقصف مدفعي وجوي عنيف. فيما قصفت مدفعية الاحتلال مخيم المغازي ومدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث شنّت طائراته أيضًا عدة غارات على مخيم النصيرات.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 33.175 شهيدًا و75.886 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر ضد المدنيين في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 38 شهيدًا و71 مصابًا.

وأوضحت الوزارة أن هناك العديد من الضحايا لا يزالون إما تحت الركام أو في الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم لأسباب عدة.

إما زيادة دخول المساعدات أو المجاعة

إنسانيًا، حذّر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، من أن المجاعة أصبحت أقرب من أي وقت مضى في شمال قطاع غزة، حيث يواجه الأهالي مستويات مخيفة من انعدام الأمن الغذائي.

وقال البرنامج، في منشور على منصة "إكس"، بمناسبة مرور ستة أشهر على بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023: "بعد 6 أشهر على النزاع، الجميع بقطاع غزة يواجهون الجوع".

وأضاف البرنامج: "نحتاج إلى عاملين بالمجال الإنساني، وإمدادات إنسانية لنتمكن من التحرك بحرية وأمان في أنحاء غزة"، وتابع قائلًا إن: "الخيار في غزة واضح، إما زيادة دخول المساعدات أو المجاعة".

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، أمس الأحد، إن الأوضاع الإنسانية في غزة "كارثية" مع مرور نصف عام على الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.

وحذّر المسؤول الأممي، في بيان، من أن: "نصف سكان غزة معرضون لخطر المجاعة"، وأن سوء التغذية بين أطفال القطاع قد وصل إلى: "مستويات غير مسبوقة"، مؤكدًا أن الأوضاع الإنسانية في غزة: "بكلمة واحدة، كارثية".

المقاومة مستمرة بالتصدي لقوات الاحتلال

أما على الصعيد الميداني، فقد أفادت وسائل إعلام محلية باندلاع اشتباكات عنيفة، ليلة الأحد – الإثنين، بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في محيط دوار الكويت بمدينة غزة.

وكانت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت أمس الأحد قصفها "أشكول" ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية، وقالت إن مقاتليها في وحدة القنص تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي كان متحصنًا في أحد المنازل بمنطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.

وردًا على استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، قالت "سرايا القدس" إنها قصفت قبل أيام، مع قوات الشهيد عمر القاسم، مستوطنات غلاف غزة بصواريخ "107".