31-مارس-2024
بيت مدمر في قطاع غزة

(epa) تركّز القصف الإسرائيلي ليل السبت – الأحد على المحافظة الوسطى

لليوم الـ77 بعد المئة، تتواصل حرب الإبادة التي تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة متحديةً قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن الدولي، ومتجاهلةً كذلك الدعوات المتزايدة لوقف الحرب التي جعلت من القطاع مساحة من الدمار والركام يُحاصر الموت سكانه سواء بالقصف الذي لا يتوقف، أو المجاعة التي تشتد يومًا بعد يوم.

وارتفع عدد ضحايا العدوان، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس السبت، إلى 32.705 شهداء و75.190 مصابًا.

وتعرّضت المحافظة الوسطى لقصف مدفعي وجوي عنيف تزامن مع توغل قوات جيش الاحتلال في منطقة البركة جنوب غرب مدينة دير البلح، التي استهدفتها مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية دون أنباء عن وقوع شهداء أو مصابين حتى اللحظة.

تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بين "حماس" ودولة الاحتلال في قطاع غزة

واستُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف طال منزلًا يعود لعائلة "أبو عون" في مخيم المغازي، فيما لا يزال هناك العديد من المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة. وقصفت طائرات الاحتلال مصنع شومر في المخيم نفسه.

وفي مخيم النصيرات، شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت منازل المدنيين العُزّل. وتعليقًا على أنباء توغّل جيش الاحتلال في محيط مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى، دعا المكتب الإعلامي الحكومي بغزة وسائل الإعلام المختلفة إلى تحري الدقة قبل نشر أي خبر أو معلومات، وذلك منعًا لنشر "البلبة" والشائعات والإرباك بين صفوف المواطنين، نافيًا نفيًا قاطعًا أن تكون قوات الاحتلال قد توغلت في المكان المذكور أعلاه.

وفي جنوب قطاع غزة، استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف زوارق الاحتلال الحربية تجمعات المواطنين في محيط ميناء مدينة خانيونس، التي تعرّضت لقصف عنيف أدى إلى وقوع سلسلة انفجارات غرب المدينة.

وقصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية كذلك ساحل مدينة رفح بالرصاص، وذلك في الوقت الذي كثّفت فيه مدفعية الاحتلال من عدوانها على مدينة غزة، لا سيما المنطقة الغربية منها.

ومساء أمس السبت، قصفت مدفعية الاحتلال تجمعًا لمواطنين ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار الكويت في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العشرات.

وقال مراسل "التلفزيون العربي" في غزة، إسلام بدر، إن القصف أسفر عن إصابة 30 مواطنًا من اللجان الشعبية والعشائرية، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال تعمد إلى تكرار استهداف هذه اللجان التي تنسق وصول المساعدات بشكل يومي إلى المدينة.

ولفت إلى أنه يرجح ارتفاع عدد الشهداء في ظل تعذر نقل المصابين وخروج المستشفى الأهلي المعمداني ومجمع الشفاء الطبي، الذي تواصل "إسرائيل" عدوانها عليه، عن الخدمة.

جرائم متواصلة في مجمع الشفاء

وفي سياق الحديث عن مجمع الشفاء الطبي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جيش الاحتلال ارتكب جرائم تدمير وحرق واستهداف طالت 1.050 منزلًا في محيط المجمع، وقتل أكثر من 400 فلسطيني حتى يوم أمس السبت.

وقال المكتب، في بيان نُشر عبر "تلغرام" ليلة أمس السبت، إن جيش الاحتلال ارتكب: "على مدار 13 يومًا من اقتحام مجمع الشفاء الطبي، جرائم تدمير وحرق واستهداف 1.050 منزلًا، وقتل أكثر من 400 شهيد، واعتقال وتعذيب المئات من المرضى والنازحين والطواقم الطبية داخل وفي محيط مجمع الشفاء الطبي".

وأضاف البيان أن جيش الاحتلال: "لا يزال يحتجز 107 مرضى محاصرين داخل مجمع الشفاء في ظروف غير إنسانية، دون ماء، ودون دواء، ودون طعام، ودون كهرباء، من بينهم 30 مريضًا مقعدًا وقرابة 60 من الطواقم الطبية"، لافتًا إلى أنه يمنع محاولات إجلاء هؤلاء المرضى من خلال المؤسسات الدولية: "مما يضع حياتهم على المحك وفي خطر محدق".

وفي تصريحات صحفية، أعلن المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة أن الوضع الصحي في القطاع يزداد سوءًا وتفاقمه موجات النزوح المستمرة، مشيرًا إلى استشهاد العديد من الكوادر الطبية نتيجة العدوان المتواصل، وإلى منع الغذاء والدواء عن المرضى والطواقم المحاصرين.

جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة

وفي الوقت الذي تواصل فيه "إسرائيل" قصفها على قطاع غزة، تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وذكر مصدر أمني مصري لقناة "القاهرة الإخبارية" أن محادثات التهدئة بين الطرفين ستُستأنف اليوم الأحد في القاهرة، وذلك في أحدث محاولة للتوصل إلى هدنة بعد 6 أشهر من العدوان على القطاع المحاصر والمنكوب.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز" إن "إسرائيل" سترسل وفدًا إلى القاهرة، اليوم، من أجل استئناف المفاوضات. فيما أكد مسؤول من "حماس" للوكالة نفسها أن الحركة ستنتظر أولًا للاستماع إلى وسطاء القاهرة بشأن نتيجة محادثاتهم مع دولة الاحتلال.

ورغم تكثيف المفاوضات خلال الفترة الأخيرة، إلا أنها لم تفض إلى وقف لإطلاق النار نتيجة العراقيل التي تضعها "إسرائيل"، والتي ترفض وقف الحرب وانسحاب قواتها من القطاع إضافةً إلى السماح للنازحين من شمال غزة بالعودة إلى بيوتهم.

أما على صعيد الوضع الميداني، فشهدت محاور القتال اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تواصل تنفيذ عملياتها ضد جنود وآليات وتجمعات قوات الاحتلال.

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس السبت، أنها استهدفت دبابة من نوع ميركافاه بعبوة شواظ في مدينة خانيونس، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح.  

وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت، السبت، تموضعًا لجنود وآليات الاحتلال في محور التقدم القرارة شمال شرق خانيونس بقذائف الهاون. كما أعلنت أيضًا قصفها مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال في محيط مجمع الشفاء، غرب مدينة غزة، بقذائف الهاون.