07-مارس-2024
دمار وأنقاض في قطاع غزة

(Epa) تواصل إسرائيل قصفها على القطاع مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا

رغم مرور 5 أشهر على بداية العدوان، وارتفاع عدد ضحاياه إلى أكثر من 30 ألف شهيد، وتفشي المجاعة التي حصدت أرواح أكثر من 20 فلسطينيًا معظمهم أطفال؛ لا تزال الدعوات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مجردة من أي خطوات جدية تُجبر "إسرائيل" على وقفه.

ولليوم الـ153، واصلت دولة الاحتلال قصفها على قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا، وسط اشتداد المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة وتفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة اشتداد البرد وكثافة الأمطار التي تعصف بخيام النازحين. 

وطال القصف الإسرائيلي مناطق متفرقة من القطاع المنكوب، حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت المحافظة الوسطى، وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات. 

ارتفع عدد ضحايا الجفاف وسوء التغذية في غزة إلى 20 شهيدًا معظمهم من الأطفال الرضع

وأفاد "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله في قطاع غزة، باستشهاد 17 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، في قصف استهدف 3 منازل في المحافظة الوسطى، منزلًا في منطقة البركة بمدينة دير البلح، ومنزلين في وسط وغرب مخيم النصيرات.

وتعرض مخيم البريج ومنطقة الزوايدة، وسط القطاع أيضًا، لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثف، في الوقت الذي شنت فيه طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع. 

أما في الجنوب، فقد أسفرت غارة استهدفت حي الجنينة في مدينة رفح عن إصابة 6 فلسطينيين بنيهم أطفال. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا بجوار مسجد هارون الرشيد في منطقة شارع جورج في المدينة. 

اشتداد المجاعة وارتفاع عدد ضحاياها

وبحسب التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأربعاء، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع إلى 30.717 شهيدًا و72.156 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأفاد التقرير بارتكاب قوات الاحتلال 9 مجازر بحق المدنيين في القطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 86 شهيدًا و113 مصابًا، فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. 

وأعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 20 شهيدًا بعد استشهاد طفل يبلغ من العمر 15 عامًا في مجمع الشفاء الطبي، ومسن يبلغ من العمر 72 عامًا في مستشفى كمال عدوان، نتيجة الجفاف وسوء التغذية. 

وأكد القدرة أن الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل إلى المستشفيات فقط، معربًا عن اعتقاده بأن العشرات يفارقون الحياة بصمت نتيجة المجاعة التي تتعمق وتهدد حياة آلاف الفلسطينيين، سيما الأطفال والحوامل والمرضى المزمنين. 

ولفت إلى أن المجاعة شمال غزة وصلت إلى مستويات قاتلة، مشددًا على أن الاحتلال: "يتعمد ارتكاب مجازر مروعة ومتتالية ضد آلاف البطون الجائعة شمال غزة"، مطالبًا المجتمع الدولي باستخدام كل أدوات الضغط لضمان وقف فوري للعدوان على القطاع المنكوب.

وفي سياق متصل، حذّر منسق الأمم المتحدة المؤقت للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيمس ماكغولدريك، من تفاقم أزمة الغذاء والأوضاع الصحية في القطاع المحاصر والمدمّر والمنكوب. 

وقال ماكغولدريك، في تصريحات صحفية، إن الوضع في شمال قطاع غزة الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويعاني الأهالي فيه من مجاعة حادة، يؤثر على الشريحة الأكثر ضعفًا في المنطقة.

وأضاف: "في أحد المخيمات التي زرتها، أخبرتني امرأة عن مدى التوتر والتعاسة التي يشعرون بها مع اقتراب شهر رمضان، واشتكت من أنهم لن يتمكنوا من إحياء شهر رمضان بشكل صحيح في ظل هذه الظروف".

وتابع: "نحن بحاجة إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح بالنسبة للنساء والأطفال والفئات الضعيفة وغيرهم في غزة". كما أكد على حاجة القطاع إلى 300 شاحنة مساعدات على الأقل يوميًا. 

وبينما لفت إلى أن الأمراض المزمنة أصبحت منتشرة على نطاق واسع في القطاع، أكد أن نظام الرعاية الصحية بات في حالة ركود بعد 5 أشهر من العدوان. 

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر، مؤكدًا في منشور على منصة "إكس" أن: "الأطفال الناجين من القصف قد لا ينجون من المجاعة". 

وفي ضوء الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين في القطاع، قدّمت جنوب إفريقيا طلبًا عاجلًا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي لاتخاذ تدابير احترازية إضافية بحق "إسرائيل"، في القضية التي رفعتها ضدها بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.

وقالت محكمة العدل، في بيان، إن: "جنوب إفريقيا قدمت طلبًا عاجلًا اليوم (الأربعاء)، لتحديد تدابير احترازية إضافية وتعديل أمر المحكمة الصادر في 26 يناير/كانون الثاني 2024، وقرارها اللاحق الصادر في 16 فبراير/شباط 2024، في القضية المرفوعة ضد إسرائيل، والمتعلقة بتطبيق اتفاقية منع ومعاقبة (ارتكاب) جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

ارتفاع عدد قتلى جيش الاحتلال

أما على صعيد الوضع الميداني في قطاع غزة، فقد أعلن جيش الاحتلال، مساء أمس الأربعاء، مقتل أحد جنوده وإصابة 13 آخرين بينهم 6 بجروح خطيرة، في المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة. 

وقال جيش الاحتلال، في بيان، إن: "دافيد ساسون، 21 عامًا، جندي في وحدة عوكيتس سقط في معركة جنوب قطاع غزة"، وأضاف: "أصيب 3 جنود من كتيبة الكوماندوز، واثنان من وحدة عوكيتس بجروح خطيرة".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 4 قادة ألوية و39 قائد فصيلة و13 قائد سرية، بالإضافة إلى 6 ضباط برتبة مقدم وضابط أركان حرب، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الفائت. 

وبذلك ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال، المعلن عنهم رسميًا، إلى 587 جنديًا وضابطًا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، و247 منذ بداية العملية البرية في 27 من الشهر نفسه. 

إلى ذلك، تتواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في مختلف محاور القتال في قطاع غزة. وكان حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، قد شهد أمس الأربعاء مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ونخبة "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". 

وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها ناقلة جند لجيش الاحتلال، من نوع "نمر"، بقذيفة "تاندوم" في شارع 10 جنوب حي الزيتون بمدينة غزة. 

وقالت السرايا إنها قصفت، بوابل من قذائف الهاون، مقر قيادة وسيطرة للعدو جنوب مدينة غزة، كما قصفت تجمعات لجنود الاحتلال بقذائف الهاون في مناطق التوغل بمدينة خانيونس. فيما أعلنت "كتائب المجاهدين" استهدافها آلية لجيش الاحتلال بقذيفة "سعير" شرق جباليا، شمال قطاع غزة.