26-فبراير-2024
آثار الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على مدينة رفح

(Getty) تركّز القصف الإسرائيلي في اليوم الـ143 على مناطق جنوب قطاع غزة

في اليوم الـ143 من العدوان، تعرّضت مناطق متفرقة من قطاع غزة لقصف مدفعي وجوي عنيف تزامن مع اشتباكات ضارية دارت بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تواصل استخدام التجويع سلاحًا ضد أهالي القطاع المحاصر والمنكوب. 

وتركّز القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، حيث شنّ طيران الاحتلال عدة غارات على مدينتي رفح وخانيونس وسط قصف مدفعي استمر لعدة ساعات، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.

واستُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب 13، إثر غارة استهدفت منزلًا لعائلة "أبو معمر" قرب مستشفى غزة الأوروبي شرق مدينة خانيونس. كما ارتقى عدة شهداء برصاص البحرية الإسرائيلية قبالة سواحل المدينة. 

أكد برنامج الأغذية العالمي أن أزمة سوء التغذية تتزايد في قطاع غزة في ظل حالة الطوارئ المتعلقة بخطر الجوع

وأفادت وسائل إعلام محلية بنسف قوات الاحتلال عدة مبان سكنية في حي الأمل ومحيط مجمع ناصر الطبي وسط خانيونس، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة.

وفي رفح، ارتقى 4 شهداء جراء غارة استهدفت منزلًا يعود لعائلة عابدين في منطقة البيوك شمال المحافظة. بينما أُصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف طال شقة سكنية في حي الجنينة شرق مدينة رفح. 

واستُشهد ما لا يقل عن 4 مواطنين، وأُصيب آخرون، في قصف جوي استهدف سيارة ومجموعة من المواطنين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال المنطقة الشمالية من مخيم النصيرات. 

وطال القصف الإسرائيلي أيضًا حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ومخيم جباليا وعدة مناطق أخرى في محافظة شمال غزة التي تواصل قوات الاحتلال حصارها.

وسجّل المستشفى الأوروبي في خانيونس وصول 11 شهيدًا إليه منذ صباح أمس، فيما أفادت وسائل إعلام باستشهاد أكثر من 25 فلسطينيًا في مدينة خانيونس خلال الساعات الـ24 الماضية. 

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 29.782 شهيدًا، و70.043 مصابًا. 

وقالت الوزارة، في بيان عبر "تلغرام"، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 10 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، راح ضحيتها 90 شهيدًا و164 مصابًا. 

نتنياهو يواصل تهديد رفح وأجواء التفاؤل حول صفقة التبادل غير حقيقية

وفيما يخص مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الأحد، إن واشنطن: "تأمل بالتوصل لاتفاق ثابت ونهائي لتبادل الأسرى خلال الأيام المقبلة". 

وأشار سوليفان، في حديثه لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن: "المفاوضين من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر التقوا في اجتماع بالعاصمة الفرنسية باريس، واتفقوا على الشكل الذي يجب أن تبدو عليه صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس". 

وأضاف موضحًا أن: "الاتفاق لا يزال قيد التفاوض بشأن تفاصيله، ولا بد من إجراء نقاشات غير مباشرة مع حماس عبر قطر ومصر".

أما بشأن العملية العسكرية المرتقبة في مدينة رفح، فقد أوضح سوليفان أنه: "ينبغي عدم تنفيذ عملية عسكرية كبيرة فيها قبل وجود خطة واضحة وقابلة للتنفيذ لحماية هؤلاء المدنيين وإيصالهم إلى بر الأمان وإطعامهم وكسوتهم وإيوائهم".

وفي سياق متصل، قال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" على تبادل المحتجزين والأسرى قد يؤجل العملية العسكرية البرية المرتقبة في مدينة رفح "قليلًا"، لكنه شدّد على أنها ستحدث في النهاية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، أمس الأحد، لشبكة "سي بي سي" الأمريكية أوضح خلالها أنه سيعقد مناقشة أمنية، في وقت لاحق أمس الأحد، لمراجعة: "خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين في غزة وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب حماس". 

وادعى أنه عندما تبدأ العملية البرية في رفح: "ستكون إسرائيل على بعد أسابيع من تحقيق النصر الكامل"، لكنه استدرك قائلًا: "إذا كان لدينا اتفاق (مع حماس)، ستُؤجّل العملية قليلًا، لكنها ستحدث في نهاية الأمر". 

وأكمل قائلًا: "من غير الواضح ما إذا كانت صفقة تبادل الأسرى ستتحقق من المحادثات الجارية"، مشيرًا إلى أنه يجب على "حماس" أن تكون مرنة وتوافق على: "مطالب أكثر معقولية". 

في المقابل، اعتبرت "حركة حماس"، الأحد، أن: "أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى لا تعبر عن الحقيقة"، مشيرةً في بيان إلى أنها: "تعاملت مع الوسطاء (قطر ومصر) بإيجابية من أجل إنهاء معاناة شعبنا ووقف حرب الإبادة".

وأضاف البيان أن: "قتل شعبنا بالتجويع في شمالي القطاع جريمة إبادة جماعية، تهدد مسار المفاوضات برمته". 

أزمة إنسانية وظروف صحية غير مستدامة

أما على صعيد الوضع الإنساني، فقد حذّر "برنامج الأغذية العالمي"، أمس الأحد، من تزايد أزمة سوء التغذية في قطاع غزة، عبر منشور على حسابه في منصة "إكس" أكد فيه أن: "أزمة سوء التغذية تتزايد بقطاع غزة في ظل حالة الطوارئ المتعلقة بخطر الجوع".

وشدّد البرنامج على أن: "البيانات الحديثة تظهر زيادة سريعة في مسببات سوء التغذية الحاد بالقطاع"، لافتًا إلى أن: "البيانات الواردة من شمالي قطاع غزة، تُظهر ارتفاع سوء التغذية لدى الأطفال خلال 4 أشهر فقط، إلى مستويات طارئة".

في المقابل، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الأحد، من مخاطر ندرة المياه النظيفة وتراكم النفايات وانتشار الأمراض في قطاع غزة.

وقالت الوكالة، في بيان نُشر على حسابها في منصة "إكس"، إن: "الملاجئ مكتظة بشدة، والمياه النظيفة نادرة، فيما تتراكم النفايات الصلبة، وانتشار الأمراض آخذ في الارتفاع"، مؤكدةً أن: "الظروف الصحية غير مستدامة في القطاع". 

وشهدت مدينة غزة، الأحد، وصول قافلة مساعدات إنسانية محدودة تتألف من 10 شاحنات تحمل الدقيق والسكر، وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على المدينة والمناطق الشمالية من قطاع غزة. 

وأفادت وكالة "الأناضول" بأن المساعدات لم يتم إيصالها لمحافظة شمال قطاع غزة، وأنها وصلت فقط إلى مدينة غزة بسبب توافد الفلسطينيين عليها بالقرب من منطقة الشيخ عجلين غرب المدينة. 

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، الأحد، أن الوضع الصحي في محافظات شمال القطاع، كارثي للغاية نتيجة استمرار الحصار المفروض على المنطقة والقطاع بأكمله. 

وقالت الوزارة في بيان: "الوضع الصحي في شمال قطاع غزة كارثي للغاية ولا يمكن وصفه"، وأضافت: "مستشفيات غزة وشمالها بلا وقود، ومستشفى المعمداني بمدينة غزة بلا وقود منذ أكثر من 10 أيام".

وأكمل البيان: "ثلاجات الأدوية بلا كهرباء مما يهدد بتلف كميات من الأدوية الحساسة". كما أشار إلى أن: "عشرات السيارات للإسعاف والدفاع المدني والخدمات الطبية خارج الخدمة نتيجة عدم توفر الوقود".

وأوضح أن: "مرضى غسيل الكلى والعناية المكثفة مهددون بالموت نتيجة عدم توفر وقود للمولدات وسيارات الإسعاف والأدوية".