19-أكتوبر-2023
من قصف غزة

(Getty) جانب من دمار مدينة غزة

تواصلت المأساة في اليوم الثالث عشر للعدوان على غزة مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في ارتكاب المزيد من المجازر بحقّ المدنيين، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليلَ أمس، سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ورفع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 3700 على الأقل، وأكثر من 12 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.

بينما كثّفت المقاومة ضرباتها الصاروخية على مدن فلسطين المحتلة، وحشود الجيش الإسرائيلي على مشارف القطاع، وسط حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن قرب بدء الحرب البرية، التي أكد الاحتلال للرئيس الأمريكي جو بايدن ألا مفر منها، وسط خشية دولية من خروج الأمور عن السيطرة باتجاه حرب إقليمية.

أما في الضفة الغربية فقتل جنود الاحتلال والمستوطنون أربعة شبّان يوم أمس، ثلاثة منهم من رام الله والرابع من ريف نابلس. وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا في الضفة الغربية إلى 67 شهيدًا، ونحو 1300 جريح.

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، بعد 24 ساعة من مجزرة مستشفى المعمداني

وأشار نادي الأسير إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 فلسطينيًا من مختلف مدن الضفة الغربية، خلال الساعات الأخيرة.

كما شنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات في الضفة الغربية ومدينة القدس طالت 97 شخصًا على الأقل، بينهم القيادي في حركة حماس حسن يوسف.

ونفذت قواتٌ كبيرةٌ من جيش الاحتلال، ترافقها جرافات، اقتحامًا كبيرًا لمخيم نور شمس في طولكرم، لا يزال مستمرًا، تخلله اشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة في قوات الاحتلال. 

وأكدت كتيبة طولكرم "الرد السريع" أنّ مقاتلي المقاومة أوقعوا جنود الاحتلال في كمين محكم في حارة المنشية، وأمطروها بالرصاص وعبوات "أمير 1".

وأغلق جيش الاحتلال مدخل المخيم بالسواتر الترابية، وأعلن حظر التجول وفرض طوقًا أمنيًا في محيطه. كما قامت الجرافات بأعمال تجريف للطرقات وتخريب للبنية التحتية، وحطمت صرح الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل المخيم.

فلسطينيون في مواجهات بالحجارة في رام الله
فلسطينيون في مواجهات بالحجارة في رام الله

على الصعيد الإنساني، ورغم حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أنّ الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي وافق على فتح معبر رفح للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات، إلا أن الناطق باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة، تيسير محيسن، أكد لمراسل التلفزيون العربي أنه لم يحصل تواصل مع الجانب المصري حول آلية إدخال المساعدات.

بالتوازي مع ذلك، استخدمت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

وصوّت 12 عضوًا من أصل 15 لصالح مشروع القرار الذي قدمته البرازيل، التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، في حين امتنعت دولتان عن التصويت.

جاء منع مشروع القرار بعد أقل من 24 ساعة من المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني بقطاع غزة.

وتستمر إسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بسياسة قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة.

ودخلت مستشفيات غزة في حالة انهيار فعلي بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، في ظل استمرار القصف المكثف المستمر على القطاع.