03-فبراير-2021

لوحة لـ إغناثيو إيتيريا/ الأوروغواي

دقائق

 

كان يكفي أن تمر دقيقة

من خارج الوقت

الذي هو أيضًا مرّ

من غير أن يترك خلفه سرًّا

كان لدي سر بعته

ولم أستح من الخروج بدونه

رميت سرًّا فوقه

فانكشف أكثر

رميت أغنية

فاختفى في الهواء

كانت الدقيقة الهاربة

متوقفة كالغصن فوقي

قبل دقيقة من تحولها إلى يمامة

قبل لحظة من إعدامها

هكذا فكرتُ بنجمة تحمل اسمي

بصوت قطره أرغن في دمي

وهل فكرت فعلًا

أم أنني توقفتُ عن اللحاق بحياتي

التي هي أيضًا عدد هائل

تجمع من كل مكان

مالي لم أطرد من هذه الريح

الحقيقة الصغيرة

التي لم أجدها على مائدتي

بين العصافير التي قايضتها بأطفالي

والأرواح التي بقيت في الخلف

لم أعرف إذا استحقت العودة من الخارج

أو البقاء لساعة أخرى

في بطن الليل

لا أعرف إذا كنا سنجد قوة

لتلك الصيحة

التي أنقذناها من الفوضى

والتي ظل أثرها باديًا

حين سحقتها الضوضاء

حيث لم تكن بعد

مجرد كلام يترامى من الأبد

وليست أيضًا تواريخ تهوي على الناصية

أختار فقط دقيقتي

كما أختار عصفوري

وأعرف أن ليس مهمًا

أن أترك اسمي في القاع

أعرف أن 18 أيار 1945 ليست أكيدة

وأن دكتاتورًا زائفًا انتحر فوقها

ومنذ تلك اللحظة

ورثت أسطورة

في شمال أوروبا أو ألاسكا

ورثتُ كثيرًا من الجليد

كثيرًا من الكبريت

وسلاحًا واحدًا بطلقة واحدة

لم أستطع أن أودعها في حنكي

لم أستطع ان أطلقها على اسمي

أو على كتابي

وبالطبع لا أعرف

كيف يكون الوداع صافيًا

لا أعرف كيف تتم سرقة نارنا

وكيف نطرد من الصحراء

الصيحة المكهربة

والحجر المعلم

إلى ما وراء الموعد

ستكون هناك ذكرى واحدة

وسأشتريها

ليس بثمن بقائي في هذه الساعة

لكن أيضًا بثمن استيلائي وتعذيبي

ووجوه الحجر التي صنعتها لها

لا بد أننا سنتواعد في نهاية الطريق

ونختفي معًا

لا بد أنها الدقيقة الواقفة فوق سريري

والسر الذي بعته

بثمن الوصول ناجيًا

إلى حيث ينقلني الضجيج نفسه

كعربة لم تتحطم تمامًا

كتاريخ لا شفاء منه

إلى أن أسقط

قبل أن يبتلعني الفجر

وأغدو بثماني دقائق قبل الحكم

سالمًا في آخر الطريق.

 

هدايا لليل

 

وإذ آن أن أذهب إلى الفراش

هكذا تقول ساعة الجيب

هكذا يقول الجيب

شاشة التلفزيون لا تنظر إلي

إنها تبتعد

هذا الضخم ليس صندوقًا بعد

إنه ينسحب أمامي

ثمة أشياء عليه

لكنه يهديها لليل

جسدي ليس ساعتي

لكني أحمله في الثانية إلى السرير

حيث لا أجد الوقت

عليّ فقط أن أهرب في غرفتي

هذا النهار لم يكن لاذعًا

لم يفاجئني سعال

لم أعطس في كمي

مع ذلك لا أعرف كيف أنهيه

أبقى فقط جسدًا مطروحًا هنا

لا أؤلف مع الشرشف شيئًا

ما زلنا اثنين

ما زلنا جسدًا مجلوبًا من أمام التلفزيون

وسطحًا تحته

أفكر أن هذا لم يحتج إلى قفزة

أو وثبة إلى فوق

لقد فعل الصمت هذا كله

فعله انتهاء النهار بدون صوت

والانتقال بجسد شاغر

برأس مغسول

بين انتهاء الكلام وانتهاء الوقت

فعله أيضًا

أن لا كلمة لتسليم ذلك

لا باب ينتهي عنده

أن لا طيران فوقه

بل آلة بقدمين وصدر ممدود

جاثمة بدون أن تسمع

الكلام الذي يحدث في الهواء

بعيدًا عن الفكرة الميتة

التي حملتني إلى السطح

عن التلفزيون

الذي صار وراء السمع

وبعد العين

أفهم أن ما تركته هذه المرأة

خمس دقائق

ينبغي أن تقطعها في الظلام

مجرد لعبة للنهار التالي

وخمس دقائق أخرى

لمرور الميكروب

 

وإذ آن أن أذهب إلى الفراش

أتقابل مع الوجه الجامد

المفروش على الأريكة

والذي يتكوّن من خمس وسائد

توقفت عن الحياة

لمجرد وصولي

أغلق الباب بمفتاحين

أغلق الشاشة

وأحاول أن أغلق السترة

على صدري

العالم في غرفتي

لقد أغلقوه عليّ

الوباء سري الصغير

يصفر

يمكن له أن ينام الآن

أن يحلم في رأسي

أن يمضي بقية اليوم على الشاشة

وأن تكون هنا كلمة السر الصغيرة

شيء لليل

على وسادتي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الوباء والأدب.. نبوءات ضائعة بين نجيب محفوظ وعباس بيضون

سركون بولص: ما يُحتمل أن يكون