15-فبراير-2020

تداولت أنباء عن تقاضي أديب أكثر من ثلاثة ملايين دولار من عمله في MBC السعودية (MBC)

خلال برنامجه على قناة MBC  مصر، التابعة لمجموعة MBC السعودية، هاجم الإعلامي المصري عمرو أديب، الشركة المصرية للاتصالات (WE)، بسبب عزمها شراء حصة شركة فودافون العالمية البالغة 55% من أسهم شركة فودافون مصر، والتي قررت الشركة العالمية بيعها.

يطالب عمرو أديب بإفساح المجال أمام شركة سعودية للاستحواذ على شركة فودافون مصر بدلًا من شركة المصرية للاتصالات

وطالب أديب، في حلقة أمس الجمعة، أن تتراجع الشركة المصرية للاتصالات عن عزمها شراء حصة فودافون العالمية، وإفساح المجال لشركة STC السعودية للاستحواذ على الصفقة، مبررًا مطلبه بأسباب لا يبدو أبدى البعض تشككه فيها.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا تهمل مصر الاستثمار المحلي؟

فودافون العالمية تنسحب من مصر وغيرها

تتوزع ملكية شركة فودافون مصر بين 55% لشركة فودافون العالمية وهي الحصة المعروضة للبيع والتي تتنافس عليها الشركتين السعودية والمصرية، و44.8% للشركة المصرية للاتصالات، و0.2% لصغار المساهمين. وبفرض نجاح الشركة المصرية في الحصول على الصفقة، فإنها بذلك ستكون أكبر مشغل لخدمات المحمول في مصر، بعد إطلاقها خدمات الهاتف المحمول في 2017.

فودافون مصر
قررت فودافون العالمية بيع حصتها من فودافون مصر والمقدرة بـ55%

ويأتي قرار فودافون العالمية ببيع حصتها ضمن خطة أكبر للخروج من عدة أسواق عالمية، بعد إعلانها بيع شركتها في نيوزيلندا مقابل 2.23 مليار دولار إلى شركة كونسورتيوم، وبيع شركتها فودافون مالطا، بالإضافة إلى تقارير عن مساعيها للخروج من السوق الهندي قريبًا، وذلك لتسديد ديون مجموعة فودافون البريطانية التي بلغت خسائرها خلال النصف الأول من العام المالي السابق 7.8 مليار يورو مقابل أرباح بقيمة 1.2 مليار يورو فقط.

في المقابل، تسعى شركة الاتصالات السعودية STC لدخول السوق المصرية منذ عام 2016، حيث أبدت آنذاك رغبتها في الاستثمار في رخصة الجيل الرابع من الشبكات، وهو الأمر الذي لم يتسنَّ لها حينها. ثم سعت الشركة السعودية لشراء حصة فودافون العالمية من فودافون مصر، قبل أن تدخل الشركة المصرية للاتصالات على خط الصفقة، استنادًا لما يعرف بـ"حق الشفعة"، كونها تمتلك قرابة 45% من ملكية الشركة.

والمصرية للاتصالات هي شركة مساهمة مصرية، تابعة للحكومة، تحديدًا وزارة الاتصالات، لكنها تدار بطريقة القطاع الخاص. وتعد امتدادًا لشركة الشرقية للتلغراف التي تأسست عام 1854، والتي تملكتها الحكومة المصرية منذ عام 1918، قبل أن تصبح الهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية عام 1952، ثم تحولت إلى شركة مساهمة مصرية عام 1998.

دفاع عمرو أديب عن مموليه؟

أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن رفضه إتمام الصفقة مصريًا، وبطريقته المعتادة في الصراخ، زعم أديب أنه من الأفضل إتمام الصفقة من قبل الشركة السعودية STC.

وبرر أديب، الإعلامي في القناة السعودية، انحيازه لإتمام الصفقة لحساب الشركة السعودية بدلًا من المصرية للاتصالات، بـ"دخول استثمارات جديدة لقطاع الاتصالات"، بما يحقق، وفقًا لأديب، منفعة أكبر للاقتصاد المصري. لكن هل هذا صحيح؟

تعتبر فودافون مصر أكبر مشغل لخدمات الهواتف المحمولة في مصر بواقع 40.2 مليون مشترك، أي بنسبة 42.1% من إجمالي مستخدمي المحمول في مصر. وبلغت إيرادات الشركة نصف السنوية لعام 2019/2020 حوالي 13.7 مليار جنيه، بصافي أرباح قيمتها 6.5 مليار جنيه، أي أن صافي الأرباح المتوقعة للشركة خلال العام المالي الجاري ستصل لـ13 مليار جنيه.

في حين تبلغ قيمة حصة شركة فودافون العالمية من فودافون مصر 2.393 مليار دولار، أي ما يساوي تقريبًا 37.5 مليار جنيه، ما يعني أن قيمة الحصة المتنازع عليها، تستطيع الشركة استردادها خلال ثلاث سنوات فقط. علمًا بأن 44.8% من ملكية فودافون مصر، تعود في الأساس للشركة المصرية للاتصالات.

فوائد للاقتصاد الوطني

ربما لا يكون كل استثمار أجنبي مفيد بالضرورة للاقتصاد الوطني، على الأقل في حالة النزاع حول حصة فودافون العالمية من فودافون مصر.

وتعد شركة المصرية للاتصالات، أحد مصادر الدخل القومي وتمويل الموازنة العامة المصرية، بامتلاك الدولة نسبة 80% منها، بعد طرح 20% من أسهمها في البورصة عام 2005. وخلال النصف الأول من العام المالي الجاري، بلغت إيرادات الشركة 12.7 مليار جنيه، وباستحواذها على حصة فودافون العالمية، سيتضاعف نصيبها من الأرباح الوافدة إلى خزينة الدولة.

من جهة أخرى، فإن استحواذ شركة أجنبية على حصة فودافون العالمية من فودافون مصر، يعني خسارة الاقتصاد الوطني فرصة سانحة من الأرباح، وزيادة في التدفقات المالية الخارجة من مصر، بتحويل الأرباح أو نسبة منها للخارج، وبالعملات الأجنبية. في حين أن استحواذ الشركة المصرية، يعني توفير هذه الأرباح للسوق المصرية، مع العلم بأن للشركة المصرية للاتصالات استثمارات في العديد من الشركات المتخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

هذا ويعرف قطاع الاتصالات نموًا سريعًا، وتحقيقًا كبيرًا للأرباح، خاصة في بلد يبلغ عدد سكانه 100 مليون نسمة. لذا يرى اقتصاديون أن الاستثمار المحلي في هذا القطاع، أعلى فائدة من الاستثمار الأجنبي، خاصة في ظل وجود شركة محلية كبيرة جاهزة، تعمل في هذا القطاع منذ عشرات السنين، بعدد موظفين يتجاوز 53 ألفًا.

ضغوط الإعلامي الأعلى أجرًا في العالم العربي

وعليه، يرى مراقبون أن هجوم الإعلامي عمرو أديب على مساعي الشركة المصرية للاستحواذ على حصة فودافون العالمية من فودافون مصر، ربما لا تعدو كونها جزء من حملة سعودية للضغط من أجل اقتناص الصفقة، خاصة وأن أديب يعمل في قناة سعودية.

هذا وتداولت أنباء سابقة في الصحافة المصرية عن تقاضي عمرو أديب مقابل تقديمه برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر التابعة لمجموعة MBC السعودية، أجرًا هو الأعلى في سوق الإعلام العربي، قُدر بثلاثة ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى نصف مليون دولار أمريكي تحت بند المكافآت والمزايا. وسبق وأكد أديب في مقابلة تلفزيونية، أنه الإعلامي العربي الأعلى أجرًا على الإطلاق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المصرية للاتصالات تتجسس على مستخدمي الإنترنت وتستغلهم في التعدين الرقمي

مصر.. خدمات الجيل الرابع في مزايدة عالمية