12-مايو-2016

(Getty)

مع شعور البغداديين بالأمان في الأشهر الأخيرة وانشغال التنظيمات المتطرفة في الحرب عليها في شمالي وغربي البلاد، عادت السيارات الملغمة لتضرب مناطقهم من جديد. فالمدن ذاتها التي تعودت التفجيرات ضُربت من جديد.

تتزامن تفجيرات بغداد الأخيرة مع أزمة سياسية خانقة تعصف بالعراق، وشلل برلماني وحكومي نتيجة للخلافات الحزبية والفئوية

في صباح أمس الأربعاء ضربت السيارة الأولى مدينة الصدر، ثم ضربت أخرى مدينة الكاظمية، مثلهما ضربت نقطة تفتيش في شارع الربيع القريب من مدينتي الحرية وحي العدل.

اقرأ/ي أيضًا: الولايات المتحدة صامتة بينما حلب تحترق

سوق عريبة وهو سوق شعبي في مدينة الصدر المسماة على اسم محمد محمد صادق الصدر، والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. هذا السوق مكتظ بالمدنيين، خاصة النساء والأطفال، والذين يبيعون ما يمكنهم من توفير قوت عوائلهم اليومي.

كانت حصيلة هذا التفجير 100 ضحية بين قتيل وجريح. هذه المدينة زارتها المفخخات مئات المرات منذ عام 2003 وحتى الآن. ربما هي أكثر مدينة شهدت تفجيرات في العراق وربما العالم.

قالت مصادر عراقية استخبارية أن الأجهزة الاستخبارية لديها معلومات مسبقة عن نية تنظيم "داعش" تنفيذ هجمات انتحارية في العاصمة بغداد، لإرباك الوضع الأمني، وأن تلك المعلومات أرسلت إلى الجهات المعنية لاتخاذ الحيطة والحذر قبل وقوع التفجيرات".

وأضافت المصادر أن "المعلومات تشير إلى أن "داعش" حدد منفذي الهجمات بعشرة انتحاريين من ولايتي ديالى وشمال بغداد، وأطلق عليها (غزوة نصرة بغداد)"، مشيرًا إلى أن "الجهات الأمنية التي وصلت لها المعلومات لم تتعامل معها بجدية كبيرة، مما أدى إلى حصول الخرق الأمني الذي شهدته العاصمة بغداد اليوم".

اقرأ/ي أيضًا: مصر..السلطات تطارد "أطفال شوارع" بسبب فيديو

وقالت قيادة عمليات العاصمة بغداد إن "انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا فجر نفسه، مستهدفًا ممر تفتيش الرجال بمدخل نقطة تفتيش جدة في مدينة الكاظمية، شمالي بغداد، مما أسفر عن استشهاد اثنين من عناصر الشرطة وأربعة مدنيين وإصابة منتسبة مفتشة بجروح متفاوتة".

لكن هذه الحصيلة ارتفعت بعد ساعة واحدة، فالانفجار الذي استهدف مدخل مدينة الكاظمية عند ساحة عبد المحسن الكاظمي قتل 12 مدنيًا وجرح 31 آخرين.

وفي شارع الربيع وقريبًا جدًا من تفجير الكاظمية، كانت حصيلة سيارة مفخخة داخل سيطرة للشرطة سبعة قتلى و20 جريحًا فضلًا عن احتراق عدد من السيارات المدنية داخل السيطرة.

في المقابل، أعلنت وكالة أعماق التي تدعم داعش مسؤولية التنظيم عن الهجوم. وقالت "إن عملية بسيارة مفخخة استهدفت تجمعًا للحشد الشعبي الشيعي بمدينة الصدر في بغداد."

وكان داعش أعلن مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين في مدينة الصدر في فبراير/شباط الماضي، أسفرا عن سقوط 70 قتيلًا.

ومع وقوع الانفجار الأول في مدينة الصدر، ألقوا ناجون غاضبون باللائمة على الطبقة السياسية الحاكمة في العراق لتقاعسها وفشلها في حمايتهم وضمان أمنهم، حسبما يقول مراسل بي بي سي جيم ميور الموجود في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وتتزامن هذه التفجيرات مع أزمة سياسية خانقة تعصف بالعراق، حيث لا يستطيع نواب البرلمان الاتفاق فيما بينهم حول التئام المجلس فيما تعاني الحكومة من شبه شلل جراء الخلافات الحزبية والفئوية.

اقرأ/ي أيضًا: 

أزمة الجمهوريين التي لا تتعلق بترامب